Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/03/2009 G Issue 13324
الأحد 25 ربيع الأول 1430   العدد  13324
ممر
سيدات أعمال... لكن بمحرم!
ناصر الصرامي

 

تملك سيدات الأعمال السعوديات نحو 20 ألف شركة ومؤسسة، وتبلغ نسبة استثمارات النساء المسجلة (بأسمائهن) نحو 21% من حجم استثمار القطاع الخاص في المملكة، ويبلغ إجمالي عدد السجلات التجارية المسجلة (بأسماء) لسيدات أعمال نحو 43 ألف سجل في المناطق.

وارتفع حجم رؤوس الأموال النسائية المجمدة في البنوك إلى ما يتجاوز 20مليار ريال.

والعوائق عدة، لكن في مقدمتها اشتراط وجود الوكيل الشرعي (الرجل) للمرأة عندما تفكر في الاستثمار بشكل أوسع، حيث لا يتاح أمامها مباشرة إلا مجال المشاغل النسائية ومجال التعليم النسائي وهي مجالات لا تخلو من مضايقات.

وخلال الشهر الحالي انضمت زميلات إعلاميات وكاتبات، لحملة سيدات الأعمال لإلغاء شرط الوكيل الشرعي، فيما أعلنت سيدات أعمال بالانسحاب من الغرف التجارية التي لا تقدم لهن ما يراعي مصالحهن، ويسهل قيامهن بممارسة أعمالهن، ودعم المطالبة بحقوقهن.

الغرف التجارية تقول إنها جهة تنفذية وحسب، لكنها تنسى أن دورها الأساس يشمل حماية حقوق مشتركيها وتطوير الأنظمة التي تحد من التطور والنمو الاقتصادي في البلاد، والوكيل الشرعي لسيدات الأعمال هو عائق ظاهر يحد من دخول سيدات مجتمع كثر في مجالات الاستثمار والتنمية الاقتصادية، ويمنع مليارات الريالات من الدخول إلى الحركة الاقتصادية الوطنية.

هذا بالإضافة إلى الحوادث المسجلة لما يسمى ب(الوكلاء الشرعيين)، حيث تروي سيدات الأعمال لحالات نصب واحتيال موثقة في أروقة المحاكم ومكاتب العمل شهدت في تفاصيلها احتيال وتضليل (وكلاء شرعيين) لسيدات أعمال استمر لسنوات.

وعلى الرغم من وجود قرار صادر من مجلس الوزراء يمنحهن حق العمل دون وكيل، إلا أن هناك قوى داخل أجهزة الدولة تقف عن قصد وترصد، ضد أي حركة تصحيحية يتم إقرارها، وقد يصل الأمر إلى عصيان أوامر الدولة وعدم تنفيذ قراراتها إن كانت لا تتوافق ورؤيتهم التقليدية أو مصالحهم، ومنهم متخصصون في إهمال وحجب القرارات التي تتعلق بالمرأة تحديداً، والحقوق العامة إجمالاً.

طبعاً لكل مستثمر الحق لممارسة عمله دون وكيل شرعي أو مدير إلزامي، لكن مع المرأة، فإن الموضوع كالعادة - لدى البعض - مختلف، (فالحرمه حرمه)، حيث لا فرق بين الطفلة والمراهقة والطالبة والعاملة وسيدة الأعمال والأستاذة الجامعية، فكلهن يحملن (نون) النسوة، مصدر الشر والفتنة، وكلهن يحتجن إلى وصاية ووكالة ومحرم في التجارة، وغرف العمليات واجتماع مجلس الإدارة أو حتى عند الحصول على وثيقة وهوية رسمية، وفي العمل والحل والترحال.

بالمناسبة....كل عام وأمهاتنا بخير وصحة وعافية.

إلى لقاء




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد