قرأ أحد الصحفيين الأمريكيين فقرات مطولة من وثيقة حقوق الإنسان في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقدته ليفني وزيرة خارجية الكيان الصهيوني ونظيرتها رايس، أثناء العدوان الإجرامي على غزة، وطلب الصحفي من ليفني التعليق على هذه الفقرات في ضوء المجازر التي كانت تشهدها غزة في حينه، لم يرق لمنظمي المؤتمر هذا الموقف من الصحفي وطلبوا منه أن يختصر الحديث، عندئذ انفجر فيهم غاضبا وقال: ( أنتم تسمحون لها ليفني بالحديث لمدة ساعة كاملة، ولا تعطون لنا الفرصة الكافية لتوجيه الأسئلة، منذ متى صرتم تسمحون للمجرمين أمثالها بالحضور إلى هنا واستضافتهم بشكل لائق ).
لقد انتكست أمريكا في عهد بوش، وانحرفت معايير الحق والعدل فيها، وقيم كانت معروفة قبل مجيء بوش وزبانيته من الصهاينة المسيحيين، الذين وضعوا أيديهم في يد ليفني وشكلوا معا صورة بشعة من صور الإجرام والإرهاب، ومارسوا أفظع الجرائم وأشدها عنفا في تاريخ الصراع في فلسطين، وقد سبق هؤلاء في ميدان الإجرام والإرهاب، كل من غولدا مائير ومناحيم بيجن وشامير ورابين ونتنياهو وشارون وأولمرت، وغيرهم من أسماء الشر، التي سفكت الدماء، وروعت الآمنين.
ليفني وجه - وإن بدا ناعما- إلا أنه أحد الوجوه المجرمة التي تكونت وتربّت على مفاهيم الاضطهاد، ومفردات الحقد والكراهية، وفنون الإجرام وأساليب القتل، عصابة مصابة بهوس التدمير وانتهاك الحرمات والحقوق، إنها عصابة مريضة تسيرها عقول سادية حاقدة تطرب لرؤية الدم والدمار وتتلذذ به.
ليفني واهمة، إن ظنت أنها بإجرامها توطن أقدام بني جلدتها في أرض فلسطين، لأنها بهذا الإجرام تعزز الكراهية في النفوس، وسوف يتحقق وعد الله في الصهاينة بأن يسلط عليهم من يطاردهم ويلاحقهم حتى يأذن الله بالنصر، لقد قضت إرادة الله أن تكون معركة الصهاينة مع من سوف يسومهم سوء العذاب، فلن يستقر لهم قرار، ولن يهدأ لهم بال ولا حال، لأنهم يواجهون شعبا من الجبارين المرابطين المحتسبين، وهذه من حكم الله البالغة أن جعل هذه العصابة الآبقة على كل الشرائع، المنقلبة على كل الأعراف والقيم، في مواجهة دائمة على أرض اشتهر أهلها بالصبر والمرابطة على الحق.
لقد بدأت الصورة الحقيقية للعصابة الصهيونية الغاصبة تتشكل وتتكشف وتتبدّى للعالم، حيث تمخض عن إجرامهم في غزة، تفهم أعمق لطبيعتهم الشريرة، وتجردهم من القيم الإنسانية، وعدم مبالاتهم بالمواثيق الدولية.
لهذا، يجب أن يستثمر هذا الوعي الذي بدت معالمه عن حقيقة الصهيونية اليهودية، وأن يعزز هذا التفاعل العالمي مع أحداث غزة، بعرض مزيد من صور التدمير، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وأن تعرى هذه العصابة الشاذة التي استخدمت كل أنواع الأسلحة المحرمة، وأن يستغل الخوف الذي يخشونه من رفع الدعاوى عليهم، خاصة أولئك الذين شاركوا في هذه الجريمة، وعلى رأسهم ليفني وذلك بالتواصل مع المنظمات الحقوقية، والهيئات الإنسانية في كل دول العالم، وإقامة الدعاوى عليهم في المحاكم، وبهذا يصنع التغيير في المواقف، وتنال الحقوق - إن شاء الله.
ab_moa@yahoo.com