احتفل بميلاده السبعين هذا الأسبوع المدرب الايطالي العالمي جيوفاني تراباتوني، الذي عمل كمدرب للمنتخب الايرلندي لمدة 10 شهور فقط استطاع من خلالها مشاركة المنتخب الايطالي في صدارة المجموعة التي تتنافس فرقها في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم المقرر إقامتها في صيف العام 2010م في جنوب إفريقيا، خمسة وثلاثين سنة في مجال التدريب مليئة بالعديد من الانجازات والبطولات المحلية والأوروبية والدولية ولا أحد غير السير أليكس فيرغسون ينافس المدرب القدير جيوفاني تراباتوني. الذي تحدث لموقع الفيفا حول وجهات نظرة في كرة القدم، ومستقبلة في اللعبة، ومهمته كمدرب في إعادة جمهورية ايرلندا للمشاركة في كأس العالم.
* بأربع مباريات لعبتها ضمن منافسات المجموعة الثامنة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم لم تتعرض فيها لأي هزيمة وتتصدر المجموعة بمشاركة المنتخب الايطالي بطل العالم حالياً، هل كانت هذه البداية هي التي تتمناها؟
- نعم أنا سعيد جداً بالبداية الجيدة في مبارياتنا الأولية في التصفيات، وأتمنى أن يواصل اللاعبون اللعب بنفس العقلية ونفس الروح العالية لنواصل المحافظة على مركزنا في صدارة المجموعة.
* ما لذي جذبك للعمل كمدرب لجمهورية ايرلندا؟ وهل تشعر بالمتعة في عملك هنا كمدرب؟
- أتمتع بالعمل هنا كثيراً، كان بإمكاني أن أختار التدريب في بلاد أخرى لكنني شعرت بأنني أمتلك كل الظروف الصحية للعمل وتحقيق النجاح هنا، خاصة وأن لدي ليام برادي (مساعد تراباتوني) وهو رجل أعرفه وأحترمه كثيراً وبإمكانه مساعدتي في كل ما أحتاجه للقيام بالتدريب هنا. علاوةً على ذلك لدي معرفة جيدة بأسلوب الكرة الانجليزية وأعرف العديد من اللاعبين الايرلنديين الذي رأيت فيهم العقلية المميزة والقلب الرائع الذي دفعني لحب العمل هنا، ولأنني متأكد من أننا سنقدم عملاً جيداً سوية لتحقيق هدفنا بالوصول لكأس العالم. أخبرت اللاعبين بأنه يجب عليهم الثقة فيني كمدرب خبير لدية التجربة لأخذ الفريق للأمام، ولحسن الحظ قبلوني بحماس كبير.
* دربت عدة أندية في ألمانيا والنمسا والبرتغال والآن أنت مسؤول عن منتخب وطني هل هناك تحد فريد في التدريب في الخارج؟
- أحترم دائماً أنني قدمت من الطريق الايطالي، كل أمة لها عقليتها الخاصة وثقافاتها المختلفة، هذه كانت دائماً حقيقة خصوصاً في كرة القدم، أنا في الواقع أعتقد أن كرة القدم في العشر سنوات الأخيرة غيرت بطريقة عظيمة في هذا المجال، الآن لديك العديد من اللاعبين الذين ينتقلون خارج بلادهم وهذا يعطيك العديد من الثقافات مختلطة مع بعضها سويةً في غرفة الملابس، حقاً لقد كان هناك عولمة في كرة القدم وأعتقد بأنها كانت جيدة في مجال كرة القدم، وإذا رأيت المعيار في كرة القدم في أوروبا فستجده مرتفعا جداً نتيجةً لذلك. خصوصاً في انجلترا وإسبانيا الكثير من المال جاء إلى اللعبة في هذه البطولات وتم استخدامه للجمع بين العديد من الثقافات ودمجها سويةً في بعض الفرق الاستثنائية.
* تحدثت عن ليام برادي الذي كان تحت طاقمك الذي كنت تدربه عندما كنت مدرباً لليوفنتوس وأضفت كذلك لطاقمك الحالي السيد ماركو تارديللي، ما مدى أهمية هذين الرجلين لإنجاز أهدافك؟
- لأي مدرب هناك طاقم ومساعدون له وأنا محظوظ جداً بتواجدهما معي في طاقمي التدريبي، وهما بطلان عظيمان حيث إن ليام كان قائداً لمنتخب بلاده ايرلندا لعدة سنوات وكان لاعباً فذاً في اليوفنتوس وكذلك ماركو أيضاً هو بطل فاز بكأس العالم مع المنتخب الايطالي ولديه خبرات كبيرة، من المهم للاعبين أن يكون لديهم في الفريق رجال مثل هؤلاء بإمكانهم النظر إليهم والتعلم منهم. ليام مهم جداً بالنسبة لي لأنه يستطيع أن يوضح للاعبين بعض التفاصيل الصغيرة حول طرق التدريب وكذلك نظامنا التكتيكي بشكل أفضل مني في الوقت الحاضر.
* مواطنك المدرب الكبير فابيو كابيلو مدرب المنتخب الانجليزي كان له حتى الآن بدايات ممتازة مع المنتخب الانجليزي هل تعتقد بأن المدربين الايطاليين لديهم كفاءة خاصة لمثل ذلك العمل؟
- لا أعتقد بأن المدربين الايطاليين لديهم موهبة خاصة، لكن هي بالأحرى منتج التجربة، أنا وفابيو لدينا تجاربنا التدريبية الكبيرة سواء داخل أو خارج ايطاليا، فابيو درب على سبيل المثال فريق ريال مدريد الإسباني النادي الأكثر شهرةً في العالم وأنا دربت في بايرن ميونخ الأسباني وبنفكيا البرتغالي، في هذه الوظائف يجب عليك أن تتعامل مع العديد من الثقافات الكروية وهذا ما يؤهلك لتدريب المنتخبات الدولية الأجنبية. ولكن أنا لا أمتلك كل الإجابات بالتأكيد ولكن الخبرة تساعد كثيراً في عملك كمدرب.
* مع لويس أراغونيس فازت أسبانيا باليورو 2008م، ومع السير أليكس فيرغسون فاز مانشستر يونايتد ببطولة أوروبا للأندية الأبطال وبلقب أندية العالم، هل تعتقد أن قيمة الخبرة في مجال التدريب الآن أصبحت مُقدرة بشكل كامل؟
- أعتقد بأنها حقيقة لأن نقول إن الخبرة في عالم التدريب عادت من جديد لأن تكون المطلب الأول الآن. رؤيتي بأن كرة القدم هي مدرسة وأنت لا تتوقف أبداً عن التعلم من تلك المدرسة، ربما الناس يحبونني ويحبون السير أليكس فيرغسون الذي أعتقد بأنه أكثر من تعلم من تلك المدرسة من غيره من المدربين.
* ماذا كانت ردة فعل أصدقائك في موطنك الأصلي عندما تعادلت مع المنتخب الايطالي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم؟
-أوه، لقد تلقيت العديد من الاتصالات بعد ذلك التعادل (ضحك) وجمعيهم تحدثوا لي بنفس الشيء بأنه ليس من المهم أن تربح ايرلندا كل المباريات التي تخوضها في التصفيات لتزاحم ايطاليا على التأهل في المركز الأول، وبأمانة أنا محظوظ جداً لمواجهتي ايطاليا، هو شرف لي وسيكون موقفا غريبا بالنسبة لي لأني أشعر بالفخر لكوني ايطاليا، لكن أنا أيضاً فخور جداً بكوني مدرب المنتخب الايرلندي وأنا مدرب محترف وسأعمل بكل جهدي لتحقيق التأهل لكأس العالم، ولن يكون هناك مشاكل إلا من الناحية العاطفية خاصةً عندما أسمع النشيد الوطني لإيطاليا عندما يواجهوننا.
* بلغت الآن السبعين من عمرك، هل ستكون مهمة تدريب المنتخب الايرلندي هي آخر مهامك التدريبية في كرة القدم؟
- من يعرف؟ أنا مؤمن بأنه يجب ترك مثل هذه الأمور إلى الله، وأشكر الله بأنه مدين بالصحة بما فيه الكفاية للاستمرار في العمل. ليس هناك تحد بعد أخذي لايرلندا للعب في كأس العالم، دعنا ننتظر لنرى ماذا سيحدث.
* هل عائلتك سعيدة بخصوص استمرارك في العمل كمدرب؟
- أبنائي وبناتي سعداء باستمراري في العمل كمدرب، ولكن زوجتي دائماً ما تسألني متى ستنتهي؟ متى ستنتهي؟ ودائما ما أجيبها في القريب العاجل، هي تحاول كثيراً سحبي جانباً عن كرة القدم لكنه لم يتحقق لها النجاح في ذلك (ضحك).
* أخيراً هل بالإمكان أن نتوقع رؤية جيوفاني تراباتوني مع منتخب ايرلندا في كأس العالم في جنوب إفريقيا السنة القادمة؟
-أعتقد أنه بإمكاننا ذلك ولكننا نحتاج لبعض الحظ أيضاً في مبارياتنا المتبقية، ومع لياقة لاعبينا وخاصة مفاتيح اللعب لدينا، أنا أخشى أن أقول لك بأنني لست متأكداً من التواجد هناك ولكنني واثق من العمل على ذلك.