لأن المجتمع الدولي تخلى عن دوره الإنساني والرقابي، ولأن كل ما نسمع به من منظمات لحقوق الإنسان العالمية ومنظمات ما يسمى بالعفو الدولي وما يتبع منظمة الأمم المتحدة من جمعيات حقوق الإنسان ومحاكم العدل الدولية وآخرها المحكمة الجزائية الدولية قد تخلت عن دورها في الحد من الجرائم الإسرائيلية وإجبارها على وقف ممارساتها وأفعالها التي تستهدف إبادة الشعب الفلسطيني في وطنه وهدم منازله، فقد بادرت نظيراتها في الكيان الإسرائيلي بالمطالبة بسد الفراغ واستغلال المناسبة لإظهار المجتمع الإسرائيلي بأنه أكثر إنسانية وشعوراً بالمسؤولية حتى من المنظمات الإنسانية الدولية..!!
وسواء يأتي مطالبة المنظمات الإسرائيلية المدافعة عن حقوق الإنسان بإجراء تحقيق مستقل في جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في (غزة) من أجل هدف إعلامي أو تحسين للصورة الإسرائيلية التي تضررت بشدة نتيجة الجرائم والأعمال الوحشية التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في (غزة) أو نتيجة شعور بالذنب من قبل منظمات إسرائيلية لم يرق لها أفعال عسكرها، فإن مطالبة المنظمات الإسرائيلية الحقوقية تفضح الدور المشين للمنظمات الدولية ذات الاختصاص التي تسلط سيف المحاسبة والمراقبة على الأنظمة العربية والإسلامية والأفريقية، وتغفل عن عمد ما ترتكبه الأنظمة الغربية أو تلك المحسوبة على الغرب كالكيان الإسرائيلي.
المنظمات الإسرائيلية الحقوقية التي بلغت العشر منظمات اعتمدت في مطالبتها بإجراء تحقيق مستقل فوري لانتهاكات عسكر إسرائيل، وشهادات جنود إسرائيليين اشتركوا في تلك الأعمال التي تصنف كأعمال إبادة بشرية تجعل أمر السكوت عن تلك الأعمال نوعاً من التشجيع على ارتكاب المزيد منها، فضلاً أن يُعد تجاهلها مشاركة في مخطط إبادة الشعب الفلسطيني الذي تنفذه القوات الإسرائيلية بتخطيط وتمويل من قوى دولية لم تعد خافية على أحد والذي وصل أخطبوط شبكتها التآمرية منظمات مراقبة أفعال الجيوش والأنظمة القمعية وأذرع العدالة الدولية لتفرض عليها معايير العولمة فجندت المنظمات الإنسانية والمنظمات الحقوقية بما فيها محاكم العدل... والجنايات الدولية.
****
