أغلق سوق الأسهم هذا الأسبوع عند مستوى 4400 نقطة رابحا حوالي 270 نقطة أو ما يعادل 6.5% عن مستوى الأسبوع الماضي.. وقد تحسنت هذا الأسبوع معظم مؤشرات التداول في ضوء حالة التفاؤل التي بثتها العديد من الأخبار الإيجابية حول توقع انتعاش الاقتصاد الأمريكي مع بدايات عام 2010م.. فقد انتعشت البورصات الأمريكية وحافظت على مستويات أعلى من مستوياتها الخوف في الأسبوعين الماضيين، وخاصة مؤشر الداو جونز المصنف كأكثر ارتباطا بالسوق السعودية.
من جانب آخر، فقد تحركت أسعار النفط صعودا تجاه الـ50 دولارا في دلالات جديدة على بدء تحرك عنصر الطلب على الوقود في السوق العالمية بجانب نجاح مجهودات أوبك في الحد من التراجع المستمر في أسعار النفط.. إلا أنه على الرغم من كل ذلك، فلا تزال مستويات السيولة المتداولة أقل من المستوى المرضي، الذي يحث على الثقة في استقرار أوضاع المؤشر العام للسوق.
المؤشر يربح 6.5%
تمكن مؤشر السوق من الارتداد على مدار أيام الأسبوع باستثناء يوم الثلاثاء.. حيث أغلق المؤشر على ربحية بنسبة 6.5% في ضوء المحفزات الآتية من السوق العالمية بشأن توقعات الانتعاش في الاقتصاد الأمريكي التي تزامنت مع تواصل ارتفاعات أسعار النفط.. وعلى الرغم من إغلاق المؤشر على تراجع يوم الثلاثاء، إلا أنه جاء انخفاضا طفيفا ويمكن تبريره بجني أرباح طبيعي ومتعجل في ضوء مساعي المتداولين لعدم الانتظار طويلا لجني أرباحهم.
سابك بين استحواذات مضطربة وآمال الشركات التابعة
رغم الربح الذي أحرزه سهم سابك هذا الأسبوع بنسبة 9.5% إلا أنه توجد العديد من الهواجس التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار حول الأداء المالي للشركة.. ففي محاضرة حول شركة سابك تبين بما لا يدع مجالا للشك بأن الشركة تواجه موقفا صعبا للغاية في نتائج الربع الأول من هذا العام، فقد ذكر فيها أسبابا عديدة ومتعددة تظهر بأن القادم لا يبدو سارا.. فبداية توضيح بشبه فشل الاستحواذ على وحدة البلاستيك لجنرال إلكتريك، وهذا الفشل يعادل نحو 15% من حجم أعمال الشركة، ثم توضيح إلى تراجع في الطلب على غالبية منتجات الشركة ويتوقع أن يتزايد هذا التراجع خلال هذا العام، وما هو أهم هو التراجع الكبير في أسعار الحديد في ضوء المخزونات الكبيرة التي تمتلكها الشركة بشكل يرفع من خسائرها في مبيعات الحديد أو على الأقل يزيد من الفرص الضائعة في أرباحها.. وفي وسط هذا التشاؤم تم توضيح أن الأمل في المصانع الجديدة، وخاصة ينساب وشرق، وأيضا كيان التي سيبدأ تشغيلها العام المقبل.
كيان.. وعودة الحياة
تحرك سهم كيان من 13 ريالا في بداية طرحه إلى قمة 34 ريالا في بداية عام 2008م، ثم انحدر بتذبذب حتى وصل إلى مستوى 9 ريالات منذ أربعة شهور.. وهو يحوم الآن حول مستوى العشرة ريالات في ظل ضعف كميات التداول عليه.. إلا أن أخبار بدء تشغيل الشركة قريبا يتوقع أن تعيد الحياة لتداولات السهم من جديد، بل إن أي مسار صاعد خلال الفترة المقبلة يتوقع أن يعيد التركيز على السهم الذي يمتلك فجوة تزيد على 20 ريالا.
سهم المملكة ما بين 14 و4 ريالات
شهد سهم المملكة عقد صفقة شراء خاصة يوم الثلاثاء بقيمة 10 ملايين ريال لكمية 2.5 مليون سهم بسعر 4 ريالات على الرغم من إغلاق السهم على 3.85 ريال في هذا اليوم.. ويعتبر سهم المملكة من الأسهم التي نالها تراجع حاد خلال العام ونصف الأخير، حيث انحدر السهم من قمة 14 ريالا في نهاية 2007م إلى نحو 3.80 ريالا حسب إغلاق الأربعاء الماضي، أي خسر السهم ما يعادل 72.9% من قيمته.
القطاع المصرفي يربح 7.9%
من الأمور الجيدة التي برزت هذا الأسبوع تحسن أداء القطاع المصرفي الذي ربح 7.9% في ضوء الصعود السعري الذي أحرزه كل أسهم القطاع باستثناء سهم سامبا الذي تراجع بنسبة طفيفة بنحو 0.75%.. وقد جاء سهم بنك البلاد على رأس قائمة الرابحين بالقطاع البنكي هذا الأسبوع بنسبة 14.4%، تلاه بنك الراجحي بنسبة 13.7%.. وتدلل هذه المؤشرات على إمكانية خروج القطاع المصرفي من عنق الزجاجة إن انفرجت الأزمة المالية للاقتصاد الأمريكي.
د. حسن الشقطي - محلل اقتصادي
Hassan14369@hotmail.com