الرياض- فواز الناصر
حذرت مصادر نفطية من السياسة التي تتبعها وكالة الطاقة الدولية من ناحية أسعار البترول، وأنها تهدد خط الإنقاذ العالمي، وخصوصاً أن الوكالة تسعى باستمرار إلى انخفاض معدلات طلب على النفط. وأتت هذه التحذيرات بعدما أكدت الوكالة الأسبوع الماضي أن سعر النفط دون 50 دولارا سيحفز الاقتصاد العالمي، وقالت المصادر ل(الجزيرة): (مسألة الأسعار المنخفضة لن تفيد العالم وخصوصا الدول المستهلكة بسبب أن هذه الأسعار ستساهم في زيادة الطلب من قبل تلك الدول والذي سيؤدي إلى زيادة في الإنتاج لتدخل منظمة (أوبك) ذات الدوامة التي دخلتها العام الماضي وهو ارتفاع أسعار النفط إلى ما يتجاوز 100 دولار).
وقالت المصادر أن الأزمة العالمية لن تنتهي في ظل أسعار النفط الحالية.
وتعاني أسعار النفط في الوقت الحالي من تراجع غير مسبوق مقارنة بالشهرين الماضيين إذ وصل إلى ما دون 49 دولار.
وأرجع المحللون هذا الانخفاض المخيف على حد قولهم إلى زيادة كبيرة في مخزونات الخام الأمريكي.
وتقدر التحفيز الذي يحصل عليه العالم وفقاً لوكالة الطاقة الدولية تريليون دولار جراء استقرار سعر النفط عند نحو 40 دولار.
غير أن البدري يعتقد أن تحفيز يصل إلى أكثر من تريليون دولار.
وتؤكد المصادر ذاتها أن الأزمة العالمية لن تنتهي في ظل أسعار النفط الحالية.
بدورها بررت المصادر ذاتها ما يتردد حول عدم التزام بعض دول منظمة أوبك في مسألة الإنتاج بعدم قدرتها على الوفاء بتكلفة احتياطياتها البترولية.
وقالت المصادر: (التكلفة عالية وليس بوسعها تلك الدول على ذلك).
وتضيف:(إضافة إلى وجود منافذ تسويقية تفوق حصصها المقررة).
وكانت أنباء ترددت خلال الأسبوع الماضي حول عدم التزام إيران الذي يقدر احتياطياتها قبل التخفيض 14 بليون برميل يومياً وفنزويلا بحصص الإنتاج الذي لا يقل احتياطياتها عن إيران، بعد أن قررت المنظمة تخفيضه 4.2 مليون برميل يومياً منذ الخريف الماضي.
وخرجت المصادر عن التوقعات التي ترجح تخفيض حصص الإنتاج لدول أوبك في اجتماعها المقبل والمحدد في نهاية مايو المقبل.
مرجحة أن ينتج عن الاجتماع تقليص تخفيض الإنتاج إلى ما يقارب 800 ألف برميل، بدلاً من 4.2 مليون برميل.
مشيرة إلى أنه بهذا التخفيض سيساهم إلى وصول سعر البرميل في الأسواق إلى القيمة المعقولة من وجهة نظر بعض الأعضاء.
وتعزي المصادر توقعاتها إلى التحذيرات التي أطلقها وزراء النفط خلال اجتماعهم في ندوة الطاقة التي تعقد في العاصمة النمساوية فيينا من مخاطر انخفاض الأسعار على الاستثمار والمعروض في المستقبل.
إذ قال وزير البترول السعودي المهندس علي النعيمي في الندوة: (إذا كان العالم يريد أن يرى بناء طاقة إنتاج إضافية فينبغي أن يرتفع السعر عن مستواه الحالي).
وتزامن مع اجتماعات أعضاء أوبك الأسبوع الماضي تأكيدات أطلقها وزير الطاقة الأمريكي ستيفن شو لعدد من الأعضاء مفادها أن أسعار النفط المنخفضة في صالح الاقتصاد العالمي، واتفق معه رئيس وكالة الطاقة الدولية، غير أنه أكد عدم وجود أعذار لعدم الاستثمار في إنتاج النفط بمستويات الأسعار الحالية، الأمر الذي دعا أمين عام منظمة أوبك عبدالله البدري إلى أن يؤكد بأن السعر إذ قل من 50 دولارا لا يسمح بالاستثمار.