الرياض - منيرة المشخص
رفضت اقتصاديات سعوديات تشبيه الوضع الراهن لسوق الأسهم بانهيار 2006 وأكدن أن الفرق واضح ولا يحتاج إلى متخصصين لبيانه، وقالت الدكتورة نجوى سمك أستاذة الاقتصاد بجامعة الملك سعود: السبب في 2006 كان نتيجة لتضخم أسعار الأسهم غير المبرر وهو ما اثبتته الكثير من الأبحاث، وأضافت: هذا التضخم كان كالسرطان يتفشى في كل جوانب السوق دون أي تدخل من الجهات المعنية لا بالعلاج ولا الجراحة ما أدى إلى التفشي حتى حدث الانفجار في فبراير وترى الاقتصادية ريم أسعد أن التنبؤ يصعب بما ستؤول إليه أوضاع سوق الأسهم خصوصاً على المدى القصير، وأضافت: الانخفاض الحادث يشير إلى ضعف ثقة المستثمر بأداء السوق وبنيته التشريعية عموماً، بالإضافة إلى عامل السيولة فهو من أكثر العناصر (زئبقية) حيث إنها تتحرك من قناة لأخرى بسرعة، لذا فإن سوق الأسهم يحمل مخاطر عالية من حيث ثبات رؤوس الأموال الطويلة المدى فيما ترى بسمة التويجري وكيلة قسم المالية بجامعة الملك سعود أنه يجب التمييز بين ما حدث في 2006 وما يحدث في الوقت الراهن لأن ما حدث في المرة الأولى كان أمراً متوقعاً نتيجة تضخم الأسعار ووصول مكررات الربحية إلى أرقام قياسية غير طبيعية مما جعل من المحتم انهيار السوق من تلك الأسعار الخيالية.
وتشير التويجري إلى أن انخفاض أرباح الشركات في الربع الرابع من 2008 كان أمراً متوقعاً بسبب ضعف النشاط الاقتصادي العالمي وصعوبة الحصول على تمويل إضافي في ظل الظروف المالية الراهنة, وأضافت: عندما نقارن تراجع الأرباح في بعض الشركات أو تحقيقها لخسائر مع ما شهدناه من إفلاس بعض البنوك والشركات الكبرى في العالم فلا بد أن نقول إننا ما زلنا بخير ولا داعي لكل هذا الهلع النفسي لدى المستثمرين، وقالت نجوى سمك إن السوق السعودي لا يعتمد في تعاملاته بما يُعرف بالتحليل الأساس وترقب نتائج الشركات، وأشارت إلى أن تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات بشكل جيد سيزيل الضبابية في عمليات الإفصاح، وتضيف ريم أسعد: ما زلنا نعاني ضعف مستوى الشفافية والإفصاح في السوق كذلك من عدم دقة الإعلام والصحافة في نقل الخبر بطريقة علمية، فالقارئ والمستثمر على حد سواء يحتاج إلى خبر ذي مصداقية وخبر منقول بطريقة يسهل فهمها.