الرياض - حازم الشرقاوي
ما بين توقف تنفيذ المشروعات العقارية، ونقص السيولة النقدية لدى الشركات وفي ظل تحفظ القطاعات التمويلية على تقديم القروض المالية، تظهر الدعوات المتكررة من الخبراء لتطبيق سياسة الاندماج بين الشركات العقارية للخروج من المشكلات التي تعانيها وتقوية مكانتها الاستثمارية على المستويين المحلي والإقليمي، كما تبرز مطالب العقاريين باندماجات مؤثرة لإقامة كيانات ضخمة لديها القدرة على تنفيذ المشروعات وضخ الاستثمارات في مختلف المدن والمناطق لتلبية احتياجات السوق التي تشهد توسعا ونمواً كبيراً في مختلف القطاعات. وتظهر المشكلات التي تعاني منها بعض الشركات العقارية من خلال ما أعلنه مسؤول تنفيذي في مجموعة صافولا السعودية خلال مارس الجاري حول تجميد شركة كنان التابعة لصافولا خطط إقامة مشروع عقاري بكلفة ملياري ريال في جدة وأبان النائب الأول لرئيس صافولا لشؤون الشركات محمود عبد الغفار، بأن السبب مرتبط بالصعوبات في تأمين قروض من البنوك للمشروع وكانت شركة كنان الدولية للتطوير العقاري، التي تمتلك صافولا 30% منها، ستتولى تطويره. التي أكدت العام الماضي انها تمكنت من تأمين مليار ريال كتمويل إسلامي من البنك الأهلي وبنك ساب للمساعدة في تمويل التوسع في المملكة.
ولم تقتصر الصعوبات على هذه الشركة بعينها فهناك شركات محلية وأخرى خليجية دخلت السوق السعودية العام الماضي وأعلنت عن تنفيذ مشروعات أبراج في الرياض وجدة ولكنها لم تنفذ شيئا منها ومن بينها مشروعات ضخمة على طريق الملك فهد بالرياض، وأخرى على كورنيش مدينة جدة.
وفي هذا الصدد قال تقرير ان بعض الشركات تملك الخيار في لجوئها إلى الاندماج كما أن بعضها يجد نفسه مجبرا لسلوك طريق الاندماج أو الاستحواذ، وقال التقرير الذي تصدره شركة المزايا القابضة ان الطفرة التي مرت على أسواق الخليج أوجدت بيئة ملائمة لنشوء شركات ومؤسسات متشابهة وربما منسوخة من بعضها البعض، تتقاسم قطاعات متضخمة، أما بعد تغير الأحوال فإن الخيار بات إجباريا وأضحت الاندماجات بين القطاعات المتشابهة هي السبيل الوحيد لمواجهة الأزمة العالمية، وتخطي آثارها السلبية، والتعامل مع التنافسية في الأسواق.
وذكر التقرير أن شركات الاستثمار الكويتية ستشهد موجةً من عمليات إعادة الهيكلة والاندماجات بعد أن تضررت من الأزمة. وفي ذات السياق ووفقا للتقرير - قالت شركة أعيان كابيتال الكويتية الإسلامية لإدارة الأصول أنها تجري محادثات اندماج مع شركتي استثمار محليتين في إطار سعيها لمضاعفة قاعدة أصولها لمساعدتها على تحمل تداعيات الأزمة، وقالت ان الكويت ستشهد موجة من الاندماجات في القطاع المالي من شأنها تقليل عدد المؤسسات، حيث إن أعيان كابيتال وهي شركة خاصة تبلغ أصولها نحو 371.1 مليون دولار تجري محادثات مع شركتين للاستثمار بشأن اندماج منها واحدة بنفس الحجم مدرجة في البورصة الكويتية. ويتزايد الحديث حول موجة الاندماجات بين الشركات عموما في الخريطة الاقتصادية الخليجية في الوقت الذي اضطرت فيه الكويت إلى التدخل الشهر الماضي لإنقاذ بنك الخليج خامس أكبر بنك في البلاد من حيث القيمة السوقية، بعد أن تكبد خسائر كبيرة في تعاملات المشتقات. وأشار تقرير المزايا إلى تقرير صدر مؤخراً عن الاتحاد الدولي لشركات الاستحواذ والدمج أن عمليات الاستحواذ والدمج الإقليمية يتوقع أن تسهم في تحسين المناخ السائد حالياً نتيجة الأزمة. إلا أن التقرير حذر من أن سياسات الأبواب المغلقة المعمول بها حالياً بحاجة إلى إجراءات عاجلة لإعادة الثقة لدى المستثمرين المحتملين.
وفي الإمارات، أعلنت احدى اكبر الشركات العقارية إنها تدرس بجدية إلغاء أو تأجيل بعض مشروعاتها بناء على طلب من المساهمين وقالت الشركة انها ملتزمة برعاية مصالح جميع العملاء والمساهمين وتقدر مخاوفهم خاصة في الظروف الاقتصادية الحالية. وطلب مساهمون من الشركة إلغاء أو تأجيل مشروعات بقيمة 90 مليار درهم، وقالوا إنه لم يعد هناك معنى لتنفيذ تلك المشروعات وطلب المساهمون من الشركة، إما رد الأموال التي حصلتها حتى الآن أو تحويل الأموال إلى مشروعات أخرى.