فاجأني صديق من مرضى الفشل الكلوي بمعلومة صدمتني، عن الاتفاقيات التي وقعها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز المشرف العام على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي مع الجامعات السعودية بخصوص توفير 5500 منحة دراسية لذوي مرضى الفشل الكلوي..

وقد أشار الصديق إلى أن ابنتيه تقدمتا للقبول في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ولم تقبلا إلا بوضع انتساب في الجامعة، ولكن فوجئ أن الجامعة أيضاً طلبت منه رسوماً دراسية لابنتيه مثلهما مثل باقي الطلاب والطالبات المنتسبين للجامعة. وبسؤاله بعض مسؤولي جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية الفشل الكلوي، أفادوا أن جامعة الملك عبدالعزيز وبعض الجامعات الأخرى انسحبت من مثل هذه الاتفاقيات.. ما يعني أن الجامعة لم تنفذ بنود الاتفاقيات الموقعة مع الجمعية..

وكان مرضى الفشل الكلوي في مختلف مناطق المملكة قد استبشروا خيراً بهذه الاتفاقيات التي وقعت مع جميع الجامعات الحكومية والخاصة حيث ستوفر لذويهم مقاعد في الجامعات السعودية، وهذا يعد عبئاً كبيراً على المرضى، حيث يعانون من تعثر قبول أبنائهم وبناتهم في الجامعات، مما يزيد من معاناتهم مع المرض إلى معاناة أخرى مع تعليم أبنائهم..

ومن هنا فإننا نتساءل: لماذا ضربت بعض الجامعات عرض الحائط بمثل هذه الاتفاقيات؟! وهي اتفاقيات في أساسها إنساني و لا يضير أي جامعة أن تشمل ذوي المرضى برعاية أقلها قبولهم مجاناً في البرامج التي تقدمها الجامعات.. ونحن نعلم أن أدنى درجات القبول في الجامعات هي الانتساب، وحتى هذا القبول بخلت فيه الجامعة بمقاعد الدرجة الثالثة فيها على أبناء وبنات مرضى الفشل الكلوي، وهم فئة عزيزة لدينا، ولا يقل أي منزل أو عائلة سعودية من وجود مريض منهم أو قريب أو صديق لهم..

إن هذا السؤال يجب أن يصعد إلى أعلى مستويات المسؤولية.. وكما كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - أعفى طلاب التعليم الموازي بالجامعات من رسوم الدراسة وهي مبالغ كبيرة فعلاً أي بمعدل عشرات الألوف سنوياً، فنرجو منه - يحفظه الله - أن يشمل جميع ذوي المرضى بخدمات تعليمية متكاملة وبتذليل كافة الصعوبات التي تواجه قبولهم في الجامعات. وقد لقيت هذه المكرمة صدى واسعاً رحب به المعنيون بذلك.. ونتمنى أن يحدث ما يشبه هذه الخطوة بأن يصدر توجيه سام بأن يقبل جميع ذوي مرضى الفشل الكلوي في الجامعات السعودية.. وكانت - للمعلومية - جامعة الملك سعود وافقت على قبول جميع من يتقدم لها من طلاب وطالبات ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد لاقت هذه الخطوة قبولاً واسعاً للطلاب والطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة وذويهم. ولهذا فنحن في المجتمع السعودي بحاجة لمثل هذه المبادرة لأشخاص مليئين بمعاناة متعددة على الصعيد الشخصي والأسري والاجتماعي، ونتمنى أن لا نزيد من همومهم ونفاقم من أوضاعهم الأسرية.. قبول ذويهم في الجامعات والكليات يشكل منعطفاً مهماً في استقرارهم وسعادتهم الشخصية وهم يرون أبناءهم وبناتهم في الجامعات يدرسون وينهلون من المعرفة والعلوم، ويبدؤون خطوات المستقبل الواثقة التي تعطيهم فرصاً أكبر في استقرار وظيفي ومهني مناسب لهم ولذويهم..

وأخيراً، فنحن نعلم الجهود الكبيرة التي بذلتها جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي منذ تأسيسها، وتحقيقها لكثير من متطلبات الحياة والرعاية لهؤلاء الأعزاء بيننا ممن أجبرتهم ظروفهم الصحية أن يبقوا حبيسي منازلهم، أو رواداً مترددين على مراكز غسيل الكلى لثلاث مرات أسبوعياً أو أكثر، مما عطل وشل تحركهم في حياة طبيعية نمارسها نحن الذين أنعم الله علينا بالصحة والعافية. ونتمنى أن تتواصل جهود الجمعية من خلال المشرف عليها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز في العمل لمزيد من خلق الفرص وتهيئة الظروف للمرضى وذويهم.. وأتمنى أن يكون قبول الطلاب والطالبات في الجامعات السعودية أولوية في سلم الأعمال المتوقعة من الجمعية في القريب العاجل..