Al Jazirah NewsPaper Monday  16/03/2009 G Issue 13318
الأثنين 19 ربيع الأول 1430   العدد  13318

في الوقت الأصلي
يا هلاليون: احسبوها صح
محمد الشهري

 

كتبت هنا الأسبوع الماضي مذكراً فقط بالأوضاع الفنية المتكالبة التي تحيط بالفريق الأزرق، مما يستدعي تقنين الجهد وإعادة ترتيب الأولويات وبالتالي عدم المجازفة التي قد تفضي إلى ما لا يحمد عقباه (لا قدر الله) ومن ثم تنطبق عليه مقولة: (مصيّد القريتين).

** ربما أن ما قلته لم يرق للبعض، مع أنني انطلقت في شرح وجهة نظري تلك من حقيقة اختلاف وتغير الظروف والمعطيات، وبالتالي حتمية عدم التفريط بجهد موسم بأكمله من أجل عيون مسابقة غريبة الأطوار.. أجزم أن الهلاليين تحديداً لا يجيدون التعامل مع دهاليزها وطلاسمها الجديدة، مما يستدعي دخولهم إلى معتركها بفريق مكتمل العدد والعدة للوصول إلى الغايات دون الحاجة إلى المرور عبر تلك الدهاليز التي قلنا آنفاً أنه لا يجيد التعامل معها مثل غيره.. أي بفريق غير منهك وبقيادة مدرب وليس مساعد مدرب (غلبان).

** كما أجزم أنه لا يوجد في الأوساط الهلالية من سره مشهد الفريق أمام الفريق الإيراني.. وأن البحث عن عوامل ومسببات ذلك التدني المخيف في عطاء الفريق بشكل عام.. لا يتطلب الكثير من العناء..

** صحيح أن (كوزمين) قد رسخ في أذهان اللاعبين ثقافة كروية معينة تعتمد على الانضباطية كأسلوب صارم ومن ثم البحث عن النتيجة بغض النظر عن قلة أو كثرة الأهداف.. المهم النتيجة والمحافظة عليها.

** ولكنه كان أكثر إجادة في قراءة المباريات، وكان أكثر دقة في التدخل الحاسم.. بمعنى أنه يعرف كيف ومن أين تؤكل الكتف.

** في حين أن خلفه الذي ربما أنه قد تشبع بالفلسفة (الكوزمينية) إلى حد ما وبالتالي قدرته على تطبيق بعض جوانبها في مقابل إخفاقه في تطبيق الجوانب الأخرى المكملة لباقي الطريقة التي عادة ما يكسب كوزمين من خلالها، وهنا مربط الفرس (؟!).

** ومع أنني لا زلت عند قناعتي من أن الآسيوية من الأمور الملحوق عليها وبالتالي فهي تأتي في الدرجة الثانية من حيث الأهمية خصوصاً في مثل الظروف الهلالية الراهنة.

** إلا أنني تفاجأت حقيقة بالعطاءات الباردة والباهتة التي جسدها نجوم الفريق أمام (سابا) الإيراني دون استثناء.

** وتساءلت إن كان الفريق سيستمر في التعاطي مع ما تبقى من مباريات الدوري الحاسمة بهذه الوضعية.. أم أن القناعة بمنطقية صعوبة خوض غمار الآسيوية جنباً إلى جنب مع مرحلة حسم الدوري في وسط هذه الظروف.. هي من فرضت التعاطي مع المباراة على طريقة (إن جيت ما ورد سمرنا عليك، وإن رحت يا ورد ما بكينا عليك) على رأي المقولة الشعبية.. وهذا في تقديري هو عين العقل والمنطق.

** بالمناسبة: أنا لا أطالب بالتخاذل أو التراخي أمام التنافسات الآسيوية الراهنة، ولكنني فقط أطالب بتقنين الجهد وصرف الأفضلية لصالح الدوري، والله أعلم.

يستاهلون؟!

** الكل يستغفلنا، والكل يبتزنا، يعني بصراحة.. الكل يضحك علينا (؟!).

** قنوات (الهشك بشك) تعمل على قدم وساق لاستنزاف جيوب السذج منا (؟!)

** قنوات (الشعر الشعبي) لا تقل عنها شراسة وسعياً في سبيل ابتزاز أكبر شريحة من المجتمع وإفراغ جيوبهم (؟!).

** حتى بعض الفضائيات (الرياضية) وجدت هي الأخرى بأن مسألة توريط واستدراج الجمهور السعودي إلى مستنقع الاستغفال والابتزاز.. لا يتطلب أكثر من الإعلان عن إجراء مسابقة تافهة ما تحت أي مسمى شريطة أن ترتكز على اللعب بالعواطف والباقي تعرفونه (!!).

** على سبيل المثال: إحدى الفضائيات الخليجية، عمدت مؤخراً إلى الإعلان عن فتح باب التصويت لاختيار أفضل لاعب سعودي.

** وكون العرف السائد يؤكد على أن جماهير الأندية الفقيرة من الإنجازات.. هي من تستهويها وتستنهضها مثل هذه البرامج الخداعية بداعي التعويض عن البطولات والنجوم الكبار.. لذلك تراهم يتهافتون دون هوادة على إغراق القناة بسيل من الرسائل التي تحمل اختياراتهم.. كما يتهافت الفراش على بقعة الضوء.

** على أن ما يدعو للسخرية هو أنه عندما قفز أحد اللاعبين العاطلين عن اللعب - شافاه الله - إلى صدارة الأسماء المرشحة من قبل البرنامج بفعل تعاطف جمهور ناديه.. وعندما احتج أحد قرمبعات (خط البلدة) على نتيجة التصويت باعتباره من مشجعي اللاعب الذي ظل يتصدر القائمة قبل أن يزيحه اللاعب المتوقف عن اللعب متسائلاً: كيف يكون الأفضل وهو المتوقف عن اللعب منذ عدة أشهر (؟!!).

** وللإمعان في الخداع والغش والكذب، صرخ رئيس (القعدة) في وجهه قائلاً: هذا التصويت على الجماهيرية وليس على الأفضلية، وبعد جدال اتفقا على أن التصويت كان على الجماهيرية والأفضلية معاً، من باب جبر الخواطر واستنزاف المزيد من جيوب السذج.. هؤلاء يريدون تعزيز موقف لاعبهم، وأولئك سيعملون على تحطيم الفارق، وهكذا دواليك (؟!!).

** هؤلاء لو قاموا بجمع أثمان تلك الرسائل الباهظة.. لاستطاعوا شراء الجائزة (الطعم) ولدعموا ناديهم بالفائض من تلك المبالغ بدلاً من ذهابها إلى جيوب الأفاقين.. المشكلة أنهم يتذمرون ويتقاعسون عن شراء التذاكر التي يذهب ريعها للنادي وينفقون أضعاف ثمنها.

بيت القصيد

بين عذر اللئيم وبين عذر الكريم

مثل عذر اللبيب ومثل عذر البليد


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد