Al Jazirah NewsPaper Monday  16/03/2009 G Issue 13318
الأثنين 19 ربيع الأول 1430   العدد  13318
تقنية الاتصال والتغير الاجتماعي

 

تقنية الاتصال والتغير الاجتماعي) عنوان المؤتمر الدولي المهم الذي انطلق أمس في جامعة الملك سعود. وأهمية هذا المؤتمر الأول من نوعه تنبع من فرادة الموضوعات المطروحة فيه والتي تهم المجتمع بمختلف شرائحه. كما تنبع من كمية المشاركة الدولية فيه ونوعيتها. ولكن الأهم من ذلك حقيقة، هو الاستفادة من هذه البحوث، بحيث لا يكون المؤتمر هدفا بحد ذاته، وإنما نقطة انطلاق لتفعيل هذه البحوث وتطبيق نتائجها على الوجه الذي يفيد مجتمعنا. ومع الأسف نسمع عن مؤتمرات علمية دولية عدة، لكن يتضح فيما بعد أنها مؤتمرات لا تتجاوز حدود العلاقات العامة والدعاية !.

وعودة إلى أهمية المؤتمر المنعقد في قسم الإعلام بالجامعة نقول: إن جميعنا يتعامل مع التقنية بمختلف أشكالها، وخاصة المرتبطة بالاتصال. ونعتقد جازمين بأن لهذه التقنيات تأثيرات تنعكس على حياة الأفراد والمجتمعات، بل وعلى المجتمع الدولي كوحدة واحدة !. وخذ مثلا نظرية الفجوة المعرفية التي تحدثها التقنية بين المجتمعات الغنية والمجتمعات الفقيرة. هذه النظرية تحذر من هذه الفجوة التي قد تكون سببا من أسباب الحروب؛ لأن دولا غنية ومتطورة تملك معلومات، وأخرى فقيرة ومتخلفة أو نامية لا تملكها، وقد تستغل الدول المتطورة هذه المعلومات ضد الدول المتخلفة لسلب مقدراتها!. وهذه النظرية مجرد مثال على ما ترتبط بالتقنية الاتصالية من آثار هامة.

لكن هذه الآثار كما أنها قد تكون سلبية فإنها قد تكون إيجابية جداً، وهناك مع الأسف من يبالغ في تأثيراتها السلبية، وقد يحارب دخولها واستعمالها، حتى إذا تأخر المجتمع عن اللحاق بالمجتمعات الأخرى التي سبقت إلى هذه التقنية بدأ في إعادة التفكير في أهميتها وضرورة استعمالها، بل وربما دعا إلى تطويرها !.

ولذلك كان من الأهمية بمكان دراسة تأثير هذه التقنيات دراسة موثقة عبر بحوث علمية منهجية مقدمة من مختلف العلماء والخبراء في الدول المختلفة. وهذا ما يؤديه المؤتمر الذي يستعرض 80 ورقة بحثية علمية من مختلف الدول. وهذا منبع آخر من منابع أهمية هذا المؤتمر. فالمشاركون فيه خبراء أتوا من مختلف أنحاء العالم، من أمريكا إلى بنجلاديش ! مرورا بالدول العربية المختلفة. ولذلك، فإن المؤتمر فرصة علمية سانحة تقدمها مشكورة جامعة الملك سعود خدمة للباحثين، والإعلاميين، والمهتمين من عامة المجتمع.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد