Al Jazirah NewsPaper Monday  16/03/2009 G Issue 13318
الأثنين 19 ربيع الأول 1430   العدد  13318
من القلب
مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية!!
صالح رضا

 

يقال إن الحكمة تمنح الإنسان طالعا سعيدا، وأعتبر نفسي كذلك عندما أقنعت الصديقين العزيزين الدكتور حسن بن محمد العياف القادم من الرياض لمهمة عمل في جدة والأستاذ خالد بن سليمان البطاح للانطلاق مع - العبد الفقير إلى الله - إلى موقع مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية، فتقبلا طلبي دون مزيد من الحكمة أو الجهد مني فكان طالعا سعيدا أن نخرج من رحم الزحام إلى رحابة الفضاء والهواء النقي بدلا عن هواء المدن الملوث والمتلوث.

انطلقنا من منزلي متوجهين إلى موقع مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وعند الوصول إلى الموقع كان مؤشر عداد السيارة قد احتسب 43 كيلا من منزلي إلى موقع الإستاد، وزمن الوصول خلال ست وعشرين دقيقة والوقت الذي ينقضي للوصول إلى بلدة (ثول) بعد المدينة الرياضية هو ثلاثون دقيقة وهو زمن يقل كثيرا عن مدة زمن الوصول إلى ملعب الأمير عبدالله الفيصل من شمال مدينة جدة ويقل كثيرا جدا عن زمن الوصول إلى ملعب الشرائع بمكة المكرمة.. إن المشروع الحضاري الكبير الذي يقع على مساحة تسعين ألف كيلا مربعا ويستوعب ملعبه الرئيسي مائة ألف مشاهد فضلا عن الملاعب الفرعية والصالات الضخمة لإقامة مسابقات الألعاب المختلفة عدا بيوت الشباب والخدمات الفندقية التي تستوعب إقامة دورة متكاملة من دول عديدة ويحتوي على طرق واسعة وكباري وأنفاق وشبكة من الطرق الحديثة إلى جانب انتشال المدينة الرياضية من موقعها المحدود سابقا على طرق الحرمين إلى الموقع الاستراتيجي الجديد مما يعني إبعاد أنصار الكرة عن طريق الحرمين الذي يمثل أوتستراد مليء بآلاف السيارات ومضايقة الحجاج والمعتمرين في طريق يعج بالحوادث اليومية.

إن هذه المدينة الرياضية إلى جانب جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز التقنية والتي ستكون من الجامعات الكبرى على مستوى العالم ويقودها مجموعة من العلماء السعوديين والعرب والغربيين وكذلك مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الصناعية سوف تستقطب أكثر من مليوني مواطن ومقيم وفي ذلك رزق كبير لفئات كبيرة من مجتمعنا المسلم المحافظ على دينه وشعائره فيكرمه الله بملك صالح جعل همه الوطن والمواطن وشعبه وأهل العروبة والإسلام، ومد يد السلام لشعوب الأرض كافة فحفظه الله وأبقاه. إن أبا متعب يعانق مجد السماء وسماء المجد فهو نبع عذب وسلسبيل تزدهر به بيوت معوزة وينتشل من البؤس أهلا لنا وعزوة، ويبقى ينبوع الخير ملك البلاد ومعشوق العباد يقدم لبلده وأمته الخير في صور شتى. هذا وأضحكتني كثيرا بعض الاعتراضات من بعض المغرضين والذين في قلوبهم مرض والمتقوقعين في (الأزقة) على بعد المدينة الرياضية، هؤلاء هم من عارضوا في السابق نقل المباريات من ملعب الصبان إلى إستاد جده (ملعب الأمير عبدالله الفيصل حاليا) عند انتهاء العمل من الإستاد ومع بدء مباريات الدوري نسوا تلك الاعتراضات ورأيناهم يأتون إلى الإستاد فرادى وجماعات و على كل ضامر وفي خطوط البلدة وأحواض (دبابات أربع عجل) يأتين من كل أحياء جدة متناسين في نفس الوقت مطالباتهم السابقة باستمرار المباريات في ملعب الصبان، والإنسان عدو ما يجهل خاصة من نشأ وترعرع مع (جن الأحياء القديمة) فقد أصابتهم صدمة النقلات الحضارية المتتالية بإخراجهم من (أزقة الحارات) وإذا بهم يجدون أنفسهم في مكانة لم يتهيئوا لها، ففاقد الشيء لا يستوعب كل تطور وازدهار بل يستكين إلى التقوقع على الذات ورفض الانطلاق في واحات الأرض فقد اعتبروا - قديما - إستاد جدة الحالي خارج المدينة وخارج العصر وهاهم يرفعون عقيرتهم التي ارتفعت من ثلاثين عاما مرددين نفس الكلام الذي رددوه قبل ثلاثين عاما، وفاقدي الطموح أقل قدرة على استيعاب النقلات الحضارية التي تمس حياة هذه الأمة الناهضة التي لن يعيقها نعيق الغربان.

وليت وزير الثقافة والإعلام يوجه صحفهم لأخذ دورات تطويرية لقدراتهم المتحجرة لعل وعسى يمارسون دورا ايجابيا في الإعلام الوطني، ثم أين دور القناة الرياضية السعودية المقصرة في مواكبة المشاريع التنموية الوطنية، حيث اتضح جليا وجوب إعادة النظر في كوادرها المتصلبة فكريا حتى تستوعب أن الخير الأسمى للنفس هي معرفة الله ثم الإخلاص لهذا الوطن بعيدا عن أمراض التخلف والضعف والعجز.

اختفاء أول بطولة دوري سعودي؟!!

قدم الأخ الصحفي أحمد الغفيلي عملا كبيرا ومتقنا كعادته، وأورد بطولات الأندية السعودية من خلال جداول جميلة ومرتبة بعناية فائقة، ومثل ذلك العمل لا يخلو عادة من مناكفات ووجهات نظر هنا أو هناك.. ولكن ما يثير استغراب الرياضيين الحقيقيين هو إغفال بطولة أول دوري سعودي على مستوى المملكة دون وجه حق ودون مبرر مقنع..

واستغرابي هذا ليس موجها للأخ أحمد الغفيلي بل هو موجه للمسئولين في رعاية الشباب بإغفالهم بطولة بمثل هذا الحجم سواء كانت للأهلي أو للنصر أو للاتفاق أو لارطاوي الرقاص.. فليس ذلك مشكلة بل المعيب حقا هو إخفاء بطولة بكاملها من صفحات الرياضة السعودية.

وبالدخول إلى صلب الموضوع، فقد أقيمت أول بطولة دوري على مستوى المملكة من نظام الدوري العام من دورين أول وثان، واشترك فيها 12 فريقا من كل المناطق الثلاث الشرقية والوسطى والغربية. وقد فاز الأهلي ببطولة المنطقة الغربية والاتفاق بالشرقية والنصر بالوسطى، ثم أجريت قرعة عن طريق اللجان المختصة.. فأتت القرعة مثيرة فقد حتمت لقاء النصر بالأهلي في مدينة الرياض والفائز منهما يلعب مع الاتفاق على أرضه. هذا وقد تغلب الأهلي على النصر 3-1 بعد مباراة مثيرة كعادة الفريقين تلك الأيام، ثم قابل الأهلي صنوة الاتفاق على النهائي في يوم 9 شهر صفر 1389 بملعب يعقوب بالخبر وكانت تحت رعاية سمو أمير الشرقية الأمير عبدالمحسن بن جلوي وسمو الأمير خالد الفيصل المدير العام لرعاية الشباب، وامتدت المباراة لشوطين إضافيين وفي الشوط الإضافي الأول سجل عمر الراجخان هدف الفوز والبطولة من قذيفة لا ترد ولا تصد من مدفعجي الأهلي -رحمه الله- والذي انتهى على أثره اللقاء بفوز الأهلي بالمباراة الختامية ليتسلم قائد الفريق اللاعب عبدالرزاق أبو دواد درع بطولة الدوري العام. هذا وقد توقف الدوري بعد موسم 1388 إلى أن أعيد مرة أخرى على وجه آخر وهو بطولة الدوري بالدوري التصنيفي عام 1396هـ. لذا فالعشم بصاحبي السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فهد بإنصاف التاريخ الرياضي السعودي وترسيم أول بطولة دوري سعودي رسمية على مستوى المملكة ضمن إحصائيات اتحاد الكرة الرسمية، وأيضا العشم بتكوين لجنة من كبار الرياضيين السعوديين سنا وقدرا لوضع ضوابط ترسيم البطولات وبالتالي إعلان بطولات كل الأندية السعودية في كرة القدم وكذلك بقية الاتحادات تقوم بحصر بطولات الأندية كل في مجاله.. فالتوثيق الأمين سمة من سمات الأمم المتحضرة، ثم تعلن تلك البطولات على الملأ ليعرف الجميع الكثير من الحقائق المغيبة، فهناك أندية اللعبة الواحدة..

وهناك أندية تعتبر صروحا رياضية قدمت وما زالت تقدم للوطن أبطالا في شتى الألعاب، بينما هناك أندية هي عبء على رياضة الوطن رغم أصواتها المدوية، فالإناء الأجوف عادة يكون أكثر ضجيجا من غيره.. ولي عودة موسعة لهذا الموضوع إن شاء الله.. والله من وراء القصد.

ملحوظة: حيث بعثت مقالتي هذه قبيل مباراة الشباب والنصر على كأس الأمير فيصل بن فهد -يرحمه الله- فنبارك للفائز.. ونواسي الخاسر.. رغم أن كلا الفريقين فائزان بالتأهل لكأس الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله-!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد