Al Jazirah NewsPaper Monday  16/03/2009 G Issue 13318
الأثنين 19 ربيع الأول 1430   العدد  13318
مستعجل
عاصفة الثلاثاء.. كان معها الكثير من الدروس
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

موجة الغبار التي اجتاحت مناطق المملكة.. داهمتنا هكذا فجأة.. إذ جاءنا قادم أسود من الشمال.. لا ندري ما هو ولا ماذا يصير ولا ماذا سيحل بنا.. فسلمنا أمرنا للحي القيوم واتجهنا له وحده.. وسألناه كشف الضر فليس هناك من يكشف الضر غيره؟

** هذه الموجة أو العاصفة الترابية حلت بنا فجأة.. لم ننتبه لها.. ولم يخبرنا أحد بها.. ولم ندرِ عنها شيئاً حتى تحولت شوارعنا إلى ظلام دامس لا تستطيع أن تتحرك فيه.. وتحولت صدورنا إلى كومة تراب.. وعميت عيوننا ودخلنا في محنة.. الله وحده تعالى العالم بها..

** الأطفال روعوا.. والصغار في المدارس أصيبوا بحالة هلع.. والآباء والأمهات لا يدرون.. ماذا حدث.. والأرصاد الجوية (الله يرحم حالها وحالنا) ساكتة.. أو هي قالت.. إن حالة الطقس تسلم يومياً إلى وكالة الأنباء السعودية التي تنشر بدورها ولكن.. هل قلتم في حالة الطقس.. إن الجو يوم غد سيصير بهذا الوضع الخطير المخيف؟

** وهل تهتم الوكالة أو.. وسائل الإعلام بأن الوضع يوم غد سيصير وضعاً استثنائياً.. وأن الدنيا ستتحول هكذا؟ أم اكتفيتم بمجرد إرسال الخبر بشكله الروتيني.. ونذكر فيه.. أن هناك غبار وأتربة.. ومن المعلوم.. أن الغبار والأتربة تتطاير في جونا بشكل يومي أو شبه يومي؟

** هل أرسلتم خبراً عاجلاً وقلتم فيه.. الوضع خطير ومخيف والأمور على غير العادة.. وموجة الغبار والأتربة.. والعاصفة الرملية غير مسبوقة؟

** هل طلبتم إخطار كل الجهات المعنية ذات العلاقة.. وزارة الداخلية.. وزارة التربية والتعليم وزارة الصحة.. وسائر القطاعات المهمة المعنية؟

** هل يكفي مجرد إرسال خبر يرسل كل يوم؟

** ثم إذا كان صحيحاً.. إن مصلحة الأرصاد بلغت بهذا الوضع الخطير وقالت في خبرها.. إن الوضع مختلف ومغاير للوضع السائد كل يوم وأن مناطق المملكة ستتعرض لعاصفة رملية بهذا الحجم، وبهذا الشكل الخطير.. فلماذا لم نبلغ عن طريق وسائل الإعلام؟!

** لماذا سكتت وسائل الإعلام.

** لماذا لم يُبث ويُطير الخبر بشكل عاجل؟

** لماذا لم نعطل المدارس؟

** لماذا لم نبلغ المستشفيات؟

** لماذا لم تُبلغ الجهات المسؤولة ذات العلاقة لتستعد؟

** أين مكمن الخلل؟

** من هو المقصر؟

** هل تم محاسبة أحد؟

** هل تم مساءلة أحد؟

** هل سُئل أحد من (خبراء وأطباء وعلماء؟!!) الأرصاد الذين (انكبوا) علينا يوم (العجه) وبدأوا ينظرون ويدبرون ويبررون فشلهم في محطات الإذاعة والتلفاز؟ وأين هم ليلة الثلاثاء لنبهوا ويحذروا الناس كما يفعل كل الأرصاد في العالم؟

** إن الأمور مرت هكذا بسهولة وكأن الوضع عادي.. أو كأننا.. (قولوها) أيها القراء.

** في مدارس البنات وكالعادة.. صار هذا الحدث محل شد وجذب وخناقات بين الأطراف الثلاثة (المديرات.. المعلمات.. التوجيه) ففي بعض المدارس منعت المديرات الطالبات والمعلمات من الخروج وأغلقت الأبواب وحصل مشاكل وإغماءات بين الطالبات والنظام يقول حسبما هو منشور في (جرايدنا) إنه يحق لمدير المدرسة أو مديرة المدرسة تقدير الأوضاع الاستثنائية واتخاذ القرار الملائم بشكل سريع وإخلاء المدرسة على الفور ومنها.. الحريق أو الفيضان أو أي أمر آخر طارئ لا سمح الله.

** عاصفة الثلاثاء الماضي.. مليئة بالدروس.. ومليئة بالعبر الدينية والدنيوية ولكن هل نتعظ؟

** هل نصحح أوضاعنا؟

** ثم هل حاسب كل المخطئين والمقصرين؟

* عاصفة الثلاثاء وضعت الكثير من النقاط على الحروف وغيرت الكثير من السلبيات والأخطاء وكشفت الكثير من المستور.. ومع هذا نقول.. المسألة (عوافي) وعاصفة الثلاثاء.. مثل (سنة الظلمة) نسأل الله العافية والسلامة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد