Al Jazirah NewsPaper Monday  16/03/2009 G Issue 13318
الأثنين 19 ربيع الأول 1430   العدد  13318
نهارات أخرى
خذوا الحيطة والحذر من مقولة: (على الجميع أخذ الحيطة والحذر!)
فاطمة العتيبي

 

كل جهة حكومية أصبحت تحرص على أن تحمي نفسها وتبرئ ساحتها من عواقب إنسانية قد تجر مسؤوليها إلى المساءلة الاجتماعية والوطنية.

ومنذ أن ارتبكت الرياض الثلاثاء الماضي حيث أرسلت المدارس لأولياء الأمور رسائل هاتفية تأمرهم بسرعة استلام طلابهم خوف تطور الوضع والفوضى التي حدثت على الطرقات والتردد في حسم الأمور وانتظار الموافقة من الجهة العليا وكأن الحياة والمحافظة عليها تحتاج إلى إذن أيضاً!!

** لكن هذا الارتباك الذي أجادت وسائل الإعلام في تسليط الضوء عليه ومناقشته جعل كل وزارة أو جهة تحاول أن تنتقي من المفردات (المطاطة) التي لا تحملها مسؤولية حين حدوث أم لا تحمد عقباه كما أنها لا تحملها مسؤولية في إغلاق دوائر العمل أو حظر التجول في الطرقات وما يتبعها.

** القضية ليست فردية..

الدفاع المدني يطلب توخي الحيطة والحذر!

ورئاسة الأرصاد الجوية تطلب توخي الحيطة والحذر!

الوزارات المعنية بتفسير عبارة (توخي الحيطة والحذر) هي وزارة الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم فهما ذات المساس بأكبر شريحتين في المجتمع (الموظفون والموظفات, التلاميذ والتلميذات)، وهؤلاء لا يخرجون إلا بإذن..

والإذن عند الوزارتين..

والوزارتان ليس لديهما إلا عبارة مطاطة وغامضة ومبهمة من رئاسة الأرصاد ومن الدفاع المدني: (على الجميع توخي الحيطة والحذر).

فماذا تفعلان؟!

والمواطنون يتساءلون: يعني هل نجلس في البيت إلى زوال الحظر؟

أم يكفي أن نضع على أنوفنا كمامة غبار أثبت الطب أنها لا تحجب أكثر مما تحجب (شعيرات) الأنف التي خلقها الله (فلتراً) طبيعياً للغبار العادي والتلوث الطبيعي اليومي؟!

لكن ما نراه الآن وما رأيناه الثلاثاء الماضي ليس طبيعياً وإن اختلفت النسبة؛ فالاختناق والإغماء وحوادث الطرق وازدحام المستشفيات بأطفال الربو وكبار السن يجعلنا نضحك حتى نستلقي من السعال على العبارة التاريخية (على الجميع توخي الحيطة والحذر). عبارة تحتاج إلى مذكرة تفسيرية توضح كيف نتوخى الحيطة والحذر.

ونحن نعمل في جنوب غرب الرياض، بينما أبناؤنا في أقصى شمال الرياض، وقس على هذا.. مشاكل متنوعة وارتباك يدفع ثمنه المواطنون؛ لأن الجهات المختصة تتوخى في تصريحاتها وتقاريرها أشد أشد الحيطة والحذر؛ حتى لا تتحمل مسؤولية في أدنى مسؤولية!!

** إننا، وعلى الرغم من البنية التحتية الهائلة من المراصد والقباب الفلكية ومدن العلوم والطاقات البشرية الهائلة في الفلك والجغرافيا، الا أن هؤلاء منعزلون عن الحياة العامة، منقطعون لدرسهم الأكاديمي ينتظرون نشرة الأرصاد مثلنا! كل هذا ونظل نتعامل مع الكوارث الطبيعية على طريقة (شيبان العاير) الذين إذا ضربهم الهواء والسيل انفضوا لبيوتهم يطمئنون على مسارب الماء ويرفعون أيديهم لخالقهم أن يرفق بهم.

** زاد علينا اليوم من يزيد ويضاعف كتمة الغبار بترديد عبارات ملغمة: (هذي عقوبة، هذي عقوبة) وكأنهم يملكون مفاتيح الغيب ويعلمون ما لا يعلم غيرهم!

إنهم يتجاوزون على ربهم بإصدار الأحكام القاطعة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد