Al Jazirah NewsPaper Monday  16/03/2009 G Issue 13318
الأثنين 19 ربيع الأول 1430   العدد  13318
أضواء
ألف يوم على اعتقال شاليط.. كم يوماً لمعتقلينا..؟
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

لأن ثقافتهم وتربيتهم أدخلت في فكرهم أنهم الأفضل، ولأنهم أحفاد شعب الله المختار، فإنهم لا يشعرون بآلام غيرهم، وما يسببونه من حزن ومآسٍ لغيرهم من البشر، فبني إسرائيل الذين ومنذ أكثر من ستين عاماً يسومون الشعب الفلسطيني العذاب، فبعد أن حرموهم من وطنهم ومن منازلهم، وشردوهم في بقاع العالم، وقبضوا على من تشبث بأرضه ووطنه وأودعوه المعتقل، حتى أصبح أكثر من نصف الفلسطينيين من زوار السجن وأقلهم كانت الزيارة لمدة شهر أو أكثر والبعض الآخر لا يزال يقبع بين جدران المعتقلات حيث تصل محكوميته إلى مئات السنين، وهناك الآن أكثر من خمسة وعشرين ألف معتقل يعانون عذاب السجن والحرمان، وعوائلهم تفتقدهم ومع هذا لا يتذكر أحد من الإسرائيليين.. فقط يتذكرون سجينهم شاليط، الذي يحاول شقيقه يوئيل ساليط أن يستعطف المسؤولين والمشاهدين الإسرائيليين عندما قال في لقاء خاص مع القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية: (أنا أستطيع تخيل عذابه وألمه، على الرغم من أنه صعب جداً تخيل عذاب كهذا، أصبح لجلعاد ألف يوم في الأسر لدى حركة حماس، ولا يمكن معرفة في أي ظرف يتم اعتقاله وماذا يمر عليه).

وقال شقيق الجندي الأسير: (قررت الكشف عن نفسي لأن هذا الأسبوع مصيري ونأمل في هذه الحملة الدعائية وخيمة الاحتجاج الجماهيرية الواسعة أن ندفع صناع القرار في إسرائيل للقيام باتخاذ القرار الصحيح وإعادة جلعاد إلى بيتنا).

هكذا إذن جلعاد شاليط أصبح له ألف يوم في السجن.. ولذا نصبت خيم الاحتجاج للضغط حتى يطلق سراحه.. أما الخمس والعشرون ألف سجين فلسطيني معتقلون في أرضهم من قبل غرباء يحتلون وطنهم فلا خيمة نصبت لهم.. ولا احتجاجات تقام لهم وكأننا نتحالف مع شعب الله المختار على ترسيخ أكاذيبهم من أنهم الأفضل.. ونحن الأقل شأناً.. فلا أحد يتكلم عن معتقلينا في حين ينشغل الجميع بمعتقل واحد...!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد