تزايدت الأحداث المروّعة التي باتت مرتبطة بمنطقة حائل أكثر من أي وقت مضى، فتزايدت معها المخاوف والآلام والأسئلة: ما السبب؟! ولماذا تنامت وتنوعت في السنتين الأخيرتين؟! أم أن العملية نسبة وتناسب تبعاً للنمو السكاني ومعه الانفتاح الإعلامي الهائل بالصوت والصورة حيناً وبالتهويل والتأجيج أحياناً؟! هل للبطالة والفقر دور أم للمخدرات تأثير أم للعولمة الثقافية الهابطة المؤذية المفسدة تدخل مباشر فيما حدث ويحدث؟!
شخصياً لا أستطيع الإجابة بطريقة صحيحة ومقنعة، بل إنني قبل وأهم من هذا كلّه لست معنياً بتقديم الإجابة الوافية الشافية.. لكنني في ذات الوقت لدي تصورات وقراءات أزعم أنها جديرة بتحريك أو على الأقل ملامسة الواقع بالشكل النظري وبمقدار الهموم الشائكة المفزعة والسائدة بين سائر أطياف وفئات وطبقات المجتمع الحائلي الذي ظل على مدى عقود طويلة مضت آمناً متماسكاً متطوراً مع نفسه منسجماً مع مكوناته وأنماطه وتطلعاته وتركيبته السكانية.
في هذا الوقت الحساس الحرج، وفي مثل هذه التحولات المخيفة المتسارعة لا بد من اتخاذ خطوات والقيام بإجراءات تهدف إلى اكتشاف وفهم حقيقة ما يجري أسبابه، مصادره، إمكانية وأدوات وآليات علاجه.. وهنا نأمل أن تتولى الجهات الأمنية بالتعاون مع هيئة التطوير وقطاعات التربية والتعليم والغرفة التجارية ورعاية الشباب وكذلك النادي الأدبي مهمة الدراسة وإيجاد الحلول بشيء من (الشفافية) وتحمل المسؤوليات والأعباء مهما كان حجمها.
القضية أكبر وأخطر من الاكتفاء بمتابعة ونقل وعرض هذه الجريمة أو تلك، كما لا يجوز التعامل معها على أنها حالات استثنائية لا تتكرر، أو البحث عن مبررات بعيدة عن الواقع لمجرد الاستهلاك والتخلص من المسؤولية.. هي باختصار شديد تحتاج إلى من يقدر خطورتها ويمنحها حقها من الإلمام بتفاصيلها وظروفها ومسبباتها، والاهتمام بإفرازاتها وانعكاساتها على الجميع حاضراً ومستقبلاً..