حوار - عيسى الحكمي
قبل انطلاق نهائي الموسم الماضي بين النصر ومنافسه التقليدي الهلال على كأس الأمير فيصل بن فهد كنت قد التقيت بالنصراوي الصميم.. طارق بن طالب.. وتحدثت يومها عن ذلك النهائي فكان حديثا يستحق التوثيق لأنه قرأ المباراة بخبرة السنين بل وأصاب توقعه بفوز النصر رغم أنه حاول كثيرا الإمساك بالعصا من المنتصف.
اليوم السبت الرابع عشر من مارس 2009 موعد نهائي النسخة الجديدة من كأس الأمير فيصل بن فهد قررت الالتقاء به من جديد ووجدت عنده الجديد واستنتجت من كلامه الثقة في أن يبقى الكأس في عرين العالمي رغم أنه يبصم أن الشباب الأول كرويا في السعودية الآن من الناحية الفنية.. بدون استرسال في المقدمة تعالوا معا إلى ما قاله ابن طالب.
* السيد طارق بن طالب.. سألتك قبل نهائي الموسم الماضي عن نظرتك للمباراة واليوم أكرر السؤال مع اختلاف الخصم هذه المرة فهو الشباب وليس الهلال.
- بالتأكيد أنظر للمباراة كسابقتها كقيمة مادية، فهي نهائي مكرر، وبطولة يقف الفريقان لتحقيقها على نفس المسافة.. شخصيا أعتقد أن المباراة لن تفلت من أسود النصر، إذا سألتني لماذا؟ فإننا باختصار كنصراويين بعد طلب التوفيق من رب العالمين نملك الآن فريقا متطورا عكس الموسم الماضي كان الفريق في نقطة الانطلاق ومع ذلك فاز، الآن لدينا متغيرات أخرى في الملعب منها وهو الأهم أننا سنلعب ونحن فريق بطل يدافع عن لقبه.. وجود ثقافة الانتصار..لدينا مدرب جيد جدا.. قبل ذلك جمهور هادر.. إذا نحن في صفوف المتكاملين وإن كنا ننتظر أكثر من الوضع الحالي مع نهاية الموسم وفي الموسم المقبل لأن العمل مستمر وهذا مؤشر يجعلنا دائما ننتظر الانتصار ولا شيء غيره.
* أكدت لي قبل نهائي 2 إبريل 2008 أنك ستتجه للملعب وتشاهد المباراة من مدرجات الدرجة الثانية وبرفقة ابنك فارس..هل تنوي الليلة تكرار الموقف أم أن لديك حسابات أخرى؟
- وهذه المرة أيضا سأذهب لنفس المدرج وسأصطحب فارس ومحمد معي، جميعنا جزء من جماهير،ومن حقه علينا الليلة التواجد، هذا ثاني نهائي للفريق في ظرف أربعة أشهر على ما أعتقد، والفريق معد بشكل مغر لنذهب ونؤازره، لدي ملاحظة..(في الماضي القريب جدا كان لدى النصر جمهور مهيب وينقصه النجوم.. واليوم.. الحمد لله أصبح لدى النصر الجمهور والنجوم التي يراهن عليهم مدرج الشمس).
* من وجهة نظري لا يوجد اختلاف كبير بين عناصر الفريق الآن والموسم الماضي..فما الذي تراه متغيرا؟
- بالعكس هناك تغيير كبير فنيا وعناصريا، هناك أسماء جديدة مثل إيدر وغالي وربيع والموينع وأخرى واعدة كإبراهيم غالب وهناك تغيير مهم في الفريق وهو الروح الموجودة وأيضا يوجد الدافع.
* ما هو الدافع الأهم الذي تلمسه شخصيا ويمكن استغلاله لتهيئة اللاعبين؟
- الدافع موجود لدى الشخص نفسه وهو من يغرسه في نفسه، وأعتقد أن هذا المحور الآن تواجد في فريق النصر ويجعلني أتفاءل بالفوز لأن وصول اللاعبين للنهائي الثالث في عام رسخ أقدامهم في المنصات،وأكسبهم خبرة النهائيات،أما التهيئة فلست قلقا من ناحيتها لأن لدى النصر الرئيس الذهبي فيصل بن عبد الرحمن وهذا يكفي لأنام قرير العين من هذا الجانب.
* ما رأيك بخصمكم الشباب؟
-بكل أمانة الشباب أفضل فريق يلعب كرة قدم في السعودية الآن.
* هل هو التخدير؟
- لا..لا.. لا أخدرهم ولا أعتقد أنهم الفريق الذي يخدر بالتصريحات الإعلامية لأنهم دائما الفريق الأقوى أمام الفرق الجماهيرية.
* تقول: إن الشباب أفضل فريق سعودي ومن قبل تتوقع الفوز للنصر وبثقة أعطني حلا لهذه المعادلة؟
- نعم هذا هو الواقع.. الشباب الأفضل فنيا وهو بدون عواطف مؤهل ليكسب الكأس،والنصر الأقوى جماهيريا وهذا الجانب يعزز الغريزة النفسية للاعبي النصر المتطورين ويمكن اختصار الأمر بالقول إنها مباراة بين تفوق فني شبابي وجماهيري نصراوي.
* هل تعتقد أن المراهنة على ورقة الجمهور كافية للفوز ببطولة إذا كان الجانب الفني يلعب لمصلحة المنافس؟
- جماهير بحجم وتأثير جماهير النصر من حقي أن أراهن بها لأننا في النصر (محسودون) على هذا الجمهور الذي لم يتزحزح من موقعه والفريق يصارع الهبوط فما بالك به وهو على بعد خطوة من الكأس، وبرأي أي فريق يقف خلفه جماهير كجماهير النصر سيحرث لاعبوه الملعب ويتغلبون على كل الفوارق.
* تحدثت في اللقاء الماضي عن ريان بلال فكان هو الفرق في ذلك النهائي..هل تنتظر منه اليوم صناعة الفرق؟
- ريان نجم من ضمن كوكبة من النجوم لدى الفريق النصراوي، لكن اليوم لدينا مفاتيح أكثر من نهائي العام الماضي، ولدينا مدرب (داهية) هو باوزا الذي برأي أفضل من يقرأ المباريات وأفضل من يحرك فريقه وكأنه يلعب (الشطرنج)والشواهد كثيرة، فهو يعرف من أين يلدغ وكيف ومتى؟، بالنسبة للنجم ريان لا شك أصبح الآن ريان آخر..نضج واكتسب خبرة وجماعية أكثر بل ووصل المنتخب، والجميل أنه اليوم سيجد مساعدين جددا كحسام غالي وحسن ربيع كما أن الفريق لديه ركائز مميزة في جميع المراكز كالحارس راضي وفي الدفاع إيدر وفي الوسط الموينع وغالب ناهيك عن إلتون والبحري وغيرهم الكثير في الملعب على مقاعد البدلاء.
* على ذكر حسن ربيع..لم يسجل هداف الخليج حتى الآن بقميص النصر..ألا يمثل لكم قلقا في مباراة نهائية خاصة وهو عائد من إصابة؟.
-عدم تسجيل حسن ربيع لا يقلل من إمكاناته التي قدمها فنيا حتى الآن،ولكن لا أخفيك أنني أتوقع اليوم أن يكون يوم جماهير النصر ويوم حسن ربيع وأنه سيأتي بالربيع للنصراويين ليتوافق مع قرب فصل الربيع بإذن الله وأيضا هو مطالب بفعل شيء ليس من النصراويين وحدهم بل من جمهوره في عمان ومن مدرب منتخبه الذي يراقب جميع تحركاته في الملاعب السعودية.
* يخوض الفريق المباراة في ظل غيابات مؤثرة آخرها إصابة الكويكبي..هل تعتقد أن البدلاء قادرون على ملء الفراغ؟
- أتمنى للجميع التوفيق أولا، ثقتي كبيرة في الله ثم في الجهاز الفني لإحداث (توظيف) نموذجي للاعبين حتى نتجاوز الغياب سواء لسعد الحارثي أو الكويكبي، وفي تصوري الشخصي المباراة ليست هامة للاعبين والجماهير فقط بل وللمدرب باوزا الذي لديه فرصة لصناعة أول إنجاز له في الملاعب السعودية بعد أقل من شهرين على استلام الفريق وتتويجه شخصيا بلقب أفضل مدرب في أمريكا اللاتينية والثالث عالميا.
* ثالث مواجهة لمدربكم أمام مواطن أرجنتيني بعد هزيمته لكالديرون مرتين..هل هو لكم أم ضدكم هذه المرة؟.
-أتوقع أنها للمدرب وبالتالي للنصر لأنه من الناحية النفسية بات يشكل خطرا على المدربين الأرجنتينيين وعموما سننتظر الليلة المباراة بالنكهة الأرجنتينية وهذا مهم جدا لجلب المتعة عند المشاهد المحايد.
* مم تخشى على النصر الليلة؟
- سؤال مهم.. حقيقة لا أخشى على النصر إلا من برود لاعبيه وبالتالي قد يؤدي هذا الشيء لضغط من المدرج الأصفر عليهم مع مضي الوقت فيكون الجمهور عاملا مضادا في هذه الحالة ولهذا لدي وصفة للاعبين لتجنب ذلك الأمر وهي التدرج الحماسي في المباراة ليتدرج الهدير الجماهيري وتتناغم السهرة بتألق النجوم وسطوع شمس المدرجات.
* كأنك تلمح لنهائي الخليج أمام الأهلي وتخشى من تكرار سيناريو البرود وضغط الجماهير فالسقوط؟
- لا أبدا لا أريد فتح تل الصفحة لأن ظروفها بصراحة تختلف.. في نهائي الخليج لم نتأهل بتصوري عن جدارة للمباراة ولم نكن معدين أبدا للفوز باللقب وخاصة فنيا أضف أننا لعبنا المباراة بعد أن كسبنا الأهلي قبلها في الدوري وفي الموسم الماضي.
* النصر لم يكسب الشباب في نهائيين وبالتالي فأنتم نفسيا تحت الضغط..كيف ستواجهون هذا الملف؟
- إذا كان الشباب كسبنا في نهائيين فهذا السر الأكبر لأن يخسروا الليلة وبالتالي ستنقلب معادلة تفوقهم في النهائيات عليهم وليس لهم، النصر فك هذا الموسم جميع (العقد (التي كان بعضهم يردده رغم عدم إيماني بهذا المصطلح المتأخر، فريقنا تطور، هزمنا الاتحاد هذا الموسم مرتين بعد سنوات طويلة لم نفعل أمامه هذه النتيجة إلا في عهد طيب الذكر ماجد عبد الله،كما أننا هزمنا الأهلي الذي كان بعضهم يراه بمنظوره الخاص الذي أخالفه فيه (عقده)، لذلك لا مانع أن نقول للشبابيين الليلة أن الثالثة نصراوية ونضيف هذه النقطة لورقة الدوافع.
* في النهاية وبواقع خبرتك..هل المباراة مهيأة لتمتد أكثر من تسعين دقيقة؟
- تسعون دقيقة ونعود بالكأس إلى مقر النادي بإذن الله وإن كتبت للشباب فنحن أول المهنئين.