الأيام وحدها تعري الحقيقة وتضع كل شيء على الطاولة مكشوفا ومتاحا للجميع بدون تنميق ولا تلميع ولا مواربة، أقول هذا بعد أن كشفت الأيام بعض أعضاء شرف نادي الاتحاد الذين تحركوا خلال الصيف في كل الاتجاهات وملأوا الدنيا ضجيجا، وكانت جعجعة البعض منهم متسعة دون أن نرى طحنا، وعندما تأتي الحاجة لهم يختفون تماما ويتوارون خلف الأيام التي تعتبر أهم واكبر عوامل التعرية لكشف الحقيقة كما هي لأنها لا تكذب ولا تتجمّل.
كان رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير خالد بن فهد صريحا وهو يحدد الداعمين فعليا ويضع النقاط على الحروف، ويتعامل مع أنصار النادي بكل شفافية وكانت كل الأوراق مكشوفة ولا يستطيع أحد اللعب من خلف الكواليس أو من تحت الطاولة؛ فالذين يدعمون النادي ماديا ومعنويا وفكريا معروفون، والذين يظهرون في الفضاء للتشدق باتحاديتهم تسقط أقنعتهم قبل مغادرة المكان.
تعرض الاتحاد لأزمات طوال الموسم الحالي، بدأت في ذروة البحث عن لاعبين أجانب صيف العام الماضي، وكادت الفترة تغلق دون أن نرى حسن جمجوم وأحمد مسعود وسالم الصيعري والرفه، وبقية الأسماء المعروفة للاتحاديين فقط وتدارك رموز الاتحاد الموقف بسرعة ليتم التعاقد مع المهاجم المصري عماد متعب واللاعب المغربي هشام بوشر وان في آخر اللحظات، بل إن صفقة عماد متعب كادت تفشل لولا تدخل الداعم والمؤثر في آخر لحظة، وفي صفقة محمد نور اختفى الجميع ولم يظهر في الواجهة إلا الداعم والمؤثر وفي أزمة الرواتب المتأخرة وأزمة التعاقد مع لا عب رابع وأزمة تجديد عقدي تكر ومبروك زائد وأزمة التخلص من مقلب اللاعب المغربي نور الدين بخاري لم يجد النادي الكيان سوى الداعم والمؤثر، والآن، ومع الاقتراب من حصاد الموسم ومع أهمية تواجد كل الرموز الشرفية ليس من أجل المال فقط، بل من النواحي المعنوية والنواحي الإعدادية الفكرية والنفسية وتوفير المناخ النقي الذي يساعد الفريق الكروي للمضي نحو الألقاب المحلية وبطولة دوري المحترفين الآسيوي بقوة نجد أن العزوف هو لغة المتشدقين وألسنتهم حادة وجيوبهم خاوية وأفكارهم بالية ولا يلتزمون الصمت ولا يتركون الآخرين يعملون.
أهم رجل في مسيرة وتاريخ الاتحاد هو العضو المؤثر منصور البلوي الذي وضح مدى عشقه للاتحاد وحرصه على دعم النادي من أي موقع، ولم يربط دعمه ومتابعته بالمناصب ولم يربط ذلك بالأشخاص لأن تفكيره في الكيان بصرف النظر عمن يعتلي كرسي الرئاسة، وسيكون البلوي صاحب أكبر مكانة وأكبر مساحة في نفوس الاتحاديين إذا استمر على نهجه الحالي، بحيث يهتم بناديه ويترك مناوشة الآخرين، بل سيكون الرقم الصعب والاسم المحفور بمداد من ذهب إذا عشق الاتحاد بصمت وبنفس الطريقة التي يسير عليها الداعم.
الذاكرة لا تكذب وتعرف الأسماء التي دعمت واهتمت بالاتحاد ليكون في الواجهة وفي المكانة التي يتمناها كل اتحادي؛ ففي اللحظة التي يتبرع البلوي بتذاكر دخول أولى مباريات الاتحاد في دوري محترفي آسيا ويكافئ الفريق بعشرة آلاف لكل شخص بعد الفوز على الاستقلال الإيراني ويستعد لنقل الفريق بطائرة خاصة لمواجهة أم صلال كان الجمجوم يكتب على ورقة العضوية الماسية ( يا لطيف) وكان الصيعري يخلط الأمور بخلاطته وكان المسعود يحسبها بالقطارة هو وأهل التفليسة، وكان الرفة يغمزها ويلمزها بقلمه المهزوزعلى طريقة شق الجيوب ولطم الخدود.
إعلامنا والعبد العزيز
يركض إعلامنا المحموم خلف أصحاب الفلاشات وأصحاب الخروج عن النص ويتركون الرجال الذين يكتبون أهم يوميات تطوير الرياضة السعودي ويساهمون في بلورة أفكار القيادة الرياضية، بل إن مشهد قد يشوه الوجه الجميل للرياضة يجد حظوة إعلامية أكثر من رجل بقامة سعود العبد العزيز الذي حصل على ثقة كريمة ومنصب يستحقه فهو مهندس انتخابات الاتحادات الرياضية، وهو خلف الكثير من الأمور التطويرية ومثل السعودية في عدة مؤتمرات ومحافل دولية ووثق تعاون الرياضة السعودية مع اللجنة الدولية لمكافحة المنشطات ووثق علاقاتنا البرتوكولية مع عدة دول صديقة وهو أحد القياديين الذين رسموا خطوات بناء كرة الطاولة السعودي لتحصد بطولة العرب للمنتخبات ثلاث مرات وتحقق عدة ميداليات في الفردي والزوجي وهو خلف تطوير لعبة التنس الأرضي وله حضور مميز في كل المجالات وأعرف انه بعيد عن الأضواء ولا يسال عنها ليس تكبرا وإنما تواضعا، ولكن عتبي على الإعلام السعودي وفي مقدمته قناتنا الرياضية التي ننتظر منها أمسيات يكسوها الوقار والطرح الراقي مع رموز مثل سعود العبد العزيز وفهد الباني وبقية الرموز التي تعمل في الظل ونحاصرها بسياط النقد لأتفه الأسباب.
أشياء...... وأشياء
* إذا لم يتواجد الشرفي الاتحادي في هذا الوقت بالذات فلن يحتاجه الكيان فيما بعد
* كل اتحادي يثمن جهود منصور البلوي ويتمنون منه ممارسة عشقه للاتحاد بعيداً عن الآخرين وبنفس الإيقاع الذي يسير عليه الآن.
* حسن جمجوم وصل لعضوية اتحاد القدم ولجميع وسائل الإعلام من خلال الاتحاد الكيان واستكثر على الاتحاد دفع رسوم العضوية!!!
* الاتحاد تفوق على الاستقلال الذي يمثله ثمانية من منتخب إيران ويتصدر الدوري بـ58 نقطة وسجل 68 هدفا.
* الهلال تعثر أمام سادس دوري إيران وهذا يؤكد قوة الصدمة الفنية التي تعرض لها الهلال والتي لن يخرج منها بسهولة.
Alhammadi384@hotmail.com