الجزيرة - الرياض:
أكد الدكتور عبدالرحمن الأحمري المشرف على كرسي الأميرة فاطمة بنت هاشم النجرس لأبحاث تقنية التصنيع المتقدمة أن الكرسي تمكن من تحقيق العديد من الأهداف رغم أن تدشينه لم يمض عليه حتى الآن سوى عام ونصف، وقال إن الكرسي يهدف إلى دفع عجلة الجهود المبذولة في سبيل تبؤ الجامعة مكانة عالمية متميزة.. هذه النقاط وغيرها نلقي عليها الضوء عبر هذا الحوار:
* من الداعم المالي للكرسي ولماذا اخترتم هذا المجال ليكون ضمن كراسي البحث؟
- تبرع لإنشاء الكرسي البحثي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز بمبلغ خمسة ملايين ريال، وهو باسم والدته: كرسي الأميرة فاطمة بنت هاشم النجرس لأبحاث تقنية التصنيع المتقدمة، خاصةً أنه لا يوجد حتى الآن في الدول العربية بشكل عام وفي المملكة بشكل خاص مراكز أو برامج تركز على تقنية التصنيع المتقدمة وأبحاثها. وبالنظر إلى التجارب الدولية فقد كانت القدرة على تحويل المواد الأولية إلى منتجات صناعية متقدمة من أهم عوامل ظهور اقتصاديات عملاقة في عدد من الدول مثل اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية على الرغم من عدم وفرة المصادر الطبيعية لديهما. كما أن العديد من البلدان المتقدمة في الأساس تمتلك القدرة على تصميم وتطوير منتجات ذات قيمة مضافة عالية وبمستوى جودة مرتفع وتكلفة منافسة.
* حدثنا عن رؤية الكرسي وأبرز أهدافه؟
- تنطلق رؤية ورسالة وأهداف الكرسي في الأساس من أهداف الجامعة وأهداف برنامج الكراسي البحثية التي وضعتها وكالة الجامعة للتبادل المعرفي ونقل التقنية وذلك للإسهام في تحقيق ما تتطلع إليه الجامعة وما يمليه عليها دورها الريادي وتوجهها لتكون جامعة بحثية متميزة. فرؤية الكرسي هي الريادة الإبداعية المتميزة في البحث والتطوير والخدمات الاستشارية والدراسات في مجالات تقنيات وأنظمة التصنيع المتقدم في المنطقة. ورسالته تركز على البحث والتطوير وتقديم الخدمات الاستشارية والتدريب في مجال تقنيات ونظم التصنيع المتقدم لدعم التقدم الصناعي. ومن هذا المنطلق تم تحديد أهداف الكرسي الإستراتيجية والتي من أبرزها:
تعزيز ونشر ثقافة البحث والابتكار والإبداع والتطوير وإثراء المعرفة في مجالات التصنيع المتقدم وأنظمتها، والمشاركة في الإنتاج البحثي الوطني والعالمي في الدوريات المتخصصة ذات السمعة العالمية، والمساهمة في تبوؤ الجامعة والمملكة مكانة عالمية متميزة في البحث والتطوير.
* ما أهم النشاطات التي تبناها الكرسي؟
- نشاطات بحثية يكون المعيار الأساسي فيها أن تنشر مخرجاتها في دوريات عالمية مرموقة أو تكون لها قيمة مضافة في المجالات التطبيقية في القطاعات الإنتاجية في المملكة هذا هو معيار البحث في الكرسي البحثي. وقد تم تحقيق مخرجات بحثية وبراءة اختراع ومشروعان تم تنفيذهما لقطاعات هامة في المملكة عن طريق معهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الإستراتيجية. كما أن للكرسي نشاطات تعاون مع عدد من أبرز العلماء والمركز المتخصصة في سنغافورة واليابان وبريطانيا وفرنسا. كما تم استقطاب عدد من الباحثين المتميزين لمرحلة الماجستير من كل من الهند ومصر وإندونيسيا وصل منهم إلى الآن ثمانية طلاب. ويقوم الكرسي بدور بارز في الكلية حيث تبنى أربع رسائل ماجستير ذات علاقة بمجال الكرسي وعدد من مشروعات التخرج لطلبة البكالوريوس كذلك التكامل والشراكة البحثية مع أعضاء هيئة التدريس في قسم الهندسة الصناعية وبعض أقسام الكلية الأخرى. كما شارك في تأسيس معامل بحثية متقدمة في الكلية وزيادة النشاط البحثي في القسم وتشجيع أعضاء هيئة التدريس على حضور المؤتمرات العالمية المتخصصة وإقامة ورش العمل المتخصصة، في المملكة لتعزيز التواصل للدخول في شراكة حقيقة داخلية مع الشركات والقطاعات الوطنية.
* ما الشراكات العالمية التي أقامها الكرسي؟
- عقد الكرسي شراكات عالمية مع ثلاثة مراكز متميزة في مجال تقنية التصنيع المتقدم وهي مركز أبحاث تقنية التصنيع المتقدم المرتبط بشركة بوينج العالمية المعروفة في جامعة شيفلد في بريطانيا حيث تم إنشاؤه في عام 1999م وهو متخصص في عمليات التصنيع المتقدم والمواد الهندسية ويديره البروفيسور (كيث ريدجواي) أستاذ هندسة نظم التصنيع بجامعة شيفلد بالاشتراك مع رجل أعمال من مدينة شيفلد هو السيد (أدريان ألان) وهو مركز متميز عالميا في تقنية المواد الجديدة مثل التيتانيوم والصلب الأنكونيل والمواد المركبة. ونتيجة لعملهم في هذا المجال شملت الشراكة جهات كبيرة منها شركة بوينج العالمية. أما المركز الثاني فهو مركز الأبحاث في الجامعة الوطنية السنغافورية ومديره البروفسور (أندروني) ويشتمل على مجموعة من مراكز الأبحاث متخصصة في الهندسة العكسية والمحاكاة الواقعية وأبحاث التشغيل المتناهي الصغر وهي تقنية حديثة لتشغيل المواد الهندسية، ومركز المجسات العصبية الذي يقوم بتصنيع المجسات المختلفة لمراقبة جميع أنشطة المخ، ومركز الهندسة الطبية ويقوم بتصنيع الفيبر المتناهي الصغر والأقنعة المضادة للبكتريا وأغشية المواد المتناهية الصغر لترشيح المياه، ومركز التصنيع والتحكم الآلي ويقوم بجميع أنشطة التصنيع المرن والنمذجة والتصنيع السريع وجميع عمليات التصميم والتصنيع بالحاسوب.
أما المركز الثالث فهو مركز الهندسة الصناعية وعلوم الحاسب في (إيكول ديكين سانتيان) في فرنسا والذي يشرف عليه البروفيسور (دلقي) وهو متخصص في طرق النمذجة الحديثة لمنظومات التصنيع حيث تم تنفيذ مشروعات وبحوث مشتركة يجعل اسم الجامعة في دوريات عالمية في مصاف الجامعات العالمية البحثية المتقدمة.
وهناك تعاون مع العلماء المشهورين في مجالات الكرسي مثل البروفيسور (ماسوزاوا) من جامعة طوكيو والبروفيسور (جون مكجيو) من جامعة أدنبره. وسيعقد الكرسي ورشة عمل متخصصة عن التصنيع المايكرو والنانو.
*ما المخرجات التي حققها الكرسي منذ إنشائه حتى الآن؟
- تم تحقيق عدد من الأهداف العلمية للكرسي حسب الخطة التنفيذية التي وضعت خلال أقل من سنة ونصف ومنها:
تسجيل براءة اختراع في الولايات المتحدة الأمريكية، ونشر تسعة أبحاث في دوريات عالمية مرموقة مدرجة ضمن فهرس ونشر بحثين في دوريات محلية، وأربعة أبحاث في مؤتمرات عالمية متخصصة في كل من أسبانيا ومصر وإيطاليا، وتنظيم ورئاسة أحد جلسات المؤتمر الدولي للهندسة الحاسوبية المتقدمة في إيطاليا، كما قدم الكرسي مشروعين ذوي مردود اقتصادي ومعرفي لقطاعين مهمين في المملكة في مجال تقنية الهندسة العكسية عن طريق معهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات، ودعم أربعة مشاريع ماجستير وعدد من مشروعات التخرج لطلبة الهندسة الصناعية، بالإضافة إلى العديد من الإنجازات الأخرى.
* ما المجالات البحثية التي يهتم بها الكرسي وكيف تم اختيار تلك المجالات؟
- تتركز المجالات البحثية في تطوير تقنيات التصنيع المتقدمة وتطبيقاتها في القطاع الصناعي. وينحصر البحث العلمي في كرسي الأبحاث على المجالات المتخصصة التالية:
تحليل وتصميم النماذج السريعة ونظم التصنيع وإستراتيجياتها، بالإضافة إلى الهندسة العكسية، وتصنيع المنتجات متناهية الصغر والتصنيع الافتراضي.
* وما المشاريع المستقبلية؟
- هناك مشاريع يسعى الكرسي إلى تحقيقها في المستقبل وهي: معمل التصنيع المتكامل بالحاسوب، ومعمل الهندسة العكسية والنماذج السريعة، ومعمل التصنيع المايكرو والنانو، ومعمل المحاكاة الواقعية.
هذه المعامل تساند التوجهات البحثية ذات القيمة العلمية الكبيرة والفائدة التطبيقية ولهذا تم استقطاب عدد من طلبة المنح حسب تلك المجالات وقد بدؤوا في مهامهم البحثية فور وصلوهم للجامعة. كما تم التعاون مع جهات عالمية متخصصة في تلك التقنيات والتجهيزات وكذلك مع علماء أمضوا سنوات كثيرة في دراسة وتطوير تلك التقنيات الحديثة. ولدينا مشروعات جارية الآن في كافة مجالات الكرسي يشارك فيها بعض أعضاء هيئة التدريس في الجامعة إضافة إلى أستاذ الكرسي الدكتور محمد عبدالمنان والباحثين في الكرسي.