عددٌ متميّز يحمل رقم (104) من مجلة الشورى التي يصدرها مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية، عدد حافل بموضوعات مختلفة، ولكن قضية الحرب على غزة كانت هي قضية العدد؛ لأنه عدد خاص عن غزة، حتى لا ننسى هذه القضية التي اشتعلت نار الحرب عليها أمام أعيننا في أبشع جريمة اعتداء سافر رأيناها في هذا العصر، وحينما خبت تلك النار المشتعلة أمام الأنظار ظن كثير من الناس أنَّ الموضوع قد سلك طريق المعالجة والحلول الناجحة، ونسوا أن المعركة لا تزال مشتعلة، ولكن بلهب آخر لا تراه العين صاعداً بدخانه في الفضاء، وإنما تراه عين المتابع صاعداً بدخانه في أروقة السياسة واللقاءات الدولية التي تحاول أن تخترق الحصار المحكم على غزة لإزالة آثار الدمار، ولإعادة الإعمار، ولكنها لم تستطع.
|
بدأ العدد بكلمة لمعالي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس الشورى سابقاً، رئيس المجلس الأعلى للقضاء حالياً بعنوان (درس غزة ومستقبل القضية) تساءل فيها عن أفضل طريقة لقراءة مستقبل القضية الفلسطينية في ظل أحداث غزة الأخيرة، وقال: إنه سؤال عريض ما زال يبحث عن إجابة، خاصة في ظل غياب مؤشرات لحل دائم ومستقر، وبقاء الحال على ما هو عليه، ثم أشار إلى أن إنقاذ القضية الفلسطينية لن يتم على يد دولة واحدة أو هيئة أو منظمة، وإنما يتم بقيام وحدة قوية بين الأمتين العربية والإسلامية وتوظيف هذه الوحدة وقدراتها في التأثير وصياغة واقع جديد.
|
وفي العدد باب خاص عن مواقف المملكة العربية السعودية تجاه قضية فلسطين بصفة عامة، وحرب غزة الأخيرة بصفة خاصة، وقد أشار رئيس تحرير المجلة د.محمد المهنّا إلى السبب الذي جعل مجلة الشورى تركز على هذه القضية في هذا العدد قائلاً: و(الشورى) بحكم دورها كإحدى قنوات التواصل بين مجلس الشورى السعودي وبرلمانات العالم، أرادت من خلال هذا العدد الخاص عن غزة إطلاع البرلمانيين في كافة دول العالم على حقيقة ما جرى، وحقيقة مواقف المملكة والدول العربية والإسلامية مما جرى؛ لأن العدد يصدر باللغتين العربية والإنجليزية، والمجلة في هذا العدد تعد وثيقة مهمة مدعومة بالصورة والكلمة الموثقة في بيان حقيقة ما جرى للعالم، وللدبلوماسيين الغربيين بصفة خاصة؛ لكونهم يتأثرون بما تبثه الآلة الصهيونية الإعلامية من تضليل وأباطيل في هذا الشأن.
|
وأشار العدد إلى الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت ووصفها بأنها كلمة مهمة جاءت لتضع مصداقية جميع الأطراف موضع المسؤولية المباشرة، وهي كلمة حظيت بتأييد محلي وفلسطيني ودولي، وفي هذا العدد من مجلة الشورى الذي يضم 122 صفحة من القطع الكبير من الموضوعات والمقالات والتقارير، ما يستحق معه أن يُقرأ بعناية ودقة، ولو لم يكن فيه إلا ذلك الكشف الدقيق عن حساب الحرب على غزة لكفى!
|
|
قد أشرقت شمس دين الله فانتظري |
على ضفاف الأماني البيض أشعاري |
|