في إعلامهم، وفي أحاديثهم.. سواء كانوا سياسيين أو أناساً عاديين.. يعتبر الغربيون الإسرائيليين والكيان الذي زرعوه في قلب الوطن العربي، المكان الأكثر تحضُّراً في المنطقة العربية وأن الإسرائيليين، دعاة وأدوات التحضُّر والتنوير للمنطقة، رئيس الكيان الإسرائيلي شيمون بيريز في كتابه الذي يُبشر فيه ب(شرق أوسطي) يعتمد على مثلث (التقنية والعلم الذي يقدمه الإسرائيليون، وأموال أهل النفط في دول الجزيرة العربية والخليج والعمالة من المصريين والفلسطينيين) ستكون المنطقة الأفضل في العالم.
والمعنى الذي يهدف إليه شيمون بيريز في كتابه هو الترويج لفكر سمو العقل وعلو الفكر والإدارة وحتى الأخلاق عند الإسرائيليين.. الغربيون ابتلعوا الطُّعم ويرون في الإسرائيليين الأكثر تحضُّراً وثقافةً وأخلاقاً في المنطقة، وأنهم رُسُل الحضارة المتقدمة التي يريد الغربيون (تعليمها) للعرب..!!
الآن ماذا يُقدِّم الإسرائيليون من صورة حضارية وأخلاقية في المنطقة؟
على هذا التساؤل أجابت الصحافة الإسرائيلية التي قالت: انظروا ماذا لدينا: رئيس دولة متهم بالزنا، ورئيس حكومة متهم بالفساد، ووزير مالية في طريقه للسجن، ووزير الطاقة مهرب مخدرات، ووزير الخارجية القادم فاشستي فاسد، وأدميرال البحرية ضُبط وهو في نادٍ لتعري النساء!! فأي حكم هذا؟
وللإشارة إلى القصة بحجمها الطبيعي.. تعالوا نرى ماذا تملك إسرائيل مطلع العام 2009 بين قادتها:
الرئيس الإسرائيلي السابق - موشيه كتساف - قُدِّمت ضده لائحة اتهام بالاغتصاب، وقد يُحكم لخمسة عشر عاماً.. وأعلن المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية - ميني مازوز - الأحد الماضي، عن تقديم لائحة اتهام ضد (كتساف)، وتشمل اللائحة مخالفات جنسية (الاغتصاب وارتكاب فعل فاضح بالقوة) ضد عدد من الموظفات اللواتي كنَّ يعملن في وزارة السياحة وديوان الرئاسة الإسرائيلية..!
- وزير الطاقة الإسرائيلي السابق - سيجيف - حُكم بالسجن 15 عاماً بعد أن ضُبط يُهرِّب المخدرات من هولندا بعلب الشوكولاته.
- رئيس الوزراء الإسرائيلي - أيهود أولمرت -اضطر للاستقالة بعد فضيحة فساد معروفة باسم الشاهد - رجل الأعمال الأمريكي - اليهودي تلانسكي.. وحققت الشرطة الإسرائيلية قبل أكثر من أسبوع وللمرة السادسة عشرة، مع أولمرت - بتهم الفساد والاحتيال وتلقي رشاوى منسوبة إليه.
- وزير المالية الإسرائيلي - هيرشزون - سيدخل قريباً السجن بتهمة تلقي رشاوى نقداً بمغلفات.
- أفيغدور ليبرمان والمفروض أنه وزير خارجية قادم في حكومة بنيامين نتنياهو سيُتهم قريباً بتهم الفساد المالي إلى جانب أفكاره الفاشية.
- مسئول مالي كبير في حاشية أولمرت اضطر للاستقالة بعد أن ضُبط يسرق أموال الضرائب ويعمل على تبييض الأموال.
- قائد سلاح البحرية الإسرائيلي (الأدميرال) ضُبط وهو يرتاد نادي تعرٍ ليلي للفتيات الصغار ويرفض الاستقالة.
- وسبق أن كشفت وزيرة التربية والتعليم الإسرائيلية - ليمور لفنات - عام 2005 عن اختراق المافيا لسدة الحكم في إسرائيل، وعن تهديد القضاة وتقارير المنظمات الدولية عن انتشار تجارة النساء والرق وتجارة الجنس وتزوير الأموال.
هذا النموذج الذي يريد الغرب تصديره للعرب من (سمو حضاري) وأخلاق لا يجيد فعلها إلا اليهود.. ومع هذا لا يزال نفر كبير من الغربيين يصرون على أن الإسرائيليين الأكثر حضارة من الذين اغتصبوا أرضهم.. ولهذا فهم يدعمون هذا الاغتصاب لنشر (فيروس الحضارة الغربي) في أرض الإسلام والعرب..!!.
jaser@al-jazirah.com.sa