المتمعن في الآلية التي تُدار بها قناة الزعيم يلمس أن تلك النافذة الإعلامية التي كان ينشد عشاق الهلال أن تعكس الصورة الحقيقية لواقع النادي غير أن البرامج التي تُقدم والصورة والضيوف لم يصلوا إلى المبتغى بل إن وهج الهلال التاريخي لم يسرد منه سوى عقد واحد وتبقى أكثر من أربعة عقود حبيسة الأرشيف المغلق داخل غياهب الظلام الأمر الذي أعطى انطباعاً غير إيجابي عن واقع الهلال من خلال قناته الرسمية ولعلنا جميعاً وتحديداً بعد انطلاق القمر الصناعي الذي أتاح لنا رؤية السواد الأعظم من القنوات العربية والآسيوية والأوروبية وغيرها أعطتنا تلك الرؤية تصورات حقيقية عن ثقافات العديد من الدول من خلال قنواتها الرسمية فنقول مثلاً: هذا البلد متطور ويملك بنية تحتية غير عادية وتاريخه ناصع وذاك متخلف حتى في التعامل مع الأشياء البدائية وثالث يسير بسرعة الصاروخ نحو التطور قياساً بالنقلات التي يعيشها وبالتالي فإن قناة الزعيم أصبحت تدور حول نفسها في عملية تقديم الهلال الكيان فاقتصر الحديث على جزء يسير من تاريخه الذي لا يعرف الزعيم الآسيوي بحق وحقيقة يضع علامات استفهام.. هل هذا هو الهلال الكيان الأكثر هيمنة وتحقيقاً للأمجاد على الصعيدين المحلي والخارجي.. هل هذا هو زعيم آسيا الأكثر نيلاً للبطولات؟.. هذه التساؤلات تضع أكثر من علامة استفهام أمام تلك القناة في رسمها للطريق الذي يكتشف التاريخي الهلالي حيث جسدت صورة غير حقيقية تخيلوا الهلال الكيان الذي حقق أمجاداً في جميع الألعاب والبرامج التي تقدم عنه محصورة في (أزرق مباشر، ملفات هلالية، مقالة، الهلال في أسبوع، كواليس الزعيم) وكل ما يقدم هو جزء يسير من المعطيات.. هذا على المعطيات الحالية أما التاريخ الناصع فهو مهمل تماماً.. علماً أن الهلال يكاد يكون النادي الوحيد في السعودية المحفوظ تاريخه من الألف للياء عند مؤسسه الشيخ عبد الرحمن بن سعيد الذي يملك كل التفاصيل عن ابنه الذي رعاه طفلاً بعد ولادته في موسم (1377هـ) وحقق بعد أربع سنوات أول مجد على المستوى المحلي كأس الملك عام (81هـ) أمام برازيل السعودية (وحدة مكة).. ثم جاء أول إنجاز يحسب للهلال عام (84هـ) حينما جمع كأسي ولي العهد والملك في موسم واحد وهو استحقاق لم يسبق الهلال أحد في تحقيقه بمعنى أن الهلال ومنذ أن كان طفلاً في الثامنة من عمره وهو يصنع التميز.. بعد ذلك توالت منظومة الإنجازات في جميع الألعاب الطائرة واليد والسلة والدراجات وكرة المضرب وفي الجوانب الثقافية وزخم النجوم التي دفعت منتخبات المملكة لتحقيق إنجازات بل إن البطولات الآسيوية التي حققتها المملكة على صعيد كرة القدم كان يقود المنتخب أحد لاعبي الهلال فالبداية صالح النعيمة ثم الثنيان وأخيراً ياسر القحطاني.. وهناك رقم لم يستطع أي لاعب بالعالم تحقيقه والمتمثل بالصعود لمنصات التتويج فيوسف الثنيان ومن خلال الأرقام الأكثر نيلاً للإنجازات على الصعيد العالمي فلم يسبق لأي قائد آخر أن صعد بعدد المرات التي حققها الثنيان.. عموماً الحديث عن التاريخ الهلالي الناصع يحتاج إلى ملفات عديدة لا يمكن حصرها في مقال عابر.. والأمل كبير فيمن يعشق الهلال ويغار على تاريخه أن يسارع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه وأولى الخطوات تعيين مشرف على القناة من اللاعبين المعروفين الذين يملكون المهارة الإعلامية والقدرة على ترويجها وبذات الوقت إلمامه بالتاريخ الهلالي.. فالمشرف الحالي هو من أكثر الإعلاميين الذين لا يروق لهم إنجازات الزعيم وما يؤكد ذلك تاريخه السابق ومن هذا المنطلق ماذا ينتظر عشاق الهلال من شخص لا يستهوي ناديهم وإنجازاتهم.. علماً أن دلوفه للمجال الرياضي جاء عبر صحيفة يملكها أحد أعضاء شرف نادي الهلال ولكن ربما أن هذا هو توجهه الذي يمليه عليه ضميره.. علماً أنه يحاكي نفسه من الداخل بأنه نجح في المهمة واستطاع أن يقنع ذاك الإعلامي ورجال الكيان الكبير علماً أن الأوراق مكشوفة ولا تحتاج لتفسير وأعتقد أن رغبة المشرف الحالي بعدم استقطاب بعض الإعلاميين المبالين لهلالهم وعدم ميله لذلك الإداري وآخر مسؤول ويختار من يعتقد أنه الأقرب لتوجهه.. كل ذلك بلا شك يضرب تاريخ الزعيم.. وقوف هذا وذاك دعم العاملين في القناة مادياً ومعنوياً فتجاهلهم لاستخفافاتهم بلا شك أنه سيؤثر في اندفاعهم في معمعة العمل فمهما كان العشق إذا لم يكن له مقابل بلا شك أن ينضب لأن المصلي حينما يتجه للمسجد يبحث عن المغفرة والثواب وبالتالي فإن كل من يعمل في قناة الزعيم يحتاج لمن يمنحه أجره حتى ولو بعد أن يجف عرقه.. أيضا تغييب الأستديو الخاص في الرياض وتحديداً في مقر نادي الهلال لاستقطاب الضيوف أمر يحتاج لوقفة فالعمل الحالي بدائي داخل قناة النادي ويبدو أنها لا ترغب في صرف أجور لانتقال الضيف إلى جدة لأن ذلك في رأيها مكلف. عموماً ما تدار به قناة الزعيم لا يتواءم مع تاريخ النادي الكبير الهلال فالعملية تحتاج إلى دراسة وافية بداية من إيجاد مشرف عاشق ومعدين متمكنين ومنسقين قادرين على إحضار الضيوف الذين يمثلون الهلال حقاً علاوة على إيجاد أستديو متكامل داخل النادي بقدر ما وضع النادي في حيرة ليحقق الفائدة المرجوة.. واختصاراً لكل الأشياء تاريخ الزعيم محفوظ في أرشيف المؤسس ويحتاج لمن ينفض غباره ويكتشف للجيل الجديد ومن لا يعرف تاريخ الزعيم الحقيقي.