المعلوم أن مفهوم النقد ومفهوم الإدانة يختلفان بعضهما عن بعض، إذ إن لكل مفهوم آلياته وأدواته التي يتكئ عليها.. ففي حين تتطلب الإدانة الإثبات والبيّنة، يتطلب النقد الإيضاح والرؤية الموضوعية تجاهه.. وحينما نتهم شخصاً ما فإن هذا حتماً يتوجب منك أن تبرز الأدلة على ذلك من واقع الأمانة والعمل والمسؤولية الأدبية إزاء هذا الأمر.. بيد أنك حينما تنتقد شخصاً ما فإنك حتماً ستبرز ما يشير إلى أوجه القصور في هذه الناحية وفق سياقات موضوعية ومع الاثنين يبيت حسن الظن وسوءه مؤشراً لسلامة النية أو عكس ذلك.. وما أجمل النقد عندما يكون موضوعياً بعيداً عن التسرّع وإصدار الأحكام على الآخرين بدون وجه حق مهرولين خلف سراب التعصب أو أي تأثير آخر.. وأنا بدوري أدعو أن يعود من أصيبوا بمرض التعصب وما أكثرهم في مجتمعنا الرياضي إلى رشدهم لأننا فعلاً في حاجة إلى مجتمع رياضي تسوده المحبة والروح الرياضية البعيدة عن استفزاز الآخرين أو خدش كرامتهم أو سلب إنجازات أنديتهم.
الشباب أكبر من الإساءات
قديماً قيل إن النقد نوع من أنواع الاستحسان وظاهرة صحية وكما يعرف الجميع أن النقد له أصوله وآدابه.. وكما قال الحكماء: ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف: ونهيك عن المنكر بلا منكر.. ولكن مع الأسف هناك فئة من بعض الإخوان الإعلاميين الرياضيين ما زالوا يكتبون بعقلية يحيط بها غلاف قوي وقوي جداً من التعصب الأجوف والعاطفة والميول المكشوف والتباهي بذلك مع عدم احترام مشاعر الآخرين، مستغلين في ذلك مواقعهم في الجريدة التي يعملون فيها: صحيح لكل منا ناديه الذي يشجعه وينتمي إليه وهذا حق مشروع له ليس لنا دخل فيه ولكن أن يكون هذا على حساب منسوبي هذا النادي أو ذاك من أجل الحصول على عدد قليل أو أكثر من الأهداف أو النقاط. أعتقد أن هذا لا يقره عقل ولا منطق وبعيد كل البعد عن الروح الرياضية: وكلامي أعلاه لا ينطبق على كل الإخوة الكتّاب الرياضيين وبالذات كتّاب الأعمدة الثابتة الأعزاء، فهناك منهم من نعتبره قدوة لنا في هذا المجال من الكتابة نستفيد من خبرتهم.. إنما لكل قاعدة شواذ كما يقولون.
ما له لزوم ها الكلام!
بعد نهاية مباراة الهلال والشباب وما صاحبها من أحداث مؤسفة لن أرجع لذكرها فالكل شاهدها في الملعب وعبر شاشات التلفاز.. أقول كان هناك اندفاع من بعض الإعلاميين الرياضيين الذين هرولوا خلف سراب التعصب والميول المكشوف والتباهي بذلك.. وأخذوا يكيلون الصاع صاعين لنادي الشباب والمسؤولين فيه بدون وجه حق أو دليل قاطع.
فهناك من الكتّاب الإعلاميين الرياضيين من أخذ يهمز مثل قوله إن الشباب سبق أن هُزم من الاتحاد بأربعة أهداف ولم يحرك الشبابيون ساكناً. طيب يا عزيزي ما هو فريقك المفضّل سبق أن هزم من فريق نجران ضيف الممتاز.
يا أخي: الرياضة فوز وخسارة ولا بد أن نتقبل هذا بروح رياضية مهما كانت النتيجة وأن نبارك للفريق الفائز، مثل ما فعل الشبابيون عندما فاز الهلال على الشباب بكأس ولي العهد، أول من بارك للهلاليين وفي غرفة الملابس هم الشبابيون وعلى رأسهم رئيس النادي خالد البلطان وأعضاء إدارته إيماناً منهم بأن الرياضة تنافس شريف عبر المستطيل الأخضر.. وخارجه نكون أكثر من إخوان.
أيها العقلاء
استميحكم العذر أن توقفوا من انجرفت أقلامهم وعقلياتهم وتفكيرهم خلف سراب التعصب والميول والعاطفة. واستفزاز الآخرين بعبارات خارجة عن الروح الرياضية.
نحن نريد أن نرتقي بأفكارنا إلى مصاف ما وصلنا إليه من إنجازات رياضية أوحدثتها لنا حكومتنا الرشيدة وبمتابعة من أمير الشباب وسمو نائبه الكريمين: وما أجمل ما قاله الإمام أبو حنيفة - رحمه الله - (قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب)، وعلى كل سنظل نحن أبناء هذا الوطن إخواناً لكن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية كما يقال. والله من وراء القصد.