الغاط - فهد الفهد - صالح الدهش
رعى معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد محمد العنقري ظهر أمس الخميس حفل توزيع جائزة معالي الأمير خالد بن أحمد السديري للتفوق العلمي بسدير والخاصة بطلاب وطالبات ومعلمي ومعلمات مدارس محافظات المجمعة والغاط والزلفي في عامها الثاني عشر، وذلك في القاعة الكبرى بمزرعة معالي الأمير فهد بن خالد السديري (الخالدية) بمحافظة الغاط، وكان في استقبال معاليه عند وصوله إلى محافظة الغاط معالي رئيس لجنة الجائزة الأمير فهد بن خالد السديري ومعالي نائب رئيس لجنة الجائزة تركي بن خالد السديري وناصر بن خالد السديري عضو لجنة الجائزة وأحمد بن خالد السديري عضو لجنة الجائزة ومحافظ الغاط عبد الله ناصر السديري ووكيل المحافظة نايف بن فهد السديري وأمين عام الجائزة مدير عام التربية والتعليم للبنين بمنطقة الرياض الدكتور عبدالعزيز الدبيان وأعضاء لجنة الجائزة، وقد توجه معاليه إلى مزرعة معالي الأمير فهد بن خالد السديري (الخالدية) حيث شرف الحفل الخطابي الذي أُقيم بهذه المناسبة حضره معالي سعد الناصر السديري المستشار بوزارة الداخلية والأستاذ عبدالله بن عثيمين الأمين العام لجائزة الملك فيصل الخيرية والمهندس بدر محمد العطيشان محافظ الخفجي والشيخ محمد بن عبدالعزيز الجميح وفيصل بن سعد السديري مدير المراسم في إمارة منطقة الرياض والشيخ صالح السالم والأديب عبدالله بن حمد الحقيل والشيخ فهد الثنيان رجل الأعمال المعروف ورجال التربية والتعليم بالمحافظات الثلاث وأولياء أمور الطلبة والطالبات وحشد كبير من المواطنين اكتفت بهم الصالة، وقد بدأ الحفل الذي قدم فقراته الأستاذ عبدالله الفارس بالقرآن الكريم رتله الطالب عناد بن حزام العيباني من متوسطة الغاط.
ثم ألقيت كلمة الجائزة ألقاها معالي نائب رئيس اللجنة تركي بن خالد السديري قال فيها:
يسعدني أن أرحب بكم في هذا اليوم المبارك وهو احتفالنا السنوي بمنح جوائز التفوق العلمي لأبناء وبنات هذه المنطقة من بلادنا الغالية.
صاحب المعالي ضيف الشرف أيها الاخوة الأعزاء ليس من السهل على المرء أن يتحدث عن والده لأنه بحكم الرابطة الوثيقة التي تربط بين الأب بابنه والابن بأبيه فقد وجدت نفسي في حيرة بالغة ومرد الحيرة هنا هو كيف أبدأ بل ومن أين أبدأ خصوصاً إذا كان أمامي كأحد أبناء الأمير خالد السديري سلسلة طويلة من حياة حافلة بالصور والأحداث والإنجازات الكبيرة التي قدر الله أن يكون الوالد رحمه الله على رأسها بل هو محورها، فهو كوالد رحمه الله كان حريصاً أن نتعلم منه ومن جلساته الكثيرة منها كيفية التعامل السليم مع القريب أو البعيد مع الكبير أو الصغير، نتقبل الآخرين مهما كانت خلفياتهم من رجال البادية أو المسؤولين أو المثقفين وسواهم بصدر رحب.
واحترام تام للجميع بصورة تلقائية وبعيدة عن التكلف أو التظاهر.
كما أنه كان حريصاً على تعليمنا تحت أصعب الظروف بحكم عمله في مناطق عدة لا تتوفر فيها المدارس ووسائل التعليم المناسبة كما أذكر له حرصه على أن نعتمد على أنفسنا بقدر الإمكان في كل أمورنا المعيشية كجزء من تربيته لنا لنتعود على تحمل المسؤولية في مسارات حياتنا ومراحلها المختلفة.
صاحب المعالي أيها الإخوة الأفاضل قبل أن انتقل إلى الجانب العملي والوظيفي من حياة الوالد لابد من وقفة موجزة عن حبه رحمه الله للعلم والعلماء والأدباء والشعراء المتفوقين في الداخل وحتى في الخارج.
فقد كان حريصاً على مجالسة العلماء والأدباء ابتداءً من مرحلة تتلمذه على يد سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة رحمه الله ثم احتكاكه بالأدباء والعلماء في كلٍ من عسير وجازان والحجاز كلما أمكنه ذلك، وقد ذكر ذلك فضيلة الشيخ محمد بن جبير رحمه الله في كتيب أصدره عن أيام دراسته في المعهد العلمي بالطائف كما ذكر معالي وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السابق الدكتور محمد الملحم في كتاب صدر له كشف فيه عن زيارة والد لهم في مدرستهم في الهفوف إبان عمله حاكماً لمقاطعة الظهران.. وأضاف أن اهتمام والده رحمه الله بالعلم انعكس بصورة جلية في كل جوانب شخصيته التي انعكست بدورها على جميع مسارات حياته الإدارية والوظيفية في أسلوب التعامل على المستوى الشخصي ومن المواطنين (أفراد وجماعات)، وكذلك معالجة المشاكل القبلية، وأشار إلى أن والده رحمه الله أثناء فترة عمله كوزير للزراعة أدرك عملية السدود فشرع في بناء عدد منها في المنطقة الوسطى والطائف كما كان وراء بناء سد وادي نجران إبان فترة عمله فيها وختم كلمته بقوله كلي أمل أن نعمل نحن أبناؤه تحت مظلة معالي أخي فهد بن خالد السديري على تفصيل سيرة حياته رحمه الله في كتاب حافل بالصور أثناء حياته وكل الجوانب الهامة من الأمور والأحداث التي عاصرها.
بعد ذلك ألقيت قصيدة من شعر الراحل الأمير خالد بن أحمد السديري ألقاها الطالب سيف بن سليمان القلعاء من ثانوية الغاط، ثم شاهد الجميع عرضاً مرئياً عن الجائزة والمراحل التي مرت بها، حيث حظيت الجائزة برعاية كريمة من عددٍ من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وشهدت خلال عمرها تطوراً كبيراً حيث يزاد في كل عام عدد الفائزين كما شملت تكريم المعلمين والمعلمات المتميزين في مدارس المحافظات الثلاث حتى أصحبت تحظى باهتمام جميع أبناء المحافظات الثلاث.
عقب ذلك ألقى الطالب فهد بن ناصر بن فهد السديري من متوسطة الغاط كلمة الطلاب المتفوقين شكر فيها لجنة الجائزة ومعالي وزير التعليم العالي على تشريفه لهذا الحفل كما شكر آبائهم وأمهاتهم على ما قدموه لهم من رعاية وعناية وتوجيه وحسن تربية وشكر معلميهم الأفاضل الذين لم يبخلوا عليهم بكل علم نافع:
ثم ألقى الشاعر عبدالله الغزي قصيدة نبطية تلاه قصيدة عن الوطن ألقاها الأستاذ عبدالله الفارس، ثم كلمة المعلمين المكرمين ألقاها بالنيابة عنهم المعلم عبد الله إبراهيم الحيدر المعلم من متوسطة وثانوية الغاط قال فيها:
فإنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن أقف في هذا المحفل المبارك متحدثاً نيابة عن زملائي المعلمين الفائزين بجائزة معالي الأمير خالد بن أحمد السديري رحمه الله للتفوق العلمي.
أيها الحضور الكرام: تأتي جائزة معالي الأمير خالد بن أحمد السديري - رحمه الله - للتفوق العلمي تشجيعاً وتكريماً للطلاب المتفوقين في هذه المنطقة، وإذكاء روح الحماس والتنافس الشريف بين الطلاب والطالبات ومساهمة فاعلة في حفز الهمم لمضاعفة الجهود وبذل مزيدٍ من العمل والمثابرة كما أنها في ذات الوقت تحث المعلمين على المشاركة الفاعلة في مساعدة الطلاب للحاق بركب التفوق، فيعملون على تنميتهم وتطوير قدراتهم لينشؤوا في بيئة مناسبة لحياة طالب متفوق متميز يعرف قيمة طلب العلم ومكانة المتفوقين.
وقد حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله - على رعاية الأجيال وتوجيهها التوجيه الحسن لكل ما فيه خدمة دينهم ووطنهم فهيأت لهم أسباب النجاح ويسّرت لهم سبل التفوق ولم تأل وزارة التربية والتعليم جهداً في سبيل تحقيق الأهداف المرسومة التعليم في مملكتنا الغالية، فسهرت على دفع عجلة التطوير.
بعد ذلك ألقى الشاعر فيصل العوني قصيدة بهذه المناسبة نالت استحسان الحضور ثم قدم مجموعة من طلبة متوسطة وثانوية الغاط نشيد الجائزة.
بعدها ألقى راعي الحفل معالي الدكتور خالد محمد العنقري وزير التعليم العالي كلمة قال فيها:
من اللحظات التي تسعدني دائماً أن ألبي دعوات حضورها، احتفالات تكريم المتفوقين والمتفوقات من خلال تلك الجوائز التي تسلم سنوياً، فهؤلاء المتفوقون والمتفوقات من خلال تلك الجوائز التي تسلم لهم سنوياً، فهؤلاء المتفوقون والمتفوقات هم بناة غد المملكة الأكثر إشراقا بإذن الله.
وإنه لمن دواعي الاعتزاز حقاً، أن تنتشر في ربوع مملكتنا الحبيبة مثل هذه السنن الحميدة الطيبة، والتي منها احتفالنا اليوم بتقديم جوائز التفوق، وأبرز ما يميز هذه الاحتفالات أنها تنبع من مشاعر المواطنين، وتتبناها الجهود الذاتية، وهي مؤشر إيجابي تعكس وعي المجتمع وإدراكه ليس فقط لأهمية التعليم. بل أيضاً التفوق والتميز فيه.
ومن محاسن هذه الاحتفالات أنها لا تقتصر على تكريم الطلاب فحسب، بل تشمل الطالبات كذلك، ويأتي هذا التكريم للمتفوقين والمتفوقات اقتداء بحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله الذي يحرص على تعليم البنات قولاً وفعلاً، وذلك حتى يقمن بدورهن المتميز إلى جانب البنين، خدمة لدينهن ووطنهن في إطار شريعتنا الخالدة على الوجه الأكمل ومن محاسن جائزة الأمير خالد بن أحمد السديري كذلك انها لا تقتصر على مرحلة تعليمية محددة بل تشمل جميع مراحل التعليم من المرحلة الابتدائية وحتى المراحل الجامعية وغير الجامعية حتى يتواصل المتفوقون اجتهادهم ومثابرتهم وحتى ينشط من لم ينلها في مرحلة فيجتهد لينالها في مرحلة أخرى ومن مآثر هذه الجائزة هذا العام الذي امتد عطاء خيرها أكثر من عشرين عاماً تكريم معلم ومعلمة من كل محافظة من المحافظات الثلاث (الغاط - الزلفي - المجمعة).
لا شك أن أهمية هذه الجائزة لا تقتصر على قيمتها المادية بل تشمل أيضاً أصداء سمعتها المعنوية التي يسعد بها أقارب المتفوقين والمتفوقات وبصفة خاصة الآباء والأمهات وإن كنا نقدر جهود المعلمين والمعلمات فإننا يجب ألا ننسى جهود الآباء والأمهات في رعاية أبنائهم وبناتهم ولا نستبعد أن تقدم في الطريق العاجل إن شاء الله شهادات تقدير للآباء والأمهات المتفوقين والمتفوقات تشجيعاً لزيادة جهود الآباء والأمهات في رعاية أبنائهم وبناتهم لبذل مزيدٍ من الجهد لتحقيق التفوق وقبل أن أختم كلمتي اذكّر الطلاب المتفوقين والطالبات المتفوقات بأن يحافظوا على ما حققوه ولن يتم ذلك إلا بمواصلة اجتهادهم وجهدهم لأن المحافظة على المكانة أشق من تحقيقها.
وختاماً أتقدم بالشكر للقائمين على الجائزة ودعوتهم إلى المشاركة في هذه المناسبة المباركة وأدعو الله عز وجل أن يجمع قلوبنا على محبته ونصرة دينه وأن يسدد خطانا بالنهوض بالوطن وأن يديم للخيرين ثوابه ونعمه.
وفي نهاية الحفل سلم وزير التعليم العالي الجوائز النقدية للمعلمين المتميزين والطلبة المتفوقين وأولياء أمور الطالبات المتفوقات والمعلمات المتميزات، حيث تم تكريم (102) طالب وطالبة ومعلم ومعلمة كما سلم رئيس لجنة الجائزة الأمير فهد بن خالد السديري درعاً تذكارياً لمعالي وزير التعليم العالي تقديراً من لجنة الجائزة لمعاليه على رعايته للحفل كما سلم رئيس نادي الحمادة الأستاذ عبدالرحمن الراشد درع النادي لمعالي رئيس اللجنة تقديراً على دعمه ووقوفه مع النادي، بعد ذلك شرف الجميع حفل الغداء الكبير الذي أقيم بهذه المناسبة.
معالي وزير التعليم العالي يتحدث للإعلاميين:
عقب نهاية الحفل تحدث معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري للإعلاميين، حيث دعا في مستهل حديثه الطلاب المكرمين بالانخراط في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، حيث قال إنه يوجد ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي عدد من البعثات لدراسات الطب البشري وطب الأسنان وهي متاحة لخريجي الثانوية العامة ولكون أن المكرمين اليوم من المتميزين فإنني أدعوهم إلى الانخراط في مثل هذه الدراسات والبعثات وسوف يكون هناك اهتمام خاص للمتميزين من المحافظات الثلاث (المجمعة - الغاط - الزلفي) فأرجو منهم أن يستغلوا الفرصة من أجل أن يخدموا بلادهم في هذه المجالات.
وفي سؤال ل(الجزيرة) عن موعد افتتاح الكلية التي سبق أن صرح بها معاليه لافتتاحها في محافظة الغاط، قال الكلية ستكون تابعة لجامعة الملك سعود وحسب علمي أن الدراسة سوف تبدأ فيها في العام الدراسي القادم إن شاء الله.
ورداً على سؤال ل(الجزيرة) عن هل هناك زيادة في مكافأة طلاب كليات أسوة بزملائهم الطلاب المبتعثين اكتفى معاليه بالقول ليس هناك أي شيء من هذا.
وفي إجابة لمعاليه عن سؤال أيضاً لـ(الجزيرة) عن هل سيكون هناك تقليص في عدد الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج بعد التوسع الذي شهدته الجامعات من خلال افتتاحها للعديد من الكليات في المناطق والمحافظات قال معالي وزير التعليم العالي إن التوسع في افتتاح الكليات لن يؤثر في الابتعاث للدراسة في الخارج لحملة الثانوية، مؤكداً أن ذلك يأتي انطلاقاً من إتاحة التعليم العالي للطلاب والطالبات في مناطق المملكة المختلفة ومحافظاتها ذات الكثافة السكانية الكبيرة وأيضاً أن تقوم الجامعات بدور المساند في التنمية لأننا نعرف أن الجامعات لها دور كبير في التنمية في المناطق التي تنشأ فيها هذه الجامعات وسيكون لها دور كبير في هذا الجانب إن شاء الله.