القراءة دون غيرها هي التي تعطي أكثر من حياة في مدى عمر الإنسان الواحد، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب، ففكرتك أنت فكرة واحدة، وشعورك أنت شعور واحد، وخيالك أنت خيال واحد، ولكنك إذا لاقيت بفكرتك فكرة أخرى، أو لاقيت بخيالك خيال غيرك، فليس قصارى الأمر أن الفكرة تصبح فكرتين، أو أن الشعور يصبح شعورين، أو أن الخيال يصبح خيالين، كلا وإنما تصبح الفكرة بهذا التلاقي مئات من الفكر في القوة والعمق والامتداد.
(عباس محمود العقاد)