المغيث الحق هو الخالق القادر الرحيم الذي يفرح بفزع عبده إليه، أما البشر فقلّ منهم من يحرص على قضاء حاجات الناس، لأنه هو نفسه محتاج لمن يعينه على أموره فكيف بأمور الآخرين؟ ولكن ما أروع ذلك الذي يتحامل على ذاتيته ويسعى لخدمة أخيه المسلم وما أعظم مكانته عند ربه، ومع ذلك فإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله.
ومن ضمن الموضوعات التي تصلني بكثرة مشكلة طلبة دبلوم جامعة الإمام الذين طال كربهم ولم يحاول أحد تفريجه بأية وسيلة رغم قناعة مطلبهم وأهميته، ونقدي ليس موجها لجهة معينة بقدر ما هو محتاج لتكاتف اجتماعي ورسمي لانتشال الشباب عموما وطلبة الدبلوم خصوصا من هذا المنحدر الخانق الذي طال حصارهم فيه وهم يصرخون دون مجيب.
لذا فمن هذا المنطلق ندعو إلى تفعيل الرأي الصحفي الجاد، طالما أن هناك من يرى أن الصحافة ما زالت سلطة رابعة، هذا إذا كان لها ترتيب فعلي من الأساس في قائمة اهتمامات العالم العربي على وجه العموم! وقد أعجبني رسم كاريكاتيري نشر مؤخرا في صحيفة الجزيرة صوّر فيه الرسام الشكاوى المرسلة لبعض المسئولين في زجاجات غارقة وهي تسبح في بحر من الرمال، وقد ضلت طريقها وتعسر وصولها الفعلي إليه وبالتالي تعثر إيجاد حلول لمشاكل المواطنين، لذا فما من مجيب.
وأود التخفيف عن طلبة الدبلوم ومن شابههم بأن أذكرهم بأن هناك من ذاق مثلما ذاقوا من الإحباطات بسبب ذهاب شكاواهم أدراج الرياح، ولم يرد فيها المسئول على المواطن حتى ولو بكلمة جبر خاطر أو محاولة صلاح او إصلاح، لا سيما المواقع التي لها صلة مباشرة بالمواطنين وذلك مثل بعض البلديات التي يكون أحيانا آخر عهدها بشكوى المواطن إذا كانت حريصة على موضوعه، هو الاتصال به باهتمام لأخذ (رقم سجله المدني فقط)، مما يمنّي معه المواطن نفسه بأن الحل سيصل إليه على طبق من ذهب فإذا هو يذهب هباء منثوراً.
وقد عانيت بنفسي من إحباط قوي إبان تواصلي مع البلدية التي يتبع لها منزلي وهي بلدية المعذر، حيث أن عمارة كبيرة انطلقت كالرصاصة الخارقة كي تقبع بجوار مساكن المواطنين في حي داخلي لمجرد أن البلديات نشرت شوارع الثلاثين (الثمينة عقارياً) داخل الأحياء السكنية، مع أن (هيئة تطوير الرياض) اقترحت أن تكون خارج الأحياء وليس داخلها.
ثم استمرت مخالفات العمارة ذات الأربعة أدوار تقريبا، حيث جعل صاحبها (مدخلها) بجوار المساكن في الشارع الداخلي ولم يجعله على شارع الثلاثين الواسع الذي ما سمح له أساسا ببنائها إلا لأنها عليه، وتتابع المسلسل المؤلم، حيث جعل صاحب العمارة غرفة الكهرباء ملاصقة تقريبا لأول مسكن تعيس بجوارها ألا وهو مسكننا العامر، مع أن المجال واسع جدا أمامه دون أن يضايق أحداً من الجيران، وذلك لأن عمارته على (جهتي زاوية)، ومع أن شركة الكهرباء وافقت -مقتنعة مشكورة- على نقل تلك الغرفة الكبيرة المروعة، لكن صاحبها لم يوافق طالما وجد له سندا غير مقنع من البلدية!.
وتتالت المخالفات غير الواقعية حيث التصقت العمارة بمنزلنا وليس بينهما إلا فارق المترين المشروطين بين (المنازل المتكافئة)، وليست عمارة تكبس على الأنفاس فتحرمنا من النور والهواء وتفننت في نقل نفاياتها البنائية إلى منزلنا الذي أصبح يحتاج إلى ترميم رغم جدته! وأزيدكم من الشعر بيتا بأن تراب الردم الذي وصل مستواه إلى سطح منزلنا دون مبالغة، والذي بقي إلى جوارنا نستنشق عبيره لأكثر من شهر، لأنه لم يجد من البلدية أذنا صاغية لإزالته، رغم تغريمها لمساكن عادية أخرى من الأيام الأولى، بحجة أن غرامة تراب العمارة أكبر من غرامة تراب الفيلا الصغيرة، ولكن أليس الحكم على قدر الاستطاعة؟! فالله هو المستعان يا طلبة الدبلوم، وكما يقول المثل الشعبي (الكل عليه من زمانه واكف)، فالجؤوا إلى الله تعالى الذي بيده ملكوت كل شيء، ثم اتجهوا لإيجاد البدائل المتعددة التي تزخر بها بلادنا المعطاء، والتي تنقذكم ممن لا يجيب، فما من مجيب إلا المجيب.
g.al.alshaikh12@gmail.com