في كل يوم يشرق نوره، وتنسج الشمس أشعتها على هذا الكون، هناك شمس أخرى تشرق، ولكن شعاعها ونورها يزيل ظلمة القلوب والأفئدة، والجهل والفقر، إنها شمس الخير من بلادنا المباركة التي غطى مدارها الكون كله، وأضاءت وأسفرت على الجميع.
ولعلي أتحدث عن أنموذج غير مسبوق، ولا يوجد له مثيل في جميع دول العالم، إنه (مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف)، هذا المجمع الكبير الزاخر، الذي طبع ونشر عشرات الملايين من المصحف الشريف، ومثلها من تراجم معاني القرآن الكريم، وهذا أمر معلوم للجميع، وجنى ثماره المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، بل وغير المسلمين الذين اهتدوا، بعد أن اطلعوا على تراجم لمعاني القرآن الكريم.
هذا المجمع الذي يؤكد حرص ولاة الأمر في بلادنا على العناية بالقرآن الكريم، وعنايتهم به، أسهم - ولله الحمد - في نشر المصحف الشريف بصورة سليمة صحيحة خالية من النقص والامتهان، كما هو حال بعض الطباعات المنقوصة والرديئة للمصحف، وهذا المجمع المتألق لم يقتصر إنتاجه على النسخ المطبوعة والمقروءة فقط، بل قدم خدمات جليلة في خدمة القرآن الكريم، ومن ذلك ما أطلقه المجمع حديثاً عبر شبكة الإنترنت لمجموعة من الخطوط الحاسوبية لعموم مستخدمي اللغة العربية في أرجاء المعمورة، ونشره وتوزيعه مجاناً، وهذا الموقع يهدف إلى المساعدة في دعم المكتبة العربية الإلكترونية بمجموعة من الخطوط الحاسوبية التي تخدم نص المصحف الشريف بمختلف رواياته، وكذا دعم الخطوط الحاسوبية العربية التي تخدم أعمال كتابة البحوث، والرسائل العلمية، وأعمال طباعة الكتب، وغيرها بما يتوافق مع الاحتياجات الخاصة بالنص العربي.
هذا الجهد يضاف إلى جهود سابقة في إصدار المصحف الشريف على نسخ CD، وعلى نظام MB3، وقبلها على شرائط (الكاسيت) بدقة متناهية، وإخراج عالي الجودة، والوضوح، وشرائط خاصة بترجمة معاني القرآن الكريم للصم بلغة الإشارة، وكذلك موقع المجمع عبر الإنترنت الذي يضم نسخ المصحف، والتسجيلات، والتراجم.
وفي هذا المضمار أيضاً ما يقوم المجمع الآن عليه من إعداد للاحتفاء بالنسخة الإلكترونية من خط المصحف الشريف، ومصحف المدينة النبوية للحاسوب الكفي، ومصحف المدينة النبوية للجوال، وكذلك الموسوعة القرآنية التي أطلق عليها (مصحف المدينة النبوية خدمات حاسوبية للقرآن الكريم وعلومه)، وهي في المراحل الأخيرة، مع ما سبق للمجمع أن أنتجه من مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي على نظامي الماكنتوش والويندوز.
وهذا العمل المشكور المأجور الذي سيسجل في صحائف أعمال قيادتنا الرشيدة - بإذن الله- سيخدم الباحثين والمؤلفين، والصحف والمجلات، والكتب المدرسية، في كتابة الآيات القرآنية كتابة دقيقة، فخط المصحف توقيفي لا تصح مخالفته.
أما الجانب الآخر للنشر الإلكتروني فهو ما يخص التسجيل الصوتي، والمصحف المقروء عبر أجهزة الجوال، والكمبيوترات الجيبية. فكما هو معلوم هناك العديد من النسخ لمصاحف نقلت على أجهزة الجوال ممتلئة بأخطاء في كتابة الآيات، والإصدارات الجديد ستحد من الظاهرة بإذن الله.
ولا شك أن وراء هذه الأعمال المتميزة في المجمع، قيادة واعية حريصة كل الحرص على التطوير والتجديد، يقف على قمة هرمها معالي المشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، وكذا فريق العمل التنفيذي في أمانة المجمع برئاسة الأستاذ الدكتور محمد العوفي، متطلعين إلى إبداعات أكثر، ونشاط أميز.
أسأل الله أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والإيمان، وأن يجزي قادتنا وولاة أمرنا على عنايتهم بالقرآن الكريم خير الجزاء.
alomari1420@yahoo.com