Al Jazirah NewsPaper Monday  09/03/2009 G Issue 13311
الأثنين 12 ربيع الأول 1430   العدد  13311
نائب رئيس تحرير جريدة اليوم محمد البكر في حديث مثير لـ«الجزيرة»:
أحبطوني ولم يكرموني.. وحاولت الخروج من الرياضة بأقل الخسائر!

 

حاوره - أحمد العجلان

كل منا قد يحدث ردة فعل في الشارع الرياضي أو في الشارع المحلي.. هنا أنا أتحدث عن الصحافيين والإعلاميين بشكل عام وهناك فرق بين الإعلامي المصنوع والإعلامي الموهوب فالأول ينساه الناس سريعا أما الأخير فيبقى في الذاكرة طالما لدينا ذاكره.. محمد البكر هو أحد الإعلاميين الموهوبين جدا أبدع كمعلق رياضي وأمتع ككاتب زاوية وأجاد كصحفي مهني من خلال إدارته لشؤون تحرير الرياضة في جريدة اليوم.. ولأنه مختلف تماما فقد أصبح الآن نائب رئيس تحرير واحدة من كبرى صحف المملكة وهي جريدة اليوم.. كعادتنا معه حاورناه بكل صراحة فكان أكثر شفافية.. لن نطيل استمتعوا مع البكر:

* وأنت تغادر كرسي الرياضة من مدير تحرير للشؤون الرياضية إلى نائب رئيس تحرير جريدة اليوم وركض دام أكثر من 20 سنة في المجال الرياضي بشكل رسمي، ما هي المكتسبات التي خرجت بها، وماذا عن الخسائر؟

- ركضي دام 30 سنة وليست 20 كما أشرت وأعتقد أن الأحداث التي تمر بنا خلال فترة طويلة كهذه الفترة لا بد أن تترك آثاراً إيجابية وأخرى سلبية. وقد حاولت أن أخرج بأقل الخسائر السلبية أما الإيجابيات فهي كثيرة ولكن أهمها محبة الناس وارتباطي بجماهير الوطن.

* من هم الذين خسرهم البكر بسبب الوسط الرياضي؟

- للأسف الشديد أن يخسر المرء أي شخص لأسباب سطحية، فكل الذين خسرتهم كانوا يقيمون علاقاتهم بي حسب الألوان وعندما ارتبط اسمي بالهلال من خلال بطولاته خسرت البعض ولن أكابر وأقول إنني لم أتأسف على خسارتهم فأنا أحب الناس جميعا وتمنيت أن يحترم كل منا رأي الآخر دون أن يدخل ذلك في علاقاتنا الشخصية.

* أعلنت اعتزالك التعليق ومن ثم تركت الرياضة.. هل اعتبرت الرياضة مرحلة لتصل للمكانة التي أنت بها؟

- الحياة درجات وسلم نصعده خطوة خطوة، وقد يتوقف الشخص منا عند نقطة بينما يكمل الآخر مشواره. ولقد كانت الرياضة درجات في سلم أصعدة وقد قسمت حياتي إلى مراحل ما أن تنتهي مرحلة حتى تبدأ أخرى. ولكن الحقيقة أنني أبداً لم أفكر ذات يوم في التفرغ للعمل الصحفي ولكنه قدري وسأكمل المشوار وبإذن الله.

* ذكرت في مقال وداعي مؤثر بأنك انتظرت استقبال من الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل بعد اعتزالك التعليق لكنه لم يحصل، هل نفسر ذلك بأنك قوبلت بشيء من الجحود؟

- ليس من طبع سموهما عدم تقدير من يعمل في المجال الرياضي ومواقف سموهما كثيرة من الإعلاميين ولكن يبدو أنهما لم يعلما بطلبي لمقابلتهما وتوديعهما وهذا كل ما حدث ولكن للحقيقة أقول أنني أصبت بإحباط شديد فقد كان طلبي في غاية البساطة.

* طالما تحدثنا عن مقالك ذكرت فيه أيضا أن أنك قوبلت بأنواع شتى من الهجوم لمجرد إعلان هلاليتك لماذا؟

- يقول من هاجمني أنني أحببت الهلال لتحقيق مصالح ذاتية، وأنا أسأل كل من قال هذا الكلام إن كان من يحب الاتحاد أو الأهلي أو النصر أو أي فريق كبير يحبه لمصالح ذاتية!؟ لماذا فقط يهاجم كل من يعلن أنه يحب الهلال. يا أخي هذه أمراض نفسية وعقدة نقص والشعور بالدونية. وهذه مشكلتهم لا مشكلتي وأنا لست أول ولن أكون آخر من يهاجم لأنه أعلن بوضوح عن حبه للهلال.

* أيضا هل قابلك الهلاليون بشي من الفتور أو عدم الاهتمام ؟

- لم يكن مطلوبا من الهلاليين أن يهتموا بي والهلال وإن ارتبطت به وبجماهيره فإنه غير ملزم بتكريمي ولا حتى بالاهتمام بي لأن علاقتي بهم لم تكن في يوم من الأيام علاقة حاجات أو مصالح. ولكنني أتمنى مبادرات الجمهور الهلالي في الشرقية وبالدور الذي لعبه معالي الشيخ فيصل الشهيل لتكريمي بدرع أعتبره وساماً اعتز وافتخر به. وقد كنت أتمنى أن يكرمني زملائي الإعلاميين لأنني جزء منهم.

* خلال مشوارك الإعلامي الرياضي لا بد أن هناك أسماء تتذكرها كثيرا من أبرزها وماذا عملوا معك ؟

- لعلني أقول أولا أن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله- عليه هو الاسم الذي لا يمكن أن يغيب عن قلبي وعن ذاكرتي فو الله كان له الفضل الكبير لما وصلت إليه وإذا كان العرب جميعا قد فقدوا تلك الشخصية الكبيرة فإنني لا زلت اشعر بمرارة كلما تذكرته.

أما الأسماء التي أذكرها فهي كثيرة وقد أثرت في حياتي ومن الصعب ذكرها جميعا حتى لا أقع في خطأ النسيان ولكنني لا أستطيع تجاوز ثلاثة أشخاص أثروا في مسيرتي الإعلامية وهم الأستاذ محمد الوعيل والأستاذ منصور الخضيري والأستاذ خالد الحسين.

* كتبت كثيرا عن التشفير وكنت معارضا له، في ضل المتغيرات في الرياضة نحو الخصخصة هل لازلت عند ذلك الرأي الشهير؟

- التشفير قضية خضتها دفاعا عن الناس البسطاء وقد كنت واحداً من ثلاثة أشخاص تبنوا هذه الفكرة لكن الاثنين تركاني وحيدا ولم أتراجع لأنني اعتبرها قضية مبدأ ورغم خسارتي الشخصية جراء تلك المواقف إلا أنني لا زلت أرى أن المشكلة لم تكن في التشفير فقط بل في الطريقة الابتزازية والاستغلالية التي اتبعتها قنوات التشفير ولا زلت عند رأيي خاصة فيما يتعلق بالمنتخب الوطني.

* نتحدث معك كقدساوي.. ابتعدت إدارة جاسم الياقوت بعد نزول الفريق إلى الدرجة الأولى كيف تصف فترة إدارة الياقوت، وهل اكتشفت كل أسرار تلك الإدارة؟

- تلك الإدارة ذهبت بشرها ولا داعي للحديث عنها ولكنني أحذر من عودة الأسماء الفاعلة في تلك الإدارة حتى لا تعود القادسية لدوامة الغموض والفوضى والانهيار.

* أيضا ما رأيك في إدارة عبدالله الهزاع ؟

- أنا أحكم على الأمور مما أراه الآن وهي تسير في الطريق الصحيح وكل ما أخشاه أن تكون لديها أجندة مستقبلية تتطابق وأجنده الإدارة السابقة خاصة وان رئيسها الحالي وبعض أعضاء الإدارة هم من رحم تلك الإدارة لا أعادها الله.

* نعود للحديث عنك قبولك منصب نائب رئيس التحرير كان ضريبته ترك عملك الرسمي في بلدية الخبر، كيف اتخذت هذا القرار الصعب ؟

- البلدية لم تنصفني قط، ولكنني عملت فيها بكل إخلاص لأنني أحب مدينة الخبر واعتبر أن عملي في البلدية واجب وطني أكثر من كونه عمل أتقاضى عليه راتب، وأصدقائي يعرفون أنني كنت أتجول ليلا في الشوارع واجمع الملاحظات لعمل برنامج اليوم التالي وقد أمضيت سنوات طويلة على هذا الحال لمحبتي لمدينتي ومجتمعي. ولقد وقعت في المحظور فقد كنت دائما أقول إن التفرغ للعمل الصحفي في المملكة غير مقنع فالصحفي مثل لاعب السيرك يبدع فيصفق له الجمهور ويسقط فلا أحد يسأل عنه.

* ما هي اهتمامات البكر بعيدا عن الرياضة.. لنرى إبداعاتك في غير الصفحات الرياضية؟

- احتجت لسنوات حتى أبني قسما رياضيا قويا ومتماسكا ومنافسا ولن يختلف الحال من العمل الجديد مما يعني أنني سأحاول نقل تجربتي في القسم الرياضي للأقسام التي ستكون تحت مظلتي وخاصة العمل الجماعي فأنا شخص واحد لا يمكنه النجاح دون العمل مع الآخرين كفريق واحد.

* يستلم الآن عيسى الجوكم منصب رئيس القسم الرياضي ولكن كما قلت لازلت تملك القلم الأحمر.. هل يعني أنك ستبقى مراقبا للصفحات الرياضية؟

- عيسى الجوكم كان مساعدي التنفيذي وهو يعرف كل صغيرة وكبيرة وهو مهني من الدرجة الأولى والقلم الأحمر الذي احتفظ به لصالح الجوكم وليس ضده وهو يعرف ذلك ونحن ليس لدينا مراقبة بالشكل المعروف فقد وضعنا قواعد وخطط وخارطة طريق يسير عليها القسم الرياضي ولا تخضع لأهواء شخص ما ولهذا لا تحدث هزات في القسم بوجود شخص أو خروج آخر وأنا أتابع القسم الرياضي لأن توزيع مسؤوليات التحرير وضعت هذا القسم ضمن الأقسام التي أشرف عليها.

* ما رأيك في عيسى الجوكم ؟

- عيسى الجوكم صحفي رائع وأراه واحدا من أهم الصحفيين في الخليج وهو صاحب جهد وطاقة وفكر وطموح هذا من الناحية المهنية أما من حيث علاقتي به فهي علاقة أخوه وبيننا تعاطف كبير فهو صادق ومخلص ووفي.

* هل توافق على أن الصفحات الرياضية في الصحافة بشكل عام هي التي تسوق للصحف؟

- هي جزء مهم من التسويق لكن الشأن المحلي لا يقل أهمية عنه وكذلك الاقتصادي فالمجتمع شرائح لها اهتمامات كبيرة ولكن الرياضة لديها هامش من الحرية يجعلها أهم من غيرها من ناحية التسويق ناهيك على أننا مجتمع تكتسح فيه شريحة الشباب باقي الشرائح العمرية

* من يعجب محمد البكر من الكتاب والصحافيين الرياضيين في الوسط الإعلامي الرياضي السعودي؟

- والله من الصعب تحديد أسماء بعينها لكنني أجزم أن كتاب الجزيرة والشرق الأوسط وبعض كتاب عكاظ والرياض وشمس والحياة هم من الكتاب الذين استمتع وأستفيد من كتاباتهم.

* ما رأيك في ظهور القنوات الفضائية التابعة للأندية مثل قناة الزعيم والعميد والعالمي ؟

- كل يغني على ليلاه وكلها قنوات موجهه لجماهير أحد الأندية ولا أظن أنها ستضيف شيئا للإعلام الرياضي إذا ما سارت الأمور فيها على ما هي عليه الآن وهي بشكلها الحالي ليست إلا صوره لمنتديات الأندية.

* كلمتك الأخيرة ؟

- حفظ الله هذا الوطن وحكومته الرشيدة وحماه من شر الأعداء والمتربصين ومن الفتنة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد