نعيش هذه الأيام عصراً جديداً من الالتفاف حول كلمة عربية واحدة، منذ الخطاب التاريخي الكبير لخادم الحرمين الشريفين في قمة الدوحة الاقتصادية الماضية، الذي دعا فيه إلى نبذ الخلافات وطي صفحة الانشقاقات، لتوحيد الصف العربي.. ونأمل من الجهود الدبلوماسية الحثيثة الجارية الآن أن تحل جميع القضايا الخلافية بين الدول العربية وعدم الاكتفاء بالمجاملات السياسية، وذلك من أجل إنجاح قمة الدوحة العربية نهاية الشهر الجاري، والخروج منها بنتائج مثمرة، وليس فقط بتوصيات عامة تضيع وسط كومة الخلافات والانشقاقات!.
إن هذه الخلافات البينية هي مشكلتنا الحقيقية، وهي التي أضعفتنا وجعلتنا هدفاً سهلاً، فمشكلتنا ليست في إسرائيل أو فيمن يستهدف أمتنا ويناصبها العداء من اليمينيين والعنصريين والإرهابيين وغيرهم، لأننا متى ما أنهينا هذه الخلافات، فلن تستطيع إسرائيل أو تتجرأ على قتل نسائنا وأطفالنا وشيوخنا كما فعلت في عدوانها الأخير على غزة، لأننا سنكون أقوياء وموحدين.
ونحن نمتلك جميع عناصر القوة من ثروات طبيعية، وعناصر بشرية، ومواقع جغرافية إستراتيجية، كما نتمتع بتاريخ وثقافة مشتركة، وفوق هذا وذاك ديننا الإسلامي العظيم وكل هذه العناصر كفيلة بتوفيق الله أن تضعنا في مقدمة المجتمعات، فقط علينا أن نتوقف عن الدخول في خلافات بينية لا تنتهي، أججتها التدخلات الأجنبية، التي تخطط لتفريقنا وإضعافنا من أجل أن تغتنم ثرواتنا.
ومن الأهمية بمكان عدم السماح لأطراف خارجية لها أجندة سياسية خاصة، لا تتفق مع مصالحنا، أن تصطاد في المياه العكرة، وتلعب على ورقة الخلافات، من أجل مزيد من النفوذ، والسيطرة والهيمنة، فالمصلحة تقتضي سد كل ذرائع الانشقاقات، ونأمل أن تثمر الجهود الدبلوماسية الحالية فيما يعود على مجتمعاتنا بالخير، وهذا ليس على الله ببعيد.
***