أتوقع أن معالي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبدالعزيز الحمين مهموم ببناء علاقة جديدة مؤسسة على الاحترام بين (الهيئة والمجتمع) وهذه الحوادث التي تنشرها الصحف من تعرض سيارة الهيئة لرجم الجمهور أو تعرض بعض أفراد الهيئة إلى هجوم وملاسنات من بعض أفراد المجتمع وغيرها.
هذه الحوادث تستوجب من معالي رئيس الهيئة السرعة في إعادة الهيبة للهيئة وأفرادها بوصفها مؤسسة حكومية يعتبر التعرض لها ولأفرادها بما هو مشين أثناء تأديتهم لأعمالهم مخالفة قانونية يعاقب عليها مرتكبها، تماماً مثل أن من حق أفراد المجتمع أن يجدوا الاحترام كمواطنين ولا يتم التعدي عليهم من منطلق اجتهادات فردية غير واضحة وغير مقننة وخاضعة لاجتهاد رجل الهيئة ومرجعيته الثقافية والاجتماعية.
** أقترح على الهيئة أن تختزل سنوات من العمل المرتجل غير واضح المعالم والذي لابد أن يوقع من يعمل فيه بالتصادم مع الجمهور، حيث إن هذا (الجمهور) مختلف المشارب والمرجعية الثقافية فما هو محظور في أعراف أهل منطقة قد يكون جزءا من ثقافة منطقة أخرى. ولذلك فإن ضرورة تبني الهيئة لمدونة تجمع فيها ما استقر في الكتاب والسنة مستبعدة المختلف فيه في تفسيرات العلماء ومستضيئة بإجماع المذاهب الأربعة وأن تنشر هذه المدونة التي تنتظم من خلالها الحياة العامة وتصبح هذه المدونة نظاماً تعتبر مخالفته مستوجبة للعقاب.
تماماً مثلما أن التعدي على رجل الأمن أو الموظف الحكومي أثناء تأديته لعمله مخالفة تستوجب العقوبة.
** أفراد الهيئة هم مواطنون وبشر ولابد من الحفاظ على أمنهم وكرامتهم بنفس القدر الذي نسعى فيه لحفظ كرامة أفراد المجتمع، وليس من المسموح أو اللائق أن يحدث التناقض فيفرغ احتقان السنوات الماضية بأفراد الهيئة ويتم رجم سياراتهم أو ملاسنتهم وإهانتهم أمام الجمهور.
** النظام وحده يكفل الحقوق ويحمي الكرامات وتقنين نظام الهيئة والممارسات المحظورة المستندة على الكتاب والسنة باعتبارهما مصدر الشريعة الإسلامية التي تحتكم إليها البلاد واستبعاد كل الأعراف وشمولية الرؤية لقبول كل المذاهب الدينية التي لا تخرج عن القرآن والسنة وعدم الاعتماد على تفسيرات فردية. هذا ولا شك سيؤدي إلى وضوح الرؤيا فيما هو محظور على أفراد المجتمع القيام به، كما أن ظهور هذه المدونة من التنظيم الاجتماعي للحياة العامة سيؤدي إلى فتح حوار ونقاش مما يثري فقه الواقع ويعيده مجدداً إلى الصدارة ويحرك الركود الذي شاب الخطاب الإسلامي واعتماده فقط على ما دون قبل عشرات القرون.
نحن مسلمون ولدينا علماء قادرون على البحث في فقه الواقع لو أتيحت لهم الفرصة كما يجب وليس من المقبول أن نظل في دائرة النقل والمحاكاة لما أنجزه علماء الماضي.
Fatemh2007@hotmail.com