أبها - متابعة - عبدالله الهاجري

بدأت الأزمة الاقتصادية العالمية تأخذ نصيبها أخيراً من المجال الفني العربي، وقد ألقت الأزمة بظلالها بصورة واضحة على المجال الفني والإعلامي العربي، وبدأت الإدارات التنفيذية للعديد من الشركات والمؤسسات الفنية، وحتى القنوات الفضائية في العالم العربي تأخذ تدابيرها الواسعة للحد من الخسائر المتوقعة في عام 2009م، وحتى ولو لم تكشف شركات الإنتاج الفني العربي عن خسائرها ومحاولة التطمين، إلاّ أنّ الواقع عكس هذا، وقد حاولت (الجزيرة) الأيام الماضية التوصل إلى الخسائر الحقيقية لشركات الإنتاج الفني العربي دون أي تجاوب صريح منهم، بل إن بعضهم فضّل الابتعاد كلياً في التصريح عن هذا الموضوع وبعضهم صرح بأنّ ليس هناك أي تأثير وقلة جداً أبانوا كيفية الخسارة، رغم إنهم طالبونا بعدم الإفصاح عن أسمائهم.

تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية حاضر على شركات الإنتاج الفني العربي، سواء في مبيعاتها أو في الإنتاج، والتأثير الاقتصادي طال أيضاً الإعلانات في القنوات الفضائية العربية، كما أن أسعار وأجور الفنانين ستشهد انخفاضاً بنسب معينة في حفلاتهم القادمة.

شركات الإنتاج

لم تفصح أي شركة لنا عن خسائرهم ولم يحاولوا التجادل معنا في هذا الموضع، ولكن بجولة سريعة على الشركات ومبيعاتها قد اتضح جلياً انخفاض واسع في مبيعاتها، وقالت عدد من منافذ البيع إن هناك انخفاضاً ملحوظاً في مبيعات الكاسيت والسي دي منذ شهرين تقريباً، ولم نعد حريصين كثيراً في بيع شراء كميات كبيرة من الشركة الأم، كما كان سابقاً.

ويضيف عدد من البائعين: إن أشرطة كبار الفنانين العرب ومن طرحوا أعمالهم في الفترة السابقة لم تسير بالشكل المعتاد، ومن المتوقع أن تسير الوتيرة على ما هي عليه في الفترة القادمة.

وفيما ألمحت بصور غير مباشرة بعض العاملين في شركات الإنتاج العربية، إن طباعة الألبومات قلّ كثيراً بل إن هناك توصيات لعدد من الفنانين بعدم الاستعجال في طرح أعمالهم والتريث قليلاً عل الأزمة الاقتصادية تأخذ شكل أفضل في قادم الأيام.

الإعلانات التلفزيونية

من يتابع القنوات العربية الآن، ولا نقول كلها بل نذكر ما هي متابعة في العالم العربي، نجد أن المساحات الإعلانية فيها قد انخفض فعلاً، ووصف بعض العاملين في القنوات الفضائية ل(الجزيرة) إنهم فعلاً تأثروا بالأزمة وقاموا في الأيام الماضية بخفض سعر الإعلان في محاولة منهم الإبقاء على المعلن وعدم إعلام المشاهد إن هناك أي تأثر صريح.

ويشير العاملون: لقد أخذنا في الفترات الإعلانية نعلن بشكل مباشر عن برامجنا، في الوقت الذي كنا فيه لا نستطيع الإعلان عنها إلا في أوقات محددة بشكل الزحف الإعلاني.

وكانت دراسة صادرة عن مجموعة المرشدين العرب (Arab Advisors Group) قد بينت إن معدل سعر الإعلان وقت الذروة لإعلانات التلفزيون الفضائي العربي يصل إلى 3698 دولاراً لإعلان الثلاثين ثانية. وبحسب مسوحات مجموعة المرشدين العرب، فغن القنوات الفضائية التي تستأثر بنسبة عالية من المشاهدين تكون في وضع جيد لرفع أسعار إعلاناتها خصوصاً بالنظر إلى رخص أسعار الإعلانات بشكل عام.

و بينت الدراسة الحديثة من مجموعة المرشدين العرب إن معدل أسعار الإعلانات في القنوات الفضائية العربية أعلى من قنوات التلفزيون الأرضي أو قنوات التلفزيون المدفوع (Pay TV). كذلك بينت الدراسة إن وقت الذروة الإعلاني للقنوات الفضائية يكون في الساعة التاسعة والعاشرة مساء بتوقيت السعودية وهو ما يدل على أن الثقل الإعلاني يركز على دول الخليج العربي عامة والسعودية خاصة.

وفي منتصف عام 2007م بينت دراسة سابقة أن وقت الذروة لإعلانات التلفزيون الأرضي في منطقة الخليج العربي يكون بين الساعة التاسعة والعاشرة مساءً بمعدل 1536 دولاراً في الوقت الذي تكون فيه وقت الذروة للإعلان في منطقة بلاد الشام بين الساعة الثامنة والتاسعة مساءً. ولقد قام محللو الدراسة بحساب المعدل الإقليمي لوقت الذروة للإعلانات عبر التلفزيون الأرضي لإعلانات الثلاثين ثانية حيث كان هذا المعدل 1339 دولاراً شاملاً الأسعار في كل الدول المغطاة.

أجور الفنانين

كشف عدد من متعهدي الحفلات في العالم العربي إن أجور الفنانين العرب ستكون هي الأخرى مرتبطة بالأزمة الاقتصادية العالمية وسينخفض أسعار وأجور الفنانين العرب الذين سيحيون حفلات في الأيام القادمة.

وقال متعهدو الحفلات: بخلاف انخفاض أسعار وأجور الفنانين العرب، فمن المتوقع أن تتقلص الحفلات الفنية في عام 2009م بعكس الأعوام الثلاثة الماضية وقد تصل إلى الربع في تقلصها.

هذا وذكرت مصادر عربية أن عام 2008 شهد ارتفاع أجور النجوم العرب بشكل ملحوظ في الحفلات، خاصة بعد أن رفع مطربو الخليج والمطربون اللبنانيون أجورهم بشكل مبالغ فيه.

وقالت المصادر إن الفنان محمد عبده تصدر قائمة مطربي الخليج بأجر 150 ألف دولار في الحفل الواحد وهو من أكثرهم مشاركة في المهرجانات الدولية، كما تحصل الإماراتية أحلام على أجر 50 ألف دولار.

أما العراقي كاظم الساهر الذي يعتبر من أكثر الفنانين انتشاراً فيحصل في الحفل على 110 آلاف دولار، بينما يحصل مواطنه ماجد المهندس، الذي حقق نجاحاً ملحوظاً خلال العام الماضي على 40 ألف دولار.

وفي لبنان، يعتبر الثلاثي نانسي وهيفاء وأليسا الأعلى أجراً في قائمة الفنانات، وتتراوح أجورهن بين 40 و50 ألف دولار بخلاف أجر الفرقة الموسيقية والانتقالات والإقامة.

إلا أن الأغلى عربياً هو عمرو دياب إذ تضاعف أجره خلال السنوات الماضية أكثر من مرة، ويتردد أنه كان سيحصل على نصف مليون دولار نظير إحيائه حفل رأس السنة في دبي (إلا إن الحفل الغي وقتها)، وقد سبق أن حصل على مليوني جنيه في حفله بالساحل الشمالي بمصر.

البرامج التلفزيونية

هي الأخرى لم تكن بعيدة من الأزمة الاقتصادية وقد تناقلت أخبار إن هناك برامج لها ميزانيات مالية ضخمة قد ألغيت تماما وان برامج أخرى قد قلصت من ميزانياتها ومن ضخامة الاستديو، وأن بعض الإعلاميين العرب قد تأثروا من هذه الأزمة وتراجعوا عن بعض أجورهم المالية.