Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/03/2009 G Issue 13309
السبت 10 ربيع الأول 1430   العدد  13309
دعوة إلى كفالة يتيم
بدرية صالح الحمود

 

الطفل المجهول الأبوين كيان مخلوق كسائر المخلوقات البشرية، وبغض النظر عن طبيعة نشأته، فهو مخلوق لا شك أن لا ذنب له، ولا يمكن أن يجر بجريرة غيره، فهو مولود على الفطرة مثله مثل أي طفل آخر، والمؤسف أن نظرة المجتمع تجاهه نظرة خاطئة تتسم بالجهالة وقلة الوعي أو انعدامه اجتماعياً ودينياً، يقول الله تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} وهذه الفئة هم ضحايا آباء وأمهات قد تسببوا في نشأة مخلوق ظهر على هذه الدنيا، ومن ثم ابتعد عنه والداه، دون أن يعرف له أما وأبا، وتتأتى جراء نشوء تلك القضايا مسببات عدة، منها اجتماعية أو اقتصادية، ولا شك أن الاجتماعي هنا يحتل الدرجة الأولى في ذلك، ولهذا تتأتى هذه المسببات في جعل هؤلاء الأطفال فاقدي هويتهم الأصلية، كما أن هذا الأمر يقودنا إلى القول إنه ليس كل طفل مجهول الأبوين غير شرعي، وذلك بسبب عدم معرفة المجتمع لهويته الأصلية، فقد يكون الطفل مخطوفا لحاجة ما، وبعد الاستغناء عن تلك الحاجة الذي اختطف من أجلها يودع في أي مكان، وربما يكون ذلك انتقاما لأحد خصوم الأسرة، فيتم سرقة الرضيع من المصحات وغيرها، وهذا أمر واقع، وقد يحدث مراراً؛ وذلك لحرق قلب الزوجة أو الزوج، أو انتقاما منهما لسبب عائلي أو غيره، وقد يؤخذ به بعيداً عن محيط أسرته ليترك بعد ذلك كغيره من اللقطاء وغيرهم أمام مسجد أو منزل أو أي مرفق عمومي، وهذا بلا شك عمل إجرامي.

فحكومتنا الرشيدة لم تغفل عن واجبها الاجتماعي والديني تجاه هؤلاء الأطفال، فقد قامت بإيوائهم وتعليمهم، كما وفرت كافة السبل لراحتهم، ولكن ما قد يصعب مناله هو فقدان هذا اليتيم بالإحساس بجو أسري متكامل ودفق حنان الأبوين عليه، فلذا أناشد كل أسرة سعودية أن تساهم في احتضان هؤلاء الأيتام، والسعي نحو تأمين الحب والحنان لهم، وتعليمهم تعاليم الدين الإسلامي، فالأسرة الحاضنة ينزل الله سبحانه وتعالى عليها السعادة والخير الكثير، كما أناشد الأزواج الذين لم يرزقهم الله ذرية أن يحضنوا ويخلصوا النية ويرجون الأجر من الله سبحانه، فوالله كثير لم ينجبوا وبعد احتضانهم رزقوا بذرية، فيرجع الفضل لله سبحانه ثم لهذا اليتيم، وأنا واحدة من هذه الأسر محتضنة طفلين، تركي الذي كان لم يتجاوز عمره الأربعة أشهر، والآن يبلغ من العمر خمس سنوات، وعبدالله ذو الثلاثة والعشرين يوماً، والآن يبلغ من العمر ثلاث سنوات، تركي يدرس بالمرحلة التمهيدية وفي المساء ملتحقاً في درس لتحفيظ القرآن الكريم هو وأخيه، فأدعوه سبحانه وتعالى أن يطيل في عمري حتى أستطيع أن أزوجهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى). فهل من مبادر ومجيب تجاه هذه الفئة الغالية على الجميع.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد