وتتسع حقول ربيع الجنادرية من خلال تنوع مسارات الفكر والثقافة التي يسلكها الحراك الثقافي والفكري في المملكة العربية السعودية مع إطلالة فصل الربيع، والذي تحول إلى فصل للثقافة والفكر من خلال تنوع الفعاليات التي تعكس كل منها ضربا من ضروب الفكر الإنساني، فبعد بدء مهرجان الثقافة والتراث (الجنادرية 24) الذي كان بمثابة استهلال لربيع السعودية الثقافي، والذي صاحبه افتتاح المعرض الدولي للكتاب، والذي كان الغطاء الفكري الذي يدفئ العقل السعودي من خلال ما ينهله من عطاء الكتّاب والأدباء والمفكرين، الذين أودعوا تجاربهم وإبداعهم وفكرهم أكثر من250 ألف كتاب، حفل بها المعرض الدولي للكتاب.
واليوم تتواصل فعاليات الربيع الثقافي السعودي بالإعلان عن جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة، حيث سيكشف اليوم عن أسماء الفائزين والأعمال والمؤسسات المرشحة في مجالات الجائزة الخمسة في دورتها الثانية لعام 2008م.
وتسعى الجائزة إلى الدعوة إلى التواصل الفكري والحوار الثقافي بين الأمم وإلى التقارب بين الشعوب، فالترجمة تعد أداة رئيسة في تفعيل الاتصال ونقل المعرفة وإثراء التبادل الفكري مما يفتح مجالاً للعمل المؤسسي الرائد في سبيل تأصيل ثقافة الحوار وترسيخ مبادئ التفاهم والعيش المشترك وفهم التجارب الإنسانية والإفادة منها.
وهكذا، فإن الجائزة تترجم وتعمل على ترسيخ رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الدعوة إلى مد جسور التواصل الثقافي بين الشعوب وتفعيل الاتصال المعرفي بين الحضارات وتكريماً للتميز في النقل من اللغة العربية وإليها، واحتفاء بالمترجمين وتشجيعاً للجهود المبذولة في خدمة الترجمة، كما أن الجائزة تعد مشروعا علميا وثقافيا وحضاريا، وثمرة لتوجيهات الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتعزيز الحوار بين الحضارات والتوافق في المفاهيم ما بين ثقافات الشعوب المختلفة.
****