تميزت حقوق الطفل في الإسلام على حقوقه في القانون الدولي والوضعي بالعديد من المميزات التي يجب علينا تعرُّفها وتعلُّمها وإدماجها في برامجنا التربوية والتعليمية والتدريبية حتى نفعّلها في حياتنا تفعيلاً عقلياً شرعياً، وحتى ندافع عن ديننا في ظل التشويه العالمي والمحلي لهذا الدين وشريعته السمحة الغراء، ووسطيته العادلة الفريدة في عالم غابت فيه الوسطية ومعايير العدالة المطلقة.
|
|
الطفولة عند الإنسان هي المرحلة الأولى من مراحل عمره.. حيث تبدأ منذ ميلاده وتنهي ببلوغه سن الرشد، حيث يكمل نمو عقل الإنسان ويقوى جسمه ويكتمل تميزه ويصبح مخاطبا بالتكاليف الشرعية.
|
|
- فقد كفل الإسلام للطفل الحق في التربية والعناية به صحيّاً ونفسياً واجتماعياً وسلوكياً؛ حيث ينشأ على الفطرة السليمة السوية، وكلف الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم الأبوين بحسن تربية الطفل والاهتمام به، وإبعاده عن المضرات البيئية، وأجمع فقهاء المسلمين على أن هذه الحضانة والكفالة واجبة على الوالدين فيجب عليهما حفظه من الهلاك، وجعلوا أحق الناس بحضانة الطفل أمه، واشترط الفقهاء أن تكون الحاضنة سليمة العقل صحيحة الجسم، قادرة نفسياً على القيام بواجبات الحضانة، وأن تتولى إحدى قريباته حضانته في حالة فقدان الأم للكفالة، ولا تعطى الحضانة للرجل في حالة الانفصال بين الزوجين إلا لضرورة، ولرعاية الطفل يجيز الفقهاء إسقاط الحضانة عن الحاضنة في حالة زواجها من غير ذي رحم للطفل أو سفر الحاضنة لبلد بعيد أو إصابتها بمرض معد.
|
- وبهذا يحمي الإسلام الطفل من الاضطرابات النفسية والعاهات البدنية وسوء التربية.
|
- والأسرة السوية هي أجدر المؤسسات الاجتماعية على تنشئة الطفل النشأة السوية، ومن هنا اهتم الإسلام بالأسرة وجعلها مكان السكن، والمودة، والرحمة، واللباس، والحب، والمكان الذي يعيش فيه الفرد مع من يحب.
|
- وقد جعل الإسلام التربية في الصغر من النعم التي يجب على الفرد ألا ينساها، وعليه أن يذكرها دائماً وأن يؤدي حقها عليه. قال تعالى: {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (سورة الإسراء 24).
|
فجعل الله التربية في الصغر دَيْناً واجب السداد على الإنسان في الكبر بالدعاء للوالدين، وحسن معاشرتهما، والإحسان إليهما.
|
|
فحق الحياة مكفول لكل إنسان قال تعالى{وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا} (سورة الإسراء 31).
|
وقال تعالى:{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} (سورة الأنعام 140).
|
وقال تعالى:{مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} (سورة المائدة 32)..
|
- وبذلك شدد الإسلام على قاتلي أطفالهم وتوعدهم الله بالخلود في النار.
|
|
|
- فالإسلام ساوى بين الناس جميعاً، والله سبحانه وتعالى هو واهب الأولاد {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ}(49) سورة الشورى.
|
من هنا وجب على الإنسان عدم التدخل في نوع الجنين وإلا حدث خلل إنساني كبير، وهذا ما حدث في الصين عندما حددوا عدد الأولاد بواحد فقط تخير الآباء الأجنة الذكور وأسقطوا الأجنة الإناث، وعندما تعلّم الإنسان كيف يتحكم في الجنين اختلت الأمور كثيراً وعندما استطاعوا التعرف على نوع الجنين انعكس ذلك على نفسية الأب بالذات والأم عندما علموا أن المولود بنت.
|
- وأنكر الإسلام التمييز بين الذكر والأنثى، وأمر بالعدل بينهما، وميزت البنت بأن جعلها الله حجاباً للآباء من النار عند حسن تربيتهن؛ فقد روى الإمام أحمد في مسنده، عن عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن وسقاهن وكساهن من جِدَته (أي: ماله) كنّ له حجاباً من النار).
|
وروى مسلم، عنه صلى الله عليه وسلم قال: (من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين - وضم أصابعه).
|
- وهذه أكبر وصية بحسن تربية البنات بأن يحشر المسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم بحسن تربيتهن.
|
- وكان صلى الله عليه وسلم إذا رأى فاطمة الزهراء رضي الله عنها قادمة قام لها عن مجلسه، وأخذ بيدها فقبّلها.
|
وعيّب على الجاهلية كره البنات فقال: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} (سورة النحل 58-59).
|
(وإنما أطفالنا بيننا |
أكبادنا تمشي على الأرض |
إذا هبت الريح على بعضهم |
امتنعت عيناي عن الغمض) |
|