(زحمة يا دنيا زحمة) أغنية شعبية مصرية اشتهرت أيام السبعينيات للفنان الشعبي أحمد عدوية، حيث كانت تُعبر عن مأساة الشعب المصري في ذلك الوقت، حينها كان عدد سكان مصر يتجاوز الأربعين مليون نسمة موزعين على جميع محافظات مصر، والآن التاريخ يُعيد نفسه فيقطن في مدينة الرياض ما يقارب ستة ملايين شخص على مساحة تزيد على 1800 كلم2 وهذه بشرى خير لكل فنان يريد أن يصل إلى الشهرة ما عليه سوى أن يعُيد كلمات الأغنية بإضافة زحمة ياالرياض زحمة، حقاً أصبحت الشوارع لا تُطاق وأصبح الفرد منا إذا أراد قضاء أقرب مشوار له يستغرق أكثر من نصف ساعة أو ربما ساعة وبالذات إذا كان سيقطع الطرق السريعة التي أصبحت في بلادنا الطرق البطيئة، نعم انعكست الآية عندنا صرنا نسلك الحواري لأنها أصبحت أسهل وأسرع بكثير من الطرق الرئيسة، وعلى الرغم من كبر المساحة إلا أن السكان ينحصرون بمناطق معينة والسبب في ذلك انحصار الجهات الحكومية وعدم وجود فروع تنفيذية لها والشاهد للوقت الراهن يرى التغُير الرهيب لدى أجهزة المرور مشكورين عليه، ففي الصباح تراهم موزعين على الطرق السريعة ويقومون بعمل تنظيمي جيد. أما عتبنا عليهم فهو بالمساء فلا نرى حجم الاهتمام نفسه كالصباح، على الرغم من تضاعف حجم انتشار السيارات بشوارع الرياض مساءً مع انتشار رهيب لسيارات النقل بجميع أحجامها والتأخر لساعات لحل بلاغات الحوادث، فأصبحنا نرى بعضاً من المواطنين يقومون بعملية الاجتهاد لفك الزحام بدلاً من رجال المرور!! أما عتبنا الآخر فهو لسيارات الأجرة التي لا تكاد ترى كيلو متراً إلا وتجد فيه سيارة أو سيارتين للأجرة، دون تنظيم أو حتى معرفة طرق القيادة الصحيحة لبعضهم، هذا هو حلنا الآن فكيف سيصبح الحال بعد خمس أو عشر سنوات؟!