Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/03/2009 G Issue 13309
السبت 10 ربيع الأول 1430   العدد  13309
منطقة اليورو في «حرج»
أوروبا الشرقية تستنجد بالاتحاد الأوروبي للضغط على عمالقة القطاع المصرفي

 

تحليل - وليد العبدالهادي

شهر جديد يستهل بمشهد جديد من مشاهد الأزمة المالية العالمية هذه المرة من إخراج القارة الأوروبية عنوانه (الاعتذار) حيث اعتذر قادة المنطقة من طلب دول شرق أوروبا في تقديم مساعدات مالية لها أو على الأقل الحد من سحب السيولة من اقتصادياتها عبر كبرى بنوك المنطقة بعد تعثر القطاع الخاص لديها، إلى جانب ذلك شعر صناع القرار الاقتصادي هناك بالخوف من أن يندموا على ذلك لأن هذه الدول تمثل أحد أهم المستهلكين لدول هامة كفرنسا وألمانيا.

ننطلق من هذا المشهد وبشكل منسجم إلى أحداث أخرى حيث أغلقت معظم أسواق الأسهم العالمية على تراجعات حادة تجاوبت معها بشكل مطرد العملات ذات العائد المرتفع ومع ترقب المستثمرين لقرارات المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا بخصوص خفض أسعار الفائدة وجد الين الياباني في ذلك فرصة سانحة لتعويض خسائره على حساب اليورو والجنيه.

الدولار الأمريكي

ظهرت تقارير اقتصادية كثيرة وهامة تعتبر سلبية للعملة الأمريكية حيث تفاعل المستثمرين بشكل حاد مع سلبية بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع الذي ظهر بانكماش 6.2% وهو الأسوأ منذ 1982م مقارنة بالقراءة السابقة عند 3،8%. أضف إلى ذلك هبوط مؤشر طلبات السلع المعمرة لشهر يناير الماضي 5.2% مقارنة بالقراءة السابقة عند 3% مما يؤكد لنا بأن الاستهلاك سينخفض أكثر في معظم السلع والخدمات، لأن السلع المعمرة هي بمثابة منتجات قيادية وصاحبة الأثر البالغ في تحديد قوة ومستوى حاجات ورغبات المستهلكين.

وما زالت مخاوف تجار الدولار مستمرة من تأميم البنوك وتواقين للتفاصيل لأمور عديدة من ضمنها معرفة المدة التي ستحتفظ الحكومة بأسهم المصارف وهل سيكون التأميم متوسط المدى أم طويل المدى؟ وهل سنشهد عمليات اندماج أم حركات انفصالية كما يحدث في عالم السياسة؟ ولا ننسى على سبيل المثال تصريح مجموعة سيتي جروب مطلع هذا العام حول إمكانية تجزئة البنك إلى شركتين.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي

يعتبر الدولار حاليا عند أعلى مستوياته منذ 16 أسبوع أمام سلة من العملات من ضمنها اليورو على الرغم من سلبية التقارير الاقتصادية على الدولار، وعلى النقيض من ذلك نجد بأن اليورو لم يتفاعل إيجابا مع ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك في ألمانيا لشهر مارس إلى 2.6% مقارنة بالمستوى السابق بحدود 2.2%، وهذا يعتبر إيجابيا في ظل تماسك نسبي لمعدل البطالة يتراوح للشهرين الماضيين بين 7.8 و7.9% ومع ثبات لمعدل البطالة في أوروبا لشهر يناير وديسمبر عند 8.2%. والسبب الرئيسي في ذلك هو ارتفاع مستوى المخاطرة في اليورو لعاملين الأول يعود إلى أن اليورو لا يزال من ذوات العائد المرتفع وشهية المخاطرة في الأسواق حاليا منعدمة والعامل الثاني ترقب الأثر المتوقع من خفض سعر الفائدة على الاقتصاد الأوروبي ومدى نجاعته.

ويفتقد الزوج من الناحية الفنية للاتجاه والزخم على الرغم من تحديد توقعات بحدود عليا وحدود دنيا ضيقة في الأسبوع الماضي إلا أنها لم تختبر وبناءا على ضعف الاتجاه الغير مصحوب بزخم عالي فوق مستوى 50% لمؤشر القوة النسبية يرجح حدوث تداولات تحت مستوى 1.2520 واستهداف مستوى 1.2320 كدعم للأسبوع القادم.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي - أسبوعي

الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي

تحسن جيد لمؤشر ثقة المستهلك في شهر فبراير ومفاجئ أيضا أظهر تراجعا بقيمة 35 والتوقعات كانت تشير إلى هبوط يبلغ 39 مقارنة بالقراءة السابقة التي كانت بحدود 37، ومن أهم البيانات التي أعلن عنها تراجع مؤشر مدراء المشتريات للبناء لشهر فبراير إلى قيمة 27.8 مقارنة بالقراءة السابقة عند 34.5 وهي بلا شك تدل على انكماش كبير في هذا القطاع. وكما هو معروف أن معظم البيانات الاقتصادية في هذين البلدين سلبية لكن أهم ما يمكن الحديث عنه بالنسبة لهذا الزوج هو أن الجنيه سينال إعجاب تجار العائد المنخفض خلال الأسابيع القادمة فيما لو تزامن ذلك مع ارتداد قوي لأسواق الأسهم الأمريكية لأنه لو حدث ذلك سيتعرض الدولار لقوى بيع رهيبة.

ولا تزال عملية اختراق خط المقاومة الممثل باللون الأحمر عند 1.45 مؤجلة حتى الآن وهي بحاجة فقط لعمليات شراء متسارعة أو إعادة تأكيد إضافية لمنطقة 1.35 وفي حال تم اختراق الاتجاه الهابط الممثل بالخط الأحمر وهو المرجح ستكون المحطة القادمة 1.50 التي تم الإشارة إليها في الأسبوع الماضي.

الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي - يومي

الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني:

انخفضت الصادرات اليابانية بنسبة 46% وفقا لقراءة يناير بسبب تراجع الطلب على سلعها مما أدى لتفاقم العجز في الميزان التجاري، ومما يؤكد ذلك هبوط مؤشر الإنتاج الصناعي لشهر يناير 10% مقارنة بالقراءة السابقة عند 9.8%. ومعروف أن قطاع صناعة السيارات يعاني من شلل تسويقي وإنتاجي حيث هبطت المبيعات 32.4% لشهر فبراير وهو أكبر هبوط منذ 1974م.

وتصب الأخبار السلبية للين إضافة إلى تداعيات الأسبوع الماضي لفائدة الدولار مما يعطي فرصة لتداول الزوج بالقرب من منطقة 101 والتي تعتبر مقاومة بامتياز وبمثابة منطقة خصبة لحشد البائعين والسبب تشبع عمليات الشراء لارتفاع عامل المخاطرة المتمثل في زاوية الصعود الحادة.

الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني - يومي

اليورو

تعثر دول أوروبا الشرقية في سداد مديونية قطاع الأعمال والتي قدرت بحوالي 800 مليون يورو أجبر مصارف غرب أوروبا على سحب سيولتها من هذه الدول، مما أحدث شلل في القطاع الخاص وطلب النجدة من الاتحاد الأوروبي لاعتماد خطة دعم بقيمة 227 مليار دولار لدعم بنوك شرق أوروبا كان مصيرها الرفض، معلقين الآمال على ما سيسفر عنه قرار المركزي الأوروبي بخفض 50 نقطة أساس ليصل سعر الفائدة إلى 1.50%، ومن المتوقع أن تشهد هذه العملة تذبذبات حادة الهبوط هو المسار الرئيسي لها ريثما ينتهي رالي الخفض في أسعار الفائدة.

الجنيه الاسترليني

يتسلح الجنيه بخطة للأصول المتعثرة تبلغ قيمتها 728 مليار دولار وبخفض متوقع لسعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، قد تحمي هذه العملة من الانخفاض أمام العملات الأجنبية الأخرى وتساهم في التخفيف من حجم مخاطرها.

ومما يجدر التنويه إليه هو أن بريطانيا تعتمد بشكل كبير على قطاع الخدمات الذي ظهر فيه مؤشر مدراء المشتريات للخدمات خلال شهر فبراير بقيمة 43.2 أعلى مما كان متوقعا عند 41.9 مما يدل على تحسن مستوى الإنتاجية في هذا القطاع يقابله تدهورا في مؤشر مدراء المشتريات للبناء.

الين الياباني:

يلاحظ من تداولات الين أمام العملات الرئيسية كالجنيه واليورو خاصة ظهور ملامح علاقة جديدة تحتاج لتأكيد خلال المرحلة القادمة، حيث لوحظ بعد تغلب الدولار على الين وتكبيده خسائر كبيرة خلال الأسبوع الفائت بدأ الين بتعويض جزء من هذه التراجعات في قيمته على حساب اليورو والجنيه أولا لأن اقتصادياتها أكثر ضعفا من الاقتصاد الياباني وثانيا سعي الصين لاعتماد خطة اقتصادية بقيمة 585 مليار دولار يرفع من مستوى التفاؤل في اقتصاديات شرق آسيا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد