Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/03/2009 G Issue 13309
السبت 10 ربيع الأول 1430   العدد  13309
سواد فبراير
د. حسن الشقطي(*)

 

من الأمور التي لا ينساها المتابعين لسوق الأسهم هو (شهر فبراير) الذي أصبح يتسبب كل عام بقدر من الخوف والقلق من أن يستعيد فيه السوق مآسي عام 2006م.. ولسوء الحظ فإن كل فبراير يمر على السوق نجده أسوأ عما قبله باستثناء فبراير 2008م.. ففيما بين فبراير 2008م وفبراير 2009م خسر السوق حوالي 57.4%.. أما فيما بين فبراير 2007م وفبراير 2008م ربح السوق 26%.. أما فيما بين فبراير 2007م وفبراير 2006م خسر السوق 58%.

وقد خسرت القيمة السوقية للأسهم المصدرة ما يناهز حوالي 1031 مليار ريال خلال العام الأخير فقط (ما بين فبراير 2009 و2008م)، في حين أنها خسرت ما يناهز 2091 مليار ريال خلال السنوات الثلاث منذ فبراير 2006 إلى فبراير 2009م. وعلى الرغم من الربح الذي أحرزه السوق خلال عام 2008م والذي أدى إلى ربحية رسملة السوق بنسبة 46%، إلا أن السوق فقد كل مكاسبه وأضاف عليها خسائر جديدة في عام 2009م، بشكل يعتبر معه البعض أن أرباح 2008م أدت إلى نوع من التغرير بكثير من المتداولين الذي ضخوا سيولات استثمارية جديدة في عام 2008م عندما رأوا أن السوق قد تحسنت حالته وانتهى تصحيحه.. ولعل وجود طابور من الاكتتابات لشركات لا تمتلك القوة أو الجاذبية الاستثمارية التامة خلال 2008م شكل أحد محفزات المضاربين لنشر النشوة الاستثمارية وتعزيزها للإيقاع بمئات الآلاف من المستثمرين الجدد.. فمضاربي كل عام أصبح هدفهم الرئيسي جذب مستثمرين جدد ليتشاركوا معهم في تخفيف خسائرهم في السوق.. فكل عالق في السوق لا هدف له سوى التغرير بجذب عالقين جدد.. ولكن إلى متى سيظل العالق عالق؟ وإلى متى سيتحمل هؤلاء هذه التعليقة؟ ألم يحن الأوان لإيجاد حسابات دقيقة تحدد لنا القيم العادلة للسوق؟ ألم يحن الوقت لكي يعرف كل مستثمر القيمة العادلة لأسهمه؟ أليس من الرحمة أن يعرف كل مستثمر نهاية ما هو فيه؟ ومن المؤهل للقيام بهذا الدور؟ لقد سعدنا جميعا بخبر إنشاء جمعية لحماية ورعاية حقوق مستثمري سوق الأسهم وسعدنا أيضا بقيام عدد من الشركات المالية المتخصصة برعاية والاهتمام بإيجاد تحليلات مالية حيادية للشركات والسوق، وأيضا سعدنا بوجود عدد من الخبراء مهتمين بفحص السوق ودراسة قيمه العادلة.. إلا أنه رغم كل ذلك، فإنه لا توجد حتى الآن دراسة أو تقرير أو تحليل يمكن الثقة به في تحديد القيمة العادلة للمؤشر أو للأسهم القيادية بالسوق.. إننا نحتاج لقيمة عادلة للمؤشر نثق بها على الأقل على المدى القصير (عام تقريبا) ونثق في أنها تمثل قاع يفترض أن لا ينزلق المؤشر بعده.. وحتى إن انزلق نثق في أنه سيعود إليه سريعا.. فمن سيقدم لنا هذه القيمة العادلة؟ ومن سيقول بأن هذا المستوى هو نهاية قيعان المؤشر التي لا تنتهي؟

(*) محلل اقتصادي


Hassan14369@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد