القرائن التي جمعها المدعي العام لمحكمة الجزاء الدولية بشأن الوضع في دارفور جاءته عبر (جواسيسه) المنتشرين في صفوف منظمات الإغاثة الدولية التي أصبحت (ملاذاً) للعاطلين من جواسيس الدول الغربية والذين يمتصون ثلاثة أرباع مخصصات الإغاثة التي تجمعها الأمم المتحدة لإغاثة مَن يقولون عنهم إنهم منكوبون ومتضررون في الدول التي يُشعل فيها الغرب الفتن؛ فيشترون بربع الأموال مواد غذائية، بعضها منتهي الصلاحية - كما كشفت التقارير الصحفية - من طحين وزيوت وبقول، أما ثلاثة أرباع ما جُمع من مساعدات فيذهب رواتب ومخصصات للجيش الجرار من موظفي منظمات الإغاثة الذين أغلبهم، إن لم يكونوا جميعهم، رجال مخابرات متخصصون موزعون على منظمات الإغاثة وفق نسب متفق عليها، ومحدد مسبقاً نصيب كل دولة... وهكذا يمرح هؤلاء الجواسيس ويسرحون في البلدان المستهدفة همهم الأول جمع أكبر كمية من المعلومات الاستخبارية والقيام بأبحاث ودراسات لتفجير فتن أخرى.
لم يقتصر الأمر على السودان؛ فقبل ذلك استُبيح العراق ومصر وفلسطين ولبنان واليمن والجزائر والمغرب، وجميع هذه الدول اشتكت من الأعمال الغريبة التي يقوم بها موظفو هيئات الإغاثة الدولية.
نعود إلى السودان ونجد أن أهم (قرينة) يستند إليها تقرير (كامبو) المدعي العام لمحكمة الجزاء الدولية اتهامه للرئيس السوداني بتشكيل مليشيات الجانجويد، وأن عناصر هذه المليشيات تستعمل أسرع وسيلة في الصحراء؛ فالجانجويد استعملوا (الجمال) لمطاردة خصومهم في دارفور، وحولوا الجمال إلى دبابات محلية، وعن طريق ما يحملونه من بنادق خفيفة وسيوف قتلوا عشرات الآلاف من خصومهم من القبائل الأخرى في دارفور.
التقارير التي تسلمها مدعي عام المحكمة الدولية من (جواسيسه) عن البعارين - «وهو جمع لكلمة بعير» ، تقول: إن كتيبة (بعارين الجانجويد) أكبر وأهم (كتيبة عسكرية في الحروب الاهلية ).
اكتشاف في منتهي الأهمية بالنسبة لكامبو وللذين حرضوه على الرئيس البشير، ولكن أين هؤلاء وتابعهم كامبو من الدبابات الإسرائيلية التي اقتحمت قطاع غزة وهدمت حياً بكامله (حي المرج) في غزة؟ أين هم من دبابات أم سكس M6 التي دمَّرت مدناً بكاملها في أفغانستان؟ أين كامبو ورفاقه من الدبابات التي هدمت مدينة الفلوجة في العراق؟ هل أصيبوا جميعاً بالعمى؛ ليروا بعران الجانجويد ولا يشاهدوا الدبابات الإسرائيلية التي عاثت فساداً في فلسطين، وما دمرته دبابات العم سام في أفغانستان والعراق؟؟!!
jaser@al-jazirah.com.sa