Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/03/2009 G Issue 13309
السبت 10 ربيع الأول 1430   العدد  13309
معرض الكتاب ورقصة السامبا

 

(كل ما في الأمر أننا لا يمكن أن نستضيف البرازيل دون أن نتحدث عن الرياضة)، بهذه الكلمات نفى المشرف العام على معرض الكتاب الدولي بالرياض الدكتور عبد العزيز السبيل فرضية استقطاب جماهير الرياضة لمعرض الكتاب واعتبر أن المعرض له جماهيره الثقافية التي تشكو الازدحام في ممراته، وبالتالي فهو ليس في حاجة لزيادة هذا العدد.

يوم الافتتاح كان يفوح برائحة القهوة البرازيلية، وبدت السامبا تفعل فعلتها في حضور افتتاح معرض الرياض الدولي، كان كل شيء يشي بالجمال بدءاً بالقاعة الرائعة وانتهاء بالكراسي الموحدة للضيوف جميعهم بما فيهم معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور المثقف عبد العزيز خوجة، والذي تجول في ردهات المعرض واتسع صدره للزحام وملاحقة الإعلاميين، والدكتور خوجة من المثقفين الذين أتاحت لهم مواقع العمل المختلفة خلطة ثقافية سترمي بظلالها على ساحة الثقافة السعودية، فهو إضافة إلى علاقته المتجذرة في الإعلام المحلي، له علاقات مختلفة بثقافات أخرى عبر تنقله سفيراً في عدة دول مثل تركيا وروسيا الاتحادية والمغرب وأخيراً في لبنان، إضافة إلى مشاركته في المشهد الثقافي عبر عدة كتب ودواوين شعرية، وعبر ما كتب عن نتاجه الأدبي من دراسات نقدية، هذه الخلطة المتنوعة التي يتميز بها الكيميائي معالي وزير الثقافة تتيح له أفقاً لا تحده الحدود نحو إيجاد مساحات واسعة وفرص ثقافية للتلاقح الفكري والتحاور مع الآخر، ومن هذا المنطلق يستضيف معرض الرياض الدولي للكتاب البرازيل ضيف شرف للمعرض، بعد استضافة الأدب الياباني في العام المنصرم، وفي المقابل يستضيف مهرجان الجنادرية الرابع والعشرين روسيا الاتحادية ضيف شرف لهذا العام.

أي أننا أمام تظاهرة ثقافية ومهرجانات ثقافية تتيح للمواطن السعودي البسيط الاطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى التي تشاركنا الإنسانية والنتاج الأدبي والفكري والثقافي، وإن كانت المشاركة الثقافية لهؤلاء الشعوب جاءت (مفلترة) وفق النظرة السعودية، تحاشياً ربما للفكر المتشدد الذي ينطلق من بعض ضيقي الأفق، وإلا يجب أن تكون المشاركة الثقافية أوسع، فبلد مثل البرازيل الذي يتميز بمقدرات وثقافة متنوعة يجب ان تكون مشاركتها أكبر من محاضرات هنا وهناك، فهي أكبر الدول مساحة وأكثرها سكانا في أمريكا الجنوبية.

وتعد خامس دولة في العالم من حيث المساحة، والبرازيل أيضا دولة زراعية، ويعمل بالزراعة أكثر من 26% من القوى العاملة بالبلاد، ويمثل الرعي فيها حرفة مهمة في الاقتصاد البرازيلي، وذلك بسبب الإمكانيات الضخمة من الثروة العشبية وثروتها الحيوانية من الأبقار، والأغنام، والماعز، وتضم البرازيل ثروة عظيمة من الغابات الاستوائية، وتنتج الأخشاب الصلبة واللينة ولديها ثروة معدنية ضخمة، فهي الثانية في إنتاج الكروم، كما تنتج اليورانيوم، والمنجنيز، والحديد، والألومنيوم والذهب، وتشغل الثروة المعدنية مجالاً هاماً في الاقتصاد البرازيلي.

والصناعة حديثة النشأة في البرازيل، ونمت بعد الحرب العالمية الثانية، وأنشئت بضعة آلاف من المصانع وأصبحت قيمة الإنتاج الصناعي في السنوات الأخيرة تفوق قيمة الإنتاج الزراعي، فأمام هذه التجربة الثرية من غير المعقول أن نكتفي برقصة السامبا وكرة القدم، وإن كان من غير المعقول أيضاً - كما قال الدكتور السبيل المشرف العام على المعرض - أن نمر على البرازيل دون أن نذكر كرة القدم ودون أن نذكر بيليه وزيكو ونجوم السامبا، ولكن لا بد من توسيع الدائرة لمشاركة هذه الدول نريد أن نتذوق المطبخ البرازيلي على سبيل المثال، نريد أن يرتدي الأطفال الملابس البرازيلية باختصار نريد أن نستفيد من هذه التجربة بكل ما فيها لخدمة بلادنا اقتصادياً وزراعياً ورياضياً، بعيداً عن تضييق الأفق، فلم يعد الوقت يسمح بهذا، واطمئنوا فالثقافة لا تغزو إلا ثقافة مثلها.

وفي تنظيم المعرض ما دعاني للإعجاب وهو تسمية الممرات بأسماء مؤرخي المملكة الأحياء منهم والأموات، بالطبع لمسة وفاء لا تحتاج إلى تعليق.

رسالتي الأخيرة إلى معالي الدكتور عبد العزيز خوجة أقولها متطلعاً إلى الأفضل دائماً، شكراً لمعاليك وننتظر منك الكثير دعماً لثقافة هذه البلاد التي كانت ولا تزال منفتحة على الآخر.

منيف خضير



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد