الثقافية - علي بن سعد القحطاني
تحدث الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي عن تجربته الشعرية وذلك في ثالث يوم من الأنشطة الثقافية المصاحبة لفعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 1430هـ - 2009م، وأدار المحاضرة الدكتور عالي القرشي واستهل المحاضر بالحديث عن تجربته وقال: الحديث عن التجربة الشعرية حديث يطول، وسرد الشاعر أحمد عبدالمعطي من حين نشأته في البيئة الريفية المصرية، وكان والده صارما فعهد به الى الكتاتيب وهو في الرابعة من عمره وأتم حفظ القرآن الكريم كاملا وهو لم يتجاوز من العمر التاسعة بعد، وعاش الشاعر عبدالمعطي حجازي في فترة الثلاثينيات التي شهدت أوج عطاء الحياة الأدبية في مصر وهي تعايش أبرز أعلامها كطه حسين والعقاد والإحيائيين كالبارودي ومحرم ونشوء مدرسة أبولو (شكري، العقاد، المازني) التي لم تكن مصرية فحسب وإنما اتسعت لشعراء آخرين من الأقطار العربية، وأكد الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي أن الشعر هي اللغة الأولى، لغة البشرية الأولى والفصحى ليست لغتنا الأم بل هي لغة تعليمية مطالبين كشعراء أن نتقنها ونجوّدها وتأسف الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي على حالة التعليم المتردي اليوم وقال: إن هذا التعليم لا يساعد على ظهور شاعر عربي.
وأرجع الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي عقارب ساعته الى الثلاثينيات من القرن الميلادي المنصرم حينما كان طالبا ويرى في الطلبة الأزهريين وهم لم يتجاوزوا العشرين من أعمارهم.. كان فيهم شعراء، وكان الشاعر عبدالمعطي حجازي يعرض قصائده على هؤلاء الطلبة الأزهريين فيصححون له الشعر ويرشدونه الى السليم من الأوزان والأبحر التقليدية، ونشأ الشاعر محبا للشعر فكان وأقرانه يستمعون للفنان محمد عبدالوهاب وهو يغني (كيلوباترا)، كما كان يستمع لأم كلثوم وهي تغني لأحمد شوقي وأحمد رامي وكان وأقرانه يستمعون الى الشعر ويتعلمون الشعر من خلال المدارس والصحافة كما كانوا يطلّعون في القراءات النقدية التي تتناول الشعر.
بدأ الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي بشعر المناسبات وكتبت القصيدة (بكاء الأبد) نشرت في مجلة (الرسالة الجديدة) عام 1955م، في شهر مارس 1954م خرج الشاعر حجازي في ثورة يطالب الجيش بالعودة الى الثكنات وتسليم السلطة للأحزاب فاعتقل، ومن ثمّ أُفرج عنه بضمان من والده ألا يعود الى العمل السياسي، ولما تخرج الشاعر عبدالمعطي حجازي من معهد المعلمين عام 1955م اعترضت الأجهزة الأمنية على أن يعمل مدرساً ومن ثم وجد عمله في الصحافة بعد أن نشر عددا من القصائد فيها وعمل في مجلة (روز اليوسف) 1956م بمؤازرة من النقاد الذين ساعدوه وهم أنور المعداوي، رجاء النقاش، د. عبدالقادر القط وقال الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي أنه بدأ تجربته الحقيقية في الشعر من القاهرة، وتأثر حينها بشعراء الرومانتيكيين فكتب قصيدة (المخدع)، كتبها بشكل تقليدي على البحر الطويل .
وأفاض الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي في الحديث عن تجربته الشعرية الممتدة لأكثر من نصف قرن مصحوبة بقراءة نماذج منها
المداخلات
- رأت الدكتورة نورة الشملاني أن الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي أوضح من خلال تجربته الشعرية عن تأثره بالشعراء المعاصرين وتساءلت الدكتورة الشملان (فماذا عن تأثره بالشعر القديم) فعلق الشاعر عبدالمعطي حجازي بقوله: مازلت مفتونا بالشعر القديم تذوقا ودراسة، وأول زيارة لي كانت للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) عام 1986م وقدمت في احدى مناشطها الثقافية بورقة عن القصيدة الجاهلية بوصفها أغنية شعبية.
- ألمح الدكتور نبيل المحش الى أن الشعراء اليوم افتقروا الإبداع واستسهلوا الشعر على النمط الجديد فأرجع الشاعر عبدالمعطي حجازي السبب إلى تردي التعليم في المجتمع العربي.