الإرهابيون يصنعون الأحزان تلو الأحزان
والمآتم تلو المآتم
والدماء تلو الدماء
والجنازات خلف الجنازات
يحاولون إلغاء الحياة
عبثا يحاولون
يزرعون الأرض بالوحل وبالطين
يحاولون أن يوقفوا عن العالم المطر والنور
ويجعلونهم يسيرون في الأرض رعبا وتيها
يأخذون العالم بالذهول وبالانكسارات الحادة
***
الإرهابيون حشود هائلة من البشر
وأجساد متفاوتة
وعقول غائبة عن الوعي
نفوسهم متشنجة
رؤوسهم تتمايل
أكتافهم تهتز طربا للقتل وللدمار
أنفاسهم متقطعة
وصدورهم معبأة بهواء غير مؤكسد وغير نظيف
وحتى أحلامهم موغلة بالضباب وبالرماد
يغرقون بأقصى درجات السواد
لا هم حياتي مقدس عندهم
وليس لديهم مشروع قانون حي
عطشى هم للقتل وللدمار
وإبادة الأشياء
يفجرون أنفسهم ويقتلون الآخرين
مواكبهم عامرة بالإبادة
ينطلقون بالعالم من حزن إلى حزن
ومن وجع إلى وجع
ومن جريمة إلى جريمة
ولا يقفون عند حزن معين
أو وجع معين
أو جريمة معينة
***
الفرح في قلوبهم محدود
ثمة أفراح عندهم
لكنها قليلة وضئيلة
سائرون بالغي والضلال حتى العظم
يجلدون أنفسهم بالكذب
ويعذبون أرواحهم بالبهتان
لهم سهام مسمومة
جلادون هم
يكرهون كل منجزات العصر
ويريدون للعالم أن يرحل لعصور غابرة
***
لا جديد لديهم سوى التفنن في الإبادة والهلاك
لهم سيكولوجية خاصة
ورجس خاص
وشرور خاصة
وكآبة خاصة
ومزاج خاص
يتشحون بالسواد
أشباح هم
مصاصو دماء يعرفون كيف يخترقون الجرح ويلعقونه
مشاعرهم متكلسة
يريدون أن يطحنوا العالم كحبات قمح
في طاحونة صخرية
ليذروه مع الريح
***
لكن الريح عليهم قادمة
ستلوي أعناقهم
وسيسحقون
وسيرمون في الأودية السحيقة
وسيلفظون من رحم العالم
لأن فلسفتهم بدائية وقديمة
ولأنهم بلهاء
غير أسوياء
وغير منطقيين
ولأنهم يستخفون بالحياة
وحرمة الدم
وقيمة الإنسان
وعلو شأنه
وآدميته
ولا يعرفون أن الكرامة بين الناس عند الله هي التقوى
وأن العالم خلقهم الله شعوبا وقبائل
ليتعارفوا
وليتحابوا
وليتزاوروا
وليتزاوجوا
وليتفاهموا
وليعمروا الدنيا
ويملأوا الحياة بالفرح وبالسرور
وصفاء النوايا والصدور
ولا يملؤها بالأتراح وبالأحزان
وبارود الرعب وقذائف القتل
وفنون الدسائس والنكبات
وسوء المقاصد والنوايا
ranazi@umc.com.sa