يكاد علماء الإدارة يتفقون على أن لا شكل واحداً معتمداً للتنظيم الذي يبنى وفق الاستراتيجيات، وتحدد هذه بناء على المهام، ومن يدير شركة ربحيّة يختلف عمن يدير مؤسسة حكوميّة في بعض التفاصيل، لكن من المهم لكليهما الالتزام بالشفافية، وإيضاح البناء التنظيمي، ووجود مرجعيّة كفؤة، وأن تتعادل الصلاحيات والمسؤوليات، وهذه من شروط العملية الإدارية.
* لا أحد يجادل على أهمية الواقفين على الهرم الإداري لمنظمةٍ ما، غير أنهم جزءٌ من التنظيم لا كلُّه، ومن أساسات أعمالهم البحث عن التنظيم المناسب وتطويره واختباره، ومن يقرأ (تحديات الإدارة في القرن الواحد والعشرين) - مترجم - لعراب الإدارة الحديثة بيتر دركر (1909 - 2005م) سيقف - ضمن فصول هذا الكتاب المهم - على مفاهيم القيادة في مراحل التغيير وإدارة الذات.
* إلى هنا والحديثُ يمسُّ الجوانب الموضوعيّة العامة، لتبقى شخصنة المناصب كما تنصيب الأشخاص أدواء يختص بها العالم الثالث وما بعده من أرقام تحتفي بالأوهام، وتظنُّ أن المسؤول هو بوابة الدخول، وهو إحدى بواباتها، لكنه ليس البوابة الوحيدة، والتغيير سيد التطوير، لكنه لا يكفي.
* عشنا، (حتى صغارنا)، زمناً كافياً للحكم على أن التنظيم المؤسسي لا يعنيه أن يكون (كارتر أو ريغان أو بوش أو أوباما) على رأس هرمه؛ فالقرار لا يختلف مع الحاكمين بقدر ما ينبع من المحكومين، وإرادة الذات في التغيير والتطوير أهم من إرادة القادم بالسلطة أو عبر القرار.
* ويبدو أن أصل القضية مرتبط بالبحث عن البطل الفارس الذي يجمع الشجاعة والوسامة والكرم؛ فتعشقه النساء، ويحبه الفقراء، ويتكئ عليه الضعفاء والخائفون وذوو الحاجة.
* البطولة الفردية خرافةٌ في زمن المأسسة والعولمة والمشاركة الشعبيّة في وضع السياسات واتخاذ القرارات، والمسؤول لاعب في فريق لا يتجاوزُ دورُه ما يقوم به (الكابتن) من فهم الخطة، وتوزيع الأدوار، والتركيز على الأداء الجماعي الذي لا تميز فيه خطوطا أساسيّة عن خلفيّة.
* أحياناً، يدفعُنا اليأس السياسي والركود الإداري والهزائم الحضارية إلى البحث عن مخلّصين نراهم الضوء في العتمة والشاطئ في اليم واليقين داخل الوهم، وأنى أن نجد وأنى أن يوجدوا.
* وفي التعيينات الأخيرة بالغ بعضُنا بتصور الفتح المبين لدخول امرأة وخروج رجل، ولتقريب هذا وإبعاد ذاك، وليت معضلات الإدارة تحلّ بمثل هذا اليسر، لكننا نعرف أن مفتاح التغيير يبتدئ من الذات، وهي عصيّة، والله جل شأنه {لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.
* الإدارة مدار ودوار.
Ibrturkia@hotmail.com