نجاح عملية فصل التوأم السيامي المصري حسن ومحمود يأتي ضمن النجاحات الطبية الكبيرة في هذا المجال الذي تخصصت فيه المملكة بفضل من الله ومِنَّة، ثم بفضل الدعم اللا محدود من لدن القيادة للقطاع الصحي.. فهذه العمليات التي تُعد الأكثر تعقيداً في العالم، أكبر دليل على التطور الذي حققته المملكة في المجال الطبي ما جعلها تحتل موقع الريادة في المجال الطبي على مستوى العالم.
وهذه العملية الفريدة من نوعها التي أُعلن عن نجاحها أمس الأول واستغرقت أقل من 15 ساعة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة -بإذن الله-، فقد أُجريت في المملكة وبنجاح تام ولله الحمد منذ العام 1990 وحتى الآن إحدى وعشرون عملية لتوائم سعوديين وعرب وأجانب، أجراها أطباء سعوديون على رأسهم وزير الصحة الجراح العالمي الدكتور عبد الله الربيعة وبمساندة كوادر غير سعودية في عملية التخدير والتمريض.
ويُلاحظ أن المملكة عندما تُقرر إجراء مثل هذه العمليات، فإنها لا تُفرِّق بين جنس أو لون أو دين، وإنما تجريها لكل محتاج سواء كان ذا جاهٍ ومال، أو من العامة البسطاء، أو كان سعودياً أو عربياً أو أجنبياً.. كما أن الموافقة على إجرائها لا تستغرق وقتاً طويلاً، أو تُواجه عقبات، وإنما متى ما وجدت الحالة المحتاجة إلى ذلك، وقدَّمت طلباً، فإنها تجد الأبواب السعودية مشرعة من أجل مد يد العون.
بهذه العمليات وغيرها تكون مملكتنا مملكة الإنسانية عن جدارة واستحقاق كما وجه بذلك قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. وهذه العمليات، نموذج من النماذج، وإلا فإن أبواب الخير السعودية متعددة، وليست قاصرة على المجال الطبي، والحمدلله على ذلك.