خلصت دراسة ميدانية حديثة إلى أن (عدم وجود تفاهم بين الزوج أو الزوجة)، (شك الزوج في زوجته)، (شك الزوجة في زوجها)، (استبداد الزوج برأيه)، (ضعف شخصية الزوجة) هي أهم العوامل النفسية المؤدية للعنف الأسري من وجهة نظر مبحوثين من المنطقة الوسطى، وأوضحت الدراسة أن العوامل النفسية تأتي في المرتبة الأولى كأحد العوامل المؤدية للعنف الأسري في المنطقة الوسطى تليها العوامل الجنسية متمثلة في (إقامة الزوج علاقات جنسية محرمة)، (تحرش الزوج بالخادمة)، (سوء التوافق الجنسي بين الزوجين)، (تحرش الأبناء بالخادمات)، (البرود الجنسي عند الزوجة)، و(دخول مواقع الإنترنت المشبوهة)، ثم جاء في المرتبة الثالثة العوامل الاقتصادية، وفي المرتبة الرابعة العوامل الاجتماعية، وفي المرتبة الخامسة والأخيرة العوامل الدينية ويتمثل ذلك في سوء فهم العامة للتشريع الإسلامي وبخاصة في المسائل المتعلقة بحق الزوج في ضرب زوجته وتأديبها وبحقه في القوامة عليها وعلى أولاده واستبداده بهم.

فقد كشفت نتائج الدراسة عن استبداد كثير من الأزواج في ممارستهم أشكالاً من العنف اللفظي مثل تهديد الزوجة بالطلاق أو الزواج عليها وأشكالاً أخرى من العنف النفسي بهجرها وإذلالها.

وقال باحثون بمركز رؤية للدراسات الاجتماعية إن نتائج دراسة ميدانية هي الأحدث والأكبر على مستوى المملكة العربية السعودية قد أنجزوها مؤخراً بعنوان (العنف الأسري - المظاهر والأسباب والنتائج وطرق المواجهة) أوضحت أن الزوج الذي يمارس العنف ضد زوجته يحتل المرتبة الأولى في العنف الأسري في المنطقة الوسطى في حين يأتي في المرتبة الثانية زوجة الأب التي تمارس العنف ضد أبناء زوجها، بينما يأتي في المرتبة الثالثة أهل الزوج الذين يمارسون العنف ضد الزوجة وفي المرتبة الرابعة والأخيرة الأم التي تمارس العنف ضد أبنائها ذكوراً وإناثاً، وأضاف الباحثون بمركز رؤية للدراسات الاجتماعية أن ترتيب أشكال العنف الأسري من حيث الانتشار في تقدير قاطني المنطقة الوسطى بالسعودية هو على التوالي: العنف اللفظي - النفسي - الاجتماعي - الاقتصادي - العنف بالإهمال - الجسدي - الجنسي الصحي.

وبالنسبة للآثار السلبية الناجمة عن العنف الأسري في المنطقة الوسطى أشارت النتائج إلى أن الغالبية العظمى من المبحوثين في المنطقة الوسطى ونسبتهم 87.4% رأوا أن أهم الآثار السلبية الناجمة عن العنف الأسري أن تطلب الزوجة الطلاق، ثم يلي ذلك المبحوثون الذين رأوا أن العنف الأسري يؤدي إلى التسبب في أمراض واضطرابات نفسية ونسبتهم 83.2%، ثم يأتي بعد ذلك تعاطي المخدرات هروباً من الواقع كأحد الآثار السلبية الناجمة عن العنف الأسري ويشير إلى ذلك الغالبية العظمى من المبحوثين في المنطقة الوسطى ونسبتهم 80.3%، كما يأتي الانحراف الأخلاقي كأحد الآثار السلبية الناجمة عن العنف الأسري حيث يشير إلى ذلك 78.7%، من المبحوثين، بينما يشير المبحوثون إلى أن القتل والانتقام هي آخر الآثار الناجمة عن العنف الأسري من وجهة نظرهم حيث أشار إلى ذلك فقط 44.2%، من إجمالي المبحوثين في المنطقة الوسطى.

هذا وقد غطت الدراسة جميع مناطق المملكة بحيث تألف المبحوثون من عدة فئات لكل منها خصائص متميزة لخدمة أهداف الدراسة منها 1900 مفردة من المترددين والمترددات على مراكز الرعاية الصحية الأولية تم جمع البيانات منهم عن طريق الاستبيان، و50 مفردة من الخبراء والخبيرات عن طريق المقابلة، و90 مفردة من ضحايا العنف من الجنسين من مختلف الفئات العمرية ليصبح مجموع مفردات الدراسة 2040 مفردة، وتجدر الإشارة إلى أن مركز رؤية للدراسات الاجتماعية ومقره مدينة الرس بمنطقة القصيم، هو مركز غير ربحي، يقدم حلولاً عملية، لتنمية المجتمع من خلال بحوث منهجية متعددة الجوانب تتميز بتأصيل شرعي.