«الجزيرة» - أحمد القرني - معن الغضية
قال خادم الحرمين الشريفين: إن المملكة العربية السعودية تولي اهتماما كبيرا بكافة البرامج والأنظمة والمشاريع التي تعنى برعاية الطفل التي تؤكدها تعاليم ديننا الحنيف، وقال الملك عبد الله في كلمة بمناسبة افتتاح فعاليات المؤتمر الإقليمي الثالث لحماية الطفل تحت شعار (نعمل معا من أجل طفولة آمنة) ألقاها نيابة عنه وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة أن رعاية الطفل تمليها علينا القيم الراسخة لهذا الوطن وأبنائه الكرام.
وأشار خادم الحرمين الشريفين إلى أن المملكة من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية حقوق الطفل وأعطت برامج حماية ورعاية الطفل أهمية قصوى حيث أنشأت البرامج لتطوير موهبة الطفل وحمايته وتطوير قدراته ورعاية صحته.
وقال الملك عبد الله (لقد ركزت خطط التنمية على هذه البرامج وخصصت الميزانيات المناسبة لها، وكم يؤلمنا ويؤلمكم ما يلقاه الطفل العربي من معاناة وأذى من بعض فئات المجتمع مما يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي والأخلاق العربية النبيلة).
ونوه خادم الحرمين الشريفين إلى أن المملكة تعلم أن هذه التجاوزات تؤدي إلى أخطار جسيمة على مستقبل الأمة، وتفقدها مقومات الاستثمار في أجيال النمو والتطوير والبناء، مضيفا ونحن على يقين أن هذا المؤتمر سوف يناقش الهموم والمخاطر ونتطلع معكم للخروج بنتائج وتوصيات تعود بالفائدة والنفع على الأمة العربية والإسلامية. وأشاد خادم الحرمين الشريفين بهذا الخصوص ببرنامج الأمان الأسري والبرامج الأخرى التي تخدم هموم الطفولة في وطننا الغالي والأمة العربية الإسلامية والعالم كافة.
وكان وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة افتتح مساء أمس فعاليات المؤتمر الإقليمي الثالث لحماية الطفل تحت شعار (نعمل معا من أجل طفولة آمنة) الذي يستمر أربعة أيام في الفترة من 4 إلى 7 ربيع الأول 1430 هـ بفندق الإنتركونتننتال الرياض نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز الخوجة. وأكثر من 1000 مشارك يمثلون 22 وفداً عربياً ودولياً.
هذا وقد بدأ برنامج الحفل بمشاركة الأطفال لفقرات الحفل، ومشاركة 117 طفلاً في أداء أوبريت غنائي مميز.
وألقت الدكتورة مها المنيف المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري في كلمة ألقتها نيابة عن رئيس برنامج الأمان الأسري الوطني الأميرة صيتة بنت عبد العزيز أن انعقاد المؤتمر الإقليمي العربي الثالث لحماية الطفل يُعد رعاية أبوية غامرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وهو في الوقت ذاته أمل إنساني ولد في وجدان مجموعة من المواطنات السعوديات في شتى المجالات الطبية والنفسية والاجتماعية والأكاديمية، ونحن نعمل لتحقيق الأمل فتحول الضوء لذلك الأمل لنهاية النفق بمؤتمر حماية الطفل.
إلى ذلك أكد المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني ورئيس اللجنة الإشرافية للمؤتمر الدكتور بندر القناوي أن المؤتمر يُعد مفصليا لمناقشة جادة لكافة أبعاد وجوانب العنف ضد الطفل في الدول العربية للخروج بتوصيات تعين صانعي القرار في الدول العربية على إعداد استراتيجيات حماية الطفل المستقبلية.
ومن جانبه أكد الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) خلال افتتاح الفعاليات إنه لمن المثير أن تنمو ظاهرة الإساءة للأطفال وتنتشر في بلداننا العربية رغم توقيعها على الاتفاقيتين الدولية والعربية لحقوق الطفل.
وأشار إلى أنه مهما تعددت مواد الاتفاقيات فلن تصل إلى كمال تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والأديان السماوية الأخرى التي تهذب النفوس فتفيض القلوب رحمة تجاه الإنسانية عامة، والأطفال على وجه الخصوص.
وأضاف سموه أن الأمر يحتاج إلى وقفة نحكم بها ضمائرنا، ونراجع الخطط والسياسات والاستراتيجيات نحو الطفولة، بعيداً عن التفاعل الوقتي مع القصص المحزنة عن المعاناة التي يتعرض لها بعض أطفالنا)، قائلا وإن كان التجاوب مع تلك القصص تطوراً نراه محموداً لفهم بواعث هذه الظاهرة إلا أن ذلك لا يغني عن تأسيس آلية عملية للقضاء على أسبابه).
وأوضح (ليس من الصحيح أن نتصدى لظاهرة الإساءة للأطفال بمعزل عن مسبباتها ودوافعها المستمدة من ظاهرة المعاناة العامة التي تشهدها مجتمعاتنا العربية، تلك المعاناة التي تنعكس آثارها السلبية بلا جدال على الأطفال).
وأشار إلى أن منظمة برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) تولي قضايا العنف ضد الأطفال عناية كبيرة، قائلا (وعلى أساسه تبنينا الإستراتيجية العربية لتنمية الطفولة المبكرة، وهو المشروع الذي يتقدم بصورة طيبة في إحدى عشرة دولة هي: دول مجلس التعاون الخليجي الست إضافة إلى: الأردن، السودان، سورية، مصر، واليمن).
عقب ذلك قام صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم ومعالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة بقص شريط افتتاح المعرض المصاحب لفعاليات المؤتمر.