جاء البياض من السواد..

وتجلى في أرض السواد..

صبح جديد..

نخل جديد..

** قامت صبية من بلاد الرافدين

نفضت ظفائرها..

رقصت وغنت..

ثم غمرت سوادها بمربوب الحناء

ومدقوق السدر الفضيل..

ترقب فجرا جديدا.. يقترب.. يدنو

من بين السواد..

ويضيء أرض السواد..

***

** جاء البياض من السواد

تتوالد الأصباح من أنات

ليل مدلهم

يلملم الأحزان.. من بين

لثغات الطفولة

والصبا..

يجمعها.. من البيادر والحقول

من السهول..

حول النهرين..

التي نامت فيهما الحياة..

وبدت أرض السواد..

معصوبة العينين..

تغشى ملامحها..

كدرة الموت.. تقتات غربانها

على بقايا البشر.. وفتات

الأشلاء المنتشر..

***

جاء البياض من السواد..



ثمَّ نخل يشق التراب..

هناك.. تحديداً..

هناك.. إني أراها..

أسفل نخلة عتيقة..

على حواف نهر دجلة

ثمة امرأة..

يلوبها المخاض..

تلد من بين الأنين وسياط الألم..

صبح جديد..

اسمه وضاح..

تزغرد له الصبايا.. وتنفض النساء

لمقدمة الظفائر.. ينغمر السواد

بالبياض تغيب عن الأفق كدرة الموت..

** تنشق السماء عن مطر غزير.. يغسل النخلات

ويمحض الرطب.. يغسل السواد.. يغسل السواد..