منابع خير غنية تجري منها أنهارٌ كثيرة داخل بلادنا وخارجها، منابع تنشر الحق في أنحاء المعمورة من خلال هذه الوسائل الإلكترونية الحديثة التي منَّ الله بها على العباد في هذا العصر.
|
حينما نتابع الأثر الكبير لهذه المنابع في كل مكان يعيش فيه إنسان يقرأ ويتابع، ندرك أننا أمام أعمال جليلة تحتاج منا إلى مضاعفة الجهد، ومتابعة العمل. ملايين المتابعين من مختلف الجنسيات واللغات والأديان والمذاهب يحتاجون إلى من يدلهم على الخير، ويدعوهم إلى سبيل الرشاد.
|
إن مضاعفة الجهد مطلوبة، والقيام بما يجب في هذا المجال مطلوب من المتخصصين الذين يحملون مسؤولية فتح قنوات عبر الفضاء وعبر الشبكة العنكبوتية تجري فيها أنهار الخير المتفرعة من منابعه الثرَّة المعطاءة.
|
تأملت الجهود المباركة التي تقوم بها مكاتب الجاليات من خلال مواقع (الانترنت) فرأيت خيراً كثيراً وعطاءً كبيراً.
|
وتأملت تلك المواقع التي تقوم بعبء الدعوة إلى الله عبر هذه الشبكة، فوجدت لها من الأثر الكبير في أنحاء العالم؛ ما زادني شعوراً بأهمية تطويرها ودعمها وبناء أمثالها لتحقيق غايتنا الدعوية الكبرى، ألا وهي إيصال ما علّمنا الله من الدين الحق، ومنَّ به علينا من الهدى إلى العالمين.
|
ومن أبرز تلك المواقع التي تنبثق من تلك المنابع موقع رسالة الإسلام الذي يشرف عليه فضيلة الدكتور عبدالعزيز بن فوزان الفوزان، وهو موقع تابع لمؤسسة رسالة الإسلام التي تشرف على عدد من المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية بعدد من اللغات العالمية، وهي قنوات قادمة - بإذن الله - كما أعلن ذلك د. عبدالعزيز الفوزان، وتشرف المؤسسة أيضاً على أكاديمية تعليمية، ومنتديات علمية.
|
أما المواقع، فقد أطلقت المؤسسة سبعة منها: الموقع العام، وموقع الملتقى الفقهي، وموقع رسالة المرأة، وموقع سند الأطفال، وموقع باللغة الإنجليزية للمسلمين، وآخر لغير المسلمين، وموقع باللغة الفرنسية، وستطلق المؤسسة ثلاثة مواقع جديدة، أحدها باللغة الإسبانية، والثاني باللغة الصينية، والثالث باللغة الفلبينية.
|
إن هذه الأعمال تنسجم مع ما تهدف إليه رسالة الإسلام المنبثقة من هذه البلاد الطيبة، وهي أعمال تحقق التكامل المنشود بين الجهات الرسمية المعنية بالدعوة كوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، والمعنية بالتعليم كوزارة التربية، ووزارة التعليم العالي، وهو تكامل مهم لرسم صورة ذهنية مشرقة لبلاد الحرمين الشريفين.
|
وما زلت أذكر موقفاً جميلاً من سمو الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله- من مؤسسة الإسلام والغرب حينما علم من خلال تقرير كتبته عنها أنها مؤسسة تهدف إلى دمج الشباب العربي والشباب الغربي من الجنسين في لقاءات ثقافية وفنية ورياضية وفق ما تضمنه نظامها المكتوب، حيث وجه بعدم مشاركة وفد من المملكة في هذه المؤسسة ما دامت ترمي إلى هذه الأهداف، مؤكداً أن للمملكة شخصية إسلامية مستقلة لا نتجاوزها، مع حرصنا على المشاركة والتفاعل، وقد كان طلب مني المشاركة في ذلك الملتقى الذي عقد في حينها في إسبانيا، وأرسل إليَّ بملف تلك المؤسسة كاملاً؛ طالبا الرأي فيما يحتويه من أهداف وغايات.
|
وهكذا هي المملكة العربية السعودية تحمل هذه الرؤية الواضحة التي ينادي إليها في كل لقاء خادم الحرمين الشريفين، ويذكِّر بها الناس دائماً داخل المملكة وخارجها، وما كلمته في مؤتمر الكويت الاقتصادي عنا ببعيد.
|
إلى المزيد من هذه الأعمال الجليلة التي يتكامل بها الدور الرائد لبلاد الحرمين الشريفين، فإن المبادرة إلى العمل وإن قلَّ خيرٌ من الكلام عنه ألف مرَّة.
|
نحيي مؤسسة رسالة اليوم والمشرف عليها د. عبدالعزيز الفوزان وجميع القائمين عليها، وندعو لهم بالتوفيق.
|
|
ك الأرضُ الفسيحةُ والفَضَاءُ |
فكيف يتيه عن فمك النداءُ؟ |
|