الرياض - حازم الشرقاوي

كشفت منظمة (هيومان رايتس ووتش) التي تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان، أن ما يحدث في المملكة من إشكالات مع العمالة لا يمثل 1% من حوادث العمال في أوروبا. وقال رئيس اللجنة الوطنية للاستقدام سعد البداح إن اللجنة خاطبت المنظمة وأكدت ذلك، مبيناً أن المملكة تعامل العمالة وفقاً للشريعة الإسلامية.

وكشف وزير العمل الدكتور غازي القصيبي أمس الأول عن تحويل لجان الفصل في القضايا العمالية إلى محاكم عمالية تتبع وزارة العدل بهدف الإسراع في إصدار الأحكام في هذه القضايا. جاء ذلك خلال جلسة مباحثات مع وزيرة القوى العاملة والهجرة بمصر عائشة عبدالهادي بحضور السفير المصري، وقال القصيبي: إن نسبة القضايا الخلافية للعمالة المصرية محدودة، مؤكداً اعتزاز المملكة بالمصريين المقيمين، وألمح إلى وجود عشرات آلاف من السعوديين المقيمين بشكل دائم في مصر، خصوصاً من المتقاعدين والمستثمرين.

وأبرم الدكتور القصيبي مذكرة تفاهم مع نظيرته المصرية عائشة عبدالهادي تتعلق بالتأهيل والتدريب المهني وتبادل الخبرات بين البلدين في هذا المجال. وتتمثل بنودها في بحث أوجه التعاون بين البلدين في مجالات التدريب المهني والتقني، وتبادل البعثات والخبرات في مجال تخطيط وإعداد البرامج التدريبية، وتأهيل المدربين في البلدين وتبادل الخبرات في التوجه المهني والإرشاد الوظيفي، وتبادل الخبرات في برامج تنمية قدرات الشباب وقدرتهم على إقامة المشروعات الخاصة.

وأعلنت الوزيرة المصرية عن تشكيل اللجنة العمالية المصرية - السعودية المشتركة، وتقرر عقد أول اجتماع لها بالقاهرة في إبريل المقبل. وأوضحت أنها تهدف إلى مناقشة كل المشكلات العمالية والعمل على حلها في أسرع وقت، مشيرةً إلى أن هذه اللجنة سيكون لها تمثيل من البلدين الشقيقين، وسيكون لها رئيس من كل جانب. واعترفت بأن خريجي الدبلومات الفنية من المدارس الثانوية الصناعية في مصر غير مؤهلين للأعمال الفنية التي يحملونها، مشيرةً إلى أنها تغلبت على هذه المشكلة من خلال مراكز التدريب التي تم إنشاؤها مؤخراً والتي تؤهل الشباب في كل التخصصات. وفي الوقت ذاته نفت بشدة وجود تزوير في الشهادات المصرية، مؤكدة أن جرائم التزوير في مصر يعاقب عليها القانون بالسجن والغرامة، مؤكدة أن أي حالة تظهر يتم تحويلها إلى النائب العام المصري لمحاكمة المزور.

واعتبرت عائشة عبدالهادي أن المملكة أكبر دولة تحتضن العمالة المصرية، كما أنها تعتبر الوجهة المفضلة والأولى في مصر كمكان للعمل لتقديسهم لها حيث يوجد الحرمان الشريفان، مشيرة إلى الاهتمام الكبير الذي تلاقيه العمالة المصرية في السعودية، وخير مثال تنامي عدد لجان فض المنازعات إلى 16 بعد أن كانت أربعاً لإنهاء المشكلات بسرعة.

ووجهت عائشة عبدالهادي دعوة رسمية إلى القصيبي لزيارة مصر بهدف توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين في مجال القوى العاملة، وكذلك الاطلاع على البرامج التدريبية والتأهيلية التي تتبناها الحكومة المصرية من أجل رفع مستوى الكوادر المصرية لتتناسب مع احتياجات أسواق العمل العالمية.

وأشار البداح إلى أن المملكة بحاجة إلى أكثر من 20 ألف ممرضة في المستشفيات السعودية، إلا أن مصر يعاب عليها في هذا الجانب عدم تمكين الممرضات المصريات من اللغة الإنجليزية التي تعتبر شرطاً مهماً في هذا الجانب، مشيراً إلى أن (الحاجات والتخصصات المطلوبة في المملكة كثيرة ومتنوعة، ونتمنى أن يتم شغلها من الجانب المصري).