الجزيرة- فهد العجلان

أشاد أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا والباحث السياسي المعروف ويليام ب. كوانت برسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الرئيس المصري حسني مبارك، مؤكدا أنها تعبر بشكل كبير عن الاهتمام الذي تحظى به القضية الفلسطينية من قبل المملكة العربية السعوديه وجمهورية مصر وقال كوانت في مؤتمر صحفي عقده في السفارة الامريكية بالرياض امس الاول: أستطيع القول: إن أمريكا تشاطر الرياض والقاهرة ذلك الحرص والاهتمام. وحول التصريحات التي أدلى بها مسؤولون ايرانيون حول سيادة مملكة البحرين واعتبارها جزءا من الجمهورية الإيرانية قال كوانت: إن إيران بلد يصعب قراءته سياسياً، وهو بلد يسيء للآخرين بتصريحات مسؤوليه ثم يعود للتراجع عنها والإدلاء بتصريحات أخرى تؤكد عكس ما جاء في سابقاتها الامر الذي يجعلها عسيرة على الفهم بحق ملمحا الى أن الوضع الداخلي الايراني لا يبدو كما تحاول إيران الترويج له في الخارج اذ إن نظام الملالي يواجه نفورا كبيرا من الشارع الايراني الذي يطمح شبابه الى توفير فرص العمل المناسبة وتحسين ظروف الاقتصاد والانفتاح على العالم.

وفي سؤال ل(الجزيرة) حول مستقبل عملية السلام في الشرق الاوسط في عهد الرئيس اوباما وإمكانية تحقيقه مع حكومة اسرائلية متشددة اكد السيد كوانت عدم تفاؤله بمستقبل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بعد قيادة نتانياهو لحكومة إسرائيل مستندا في هذه الشكوك على تاريخ الرجل وسوابقه التفاوضية، مشيرا الى أن خبرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن قد لا تساعده في التعاطي مع شخصية من هذا النوع ملمحا الى شكوكه في استمرار حكومة الائتلاف الاسرائيلي مشيرا الى ان هذه الحكومة تعاني هشاشة الائتلاف ولن تدوم طويلا.

وحول ترتيبات الانسحاب الأمريكي المزمع من العراقي بعد 18 شهرا من الآن قال كوانت في رد على الجزيرة إن القادة العسكريين الامريكيين في الميدان واثقون من تحقيق نتائج إيجابية مع التحسن الملحوظ في الوضع الامني وانخفاض العمليات المعادية موشيرا الى ان الرئيس الجديد باراك اوباما معارض للحرب من البداية وهو يسعى بشكل جدي للخروج من العراق وسحب القوات الامريكية ويعد هذا مصدر فخر له. ولم يخف السيد كوانت قلقه من الوضع العراقي فيما لو استمرت الأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة متخوفا مستقبلا من ظهور رئيس عراقي يجمل صفات الرئيس العراقي السابق صدام حسين مشيرا إلى أن حدوث أمر كهذا سيؤكد النظرية السائدة التي تزعم أن العراق بلد لا يستطيع فرض الأمن فيه سوى حاكم قوي.

يذكر أن السيد كوانت يتولى رئاسة كرسي ادوارد ر ستيتينيوس في جامعة فرجينيا منذ خريف عام 1994م وكان قد شغل منصب كبير الباحثين في برنامج دراسات السياسة الخارجية في معهد بروكينغز حيث اجرى بحوثا عن الشرق الاوسط وعن السياسة الامريكية تجاه الصراع العربي الاسرائيلي وعن سياسة الطاقة، وشملت الخبرة الواسعة والمتشعبة للسيد كوانت في السياسة الدولية انضمامه الى فريق موظفي مجلس الأمن القومي حيث كان نشطا في المفاوضات التي أدت الى اتفاقات كامب ديفيد ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وهو متزوج من الكاتبة هيلينا كوبان.