هذا الشاعر الكبير الذي عاش في القرن الثاني عشر الهجري من أهالي مدينة القصب من بلدان إقليم الوشم (محافظ شقراء) من بني خالد. اتصف شعره بالحكمة والموعظة والسياسة حينا، وبالهجاء والغزل حينا أخرى..
|
عاصر بدايات دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام محمد بن سعود آل مقرن -رحمهما الله-.
|
وقد جاز له وصف هذه الدعوة بقوله:
|
ظهر إجملين في العارض |
زبدهما فوق غواربهما |
حطت الدين إلها سلم |
والله أعلم بمآربها |
إن كان ظاهرها مخالف باطنها |
فهي تنقري عقاربها |
وإن كان ظاهرها مطابق باطنها |
يا ويلك يا للي تحاربها |
هذه الأبيات تنبئ عن بعد نظر ودهاء وحكمة، وإن شاعرنا ليس الرجل العادي أو القروي البعيد عن استقراء الأحداث ومستجدات الأمور، وقد اتصف من خلال شعره بمقارعة الخصوم ومناظرة القيادات وأصحاب النفوذ والنقد اللاذع وإثارة تأجيج مشاعر الناس لأخذ الثأر واستعادة الحقوق المسلوبة، وعانى بسبب ذلك كثيرا، مثل الإبعاد والملاحقة التي واجهها بصمود وصبر، ورغم مكانته الاجتماعية وشيوع ذكره والتمثل بأقواله وشعره إلا أنه تعرض لأقوال وافتراءات نسبت إليه، والعاقل المتأمل والمحلل شخصية حميدان -رحمه الله- يرى أن بعضا مما نسب إليه من شعر بعيد كل البعد، وليس أدل على عدم صحة بعض ما نسب إليه وما روي عنه في ابنته شعرا:
|
أنا وإياك يا بنتي |
خربنا نصف الديرة |
|
هل يليق بإنسان عاقل راشد عرف ببروزه ونبوغه يقول عن نفسه وعن ابنته هذه القصيدة المعروفة المتداولة والتي اعتذر عن تكملة أبياتها.
|
ما من شك أن هذا الرجل الكبير في قومه، العزيز في عشيرته له في زمانه حساده ومناوئه، إن هؤلاء النخبة الذين يسعون لتدوين مآثر هذا الرجل الذي صعد واستمر ذكره قرابة نحو من ثلاثمائة سنة يستحقون منا جميعا الشكر والثناء على ما بذلوه وما هم ساعون في تحقيقه من إيضاح للجانب المشرق لشاعرنا الكبير.
|
عبد الله بن عبد المحسن الماضي |
|